ما هي القنبلة الهيدروجينية ومن نفّذ تجارب نووية قبل كوريا الشمالية؟

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري

 

 

انشغل العالم اليوم بإعلان كوريا الشمالية عبر وسائل إعلامها عن إجرائها تجربة نووية سادسة، ولاسيّما في ظلّ القلق الأمريكي الياباني والكوري الجنوبي الذي يسيطر على التصريحات الرسمية أن أطلقت بيونغ يانغ صاروخًا مرّ فوق شمال اليابان في آب/ أغسطس الماضي.

 

ماذا تعني القنبلة الهيدروجينية؟

 

القنبلة الهيدروجينية هي قنبلة نووية حرارية تعتمد تقنية الاندماج بين عناصر الهيدروجين (الديوتيريوم والتريتيوم)، من خلال توفير طاقة حرارية هائلة عبر قنبلة نووية انشطارية. قوة القنبلة الهيدروجينية التدميرية ضخمة جدا، وسبَّب إعلان كوريا الشمالية امتلاكها يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2016 قلقا إقليميا وعالميا كبيرا.

 

تولّد القنبلة الهيدروجينية باندماج عناصرها طاقة انفجارية أقوى من تقنية الانشطار النووي، تنتجها مواد اليورانيوم والبلوتونيوم، فالقنبلة الهيدروجينية تستخدم تقنية اندماج نظائر عناصر كيميائية لعنصر الهيدروجين، وبخاصة ذرات الديوتيريوم والتريتيوم، وخلال الاندماج تتوحد الذرات وتنشئ ذرة هيليوم مع نيوترون إضافي تولد طاقة هائلة، لا تنفك تقوى كلما ازدادت عمليات الانصهار بين الذرات.

 

يصل الإشعاع الناتج عن انفجارها إلى مساحة قطرها 200 كيلومتر، وقوتها التدميرية تتراوح بين عشرة آلاف إلى خمسين ألف قنبلة ذرية.

 

يُعرّف العالم المجري الأميركي إدوارد تيلير بأنه أبو القنبلة الهيدروجينية، حيث عمل ما بين عامي 1943 و1946 على مشروع منهاتن الذي أدى إلى صنع القنبلة النووية، ثم ساهم في تطوير القنبلة الهدروجينية.

 

تقاس قوة القنبلة الهيدروجينية بالميغا طن، علما بأن قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي بلغت ما بين 13 و18 كيلو طن فقط، غير أن الانفجار قتل بشكل مباشر وغير مباشر مئات الآلاف.

 

ولكي يتم إحداث عمليات الانصهار بين الذرات، يتطلب الأمر طاقة حرارية هائلة وضغطا كبيرا جدا، وهو ما يتم توفيره من خلال قنبلة نووية انشطارية، حيث تضمن بعد انشطارها الحرارة المطلوبة التي تعمل على إطلاق مسار صنع القنبلة الهيدروجينية.

 

هذه التقنية موجودة في الشمس التي تضم كميات هائلة من الهيدروجين وتوفر درجات حرارة عالية (تتحدث التقديرات عن 15 مليون درجة مئوية)، وفيها تتحد أربعة بروتونات وينتج الهليوم.

 

والطاقة الناتجة من التقنية الاندماجية هي أكبر من طاقة تقنية الانشطار، حيث إن الكيلوغرام الواحد من اليورانيوم ينتج طاقة تعادل 22.9 مليون كيلو واط في الساعة، بينما الكيلوغرام من الديوتيريوم ينتج 177.5 مليون كيلو واط في الساعة، أي أنها أكبر بحوالي ثماني مرات.

 

تعادل قوة قنبلة هيدروجينية عادية قوة انفجار نحو عشرين مليون طن من مادة “تي أن تي” (TNT).

 

ومن أخطر المواد المشعة الناتجة من الانفجار نظير السترنشيوم (s3890Sr)، الذي إذا وقع على الأرض يمتص من التربة بواسطة النباتات ومنها إلى الحيوان وينتقل إلى الإنسان عندما يتغذى على ألبانها ولحومها، ويترسب في العظام مسببا سرطان العظام.

 

تجارب سابقة لبيونغ يانغ

 

وفيما يلي ما يلي المحطات الاساسية في تطور برنامج كوري الشمالية النووي والبالستي في اطار سعيها لامتلاك صاروخ نووي:

 

– أواخر سبعينات القرن الماضي: بدأت كوريا الشمالية العمل على نموذج من صاروخ سكود-بي السوفياتي (مداه 300 كلم). قامت بتجربته عام 1984.

 

– 1992-1987: تطوير صواريخ من طراز سكود-سي (500 كلم) ورودونغ-1 (1300 كلم) وتايبودونغ-1 (2500 كلم) وموسودان-1 (3 الاف كلم) وتايبودونغ-2 (6700 كلم).

 

– آب/اغسطس 1998: تجربة صاروخ تايبودونغ-1 فوق اليابان قالت بيونغ يانغ انها تهدف الى وضع قمر اصطناعي في المدار واكدت الولايات المتحدة انها تجربة صاروخية.

 

– ايلول/سبتمبر 1999: كوريا الشمالية تعلن تجميد تجارب الصواريخ البعيدة المدى بالتزامن مع تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة.

– 12 تموز/يوليو 2000: فشل محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول الصواريخ بعدما طالبت بيونغ يانغ بمليار دولار مقابل وقف صادراتها من الصواريخ.

 

– 03 آذار/مارس 2005: بيونغ يانغ تنهي تجميد التجارب الصاروخية البعيدة المدى مبررة ذلك بالسياسة العدائية لإدارة الرئيس جورج بوش تجاهها.

 

– 05 تموز/يوليو 2006: تجربة على سبعة صواريخ بينها تايبودونغ-2 البعيد المدى الذي انفجر في الجو بعد 40 ثانية.

 

– 09 تشرين الاول/اكتوبر 2006: كوريا الشمالية تجري أول تجربة نووية تحت الارض.

 

– 05 نيسان/ابريل 2009: إطلاق صاروخ بعيد المدى حلق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ في ما وصفته بيونغ يانغ بأنه محاولة لوضع قمر اصطناعي في المدار. أما الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية فقالت إنها تجربة مقنعة لصاروخ تايبودونغ-2.

– 25 ايار/مايو 2009: تجربة نووية ثانية تحت الارض، أقوى بعدة مرات من التجربة الأولى.

 

– 13 نيسان/ابريل 2012: كوريا الشمالية تطلق ما قالت إنه صاروخ بعيد المدى لوضع قمر اصطناعي في المدار لكنه يتفكك بعيد اطلاقه بعد انفجار ويسقط في المحيط.

 

– 12 كانون الاول/ديسمبر 2012: تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ لوضع قمر اصطناعي في المدار لرصد الأرض.

 

– 12 شباط/فبراير 2013: تجربة نووية ثالثة تحت الأرض.

 

– 06 كانون الثاني/يناير 2016: تجربة نووية رابعة تحت الأرض قالت كوريا الشمالية إنها لقنبلة هيدروجينية.

 

 

– 07 شباط/فبراير 2016: كوريا الشمالية تعلن نجاح ثاني عملية اطلاق لصاروخ وضع قمرا اصطناعيا ثانيا في المدار.

 

– 09 آذار/مارس 2016: الزعيم كيم جونغ أون يعلن ان كوريا الشمالية نجحت في تصغير رأس نووي حراري.

 

– 23 نيسان/ابريل 2016: تجربة إطلاق صاروخ بالستي من غواصة.

 

– 08 تموز/يوليو 2016: الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعلنان عن خطة لنشر منظومة الدفاع الصاروخية (يو اس ثاد).

 

– 03 آب/اغسطس 2016: للمرة الاولى كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا مباشرة باتجاه المياه الإقليمية اليابانية.

.

 

– 09 ايلول/سبتمبر 2016: تجربة نووية خامسة.

 

– 06 آذار/مارس 2017: إطلاق أربعة صواريخ بالستية قالت بيونغ يانغ إنها تجربة لمهاجمة القواعد الأميركية في اليابان.

 

– 07 آذار/مارس 2017: الولايات المتحدة تبدأ بنشر منظومة “ثاد”.

 

– 16 نيسان/ابريل 2017: بيونغ يانغ تجري تجربة إطلاق صاروخ.

 

– 14 أيار/مايو 2017: إطلاق صاروخ اجتاز 700 كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان. رجح الخبراء أن يصل مداه إلى 4500 كلم وأن يكون قادرا على بلوغ القواعد الأميركية في غوام.

 

– 04 تموز/يوليو 2017: إطلاق صاروخ اجتاز 930 كلم ورجح الخبراء ان يصل مداه إلى 6700 كلم وأن يكون بامكانه بلوغ ألاسكا. بيونغ يانغ تعتبر التجربة “تاريخية” لصاروخ هواسونغ-14 الذي وصفته بأنه عابر للقارات.

 

– 28 تموز/يوليو 2017: بيونغ يانغ تطلق صاروخا يبلغ مداه عشرة آلاف كيلومتر ما يعني انه يهدد جزءا كبيرا من القارة الاميركية.

 

– 26 آب/اغسطس 2017: الشمال يطلق ثلاثة صواريخ بالستية قصيرة المدى.

 

– 29 آب/اغسطس 2017: كوريا الشمالية تطلق صاروخا حلق فوق اليابان قبل ان يسقط في المحيط الهادئ. قالت سيول انه قطع 2700 كلم على ارتفاع حوالى 550 كلم.

 

– 03 ايلول/سبتمبر 2017: بيونغ يانغ تعلن انها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية في سادس تجربة نووية، بعدما ذكرت هيئات عدة لمراقبة الزلازل انها رصدت زلزالا شدته 6,3 درجات بالقرب من الموقع الرئيسي الكوري الشمالي للاختبارات.

 

النادي النووي

 

يضمّ النادي النووي بعد الولايات المتحدة وروسيا (عام 1949 في عهد الاتحاد السوفياتي) كلا من بريطانيا، والصين، وفرنسا، والهند (1998)، ثم باكستان (1998)، وكوريا الشمالية، و”إسرائيل” التي بدأت برنامجها النووي منذ 1947.

 

 

في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1995، جرّبت الولايات المتحدة أول تفجير حراري نووي  وحملت القنبلة اسم “مايك”، وفُجرت فوق جزيرة “إنيوتوك”، وبلغت قوة التفجير ألف ضعف القنبلة التي أسقطت على هيروشيما، حيث إن قوة التفجير محت الجزيرة نهائيا.

 

وفي 12 أغسطس/آب 1953، نجح السوفيات في تفجير قنبلتهم الهيدروجينية الأولى.

 

غير أن الأميركيين، فجروا في الأول من مارس/آذار 1954 قنبلة جديدة أطلق عليها اسم “كاستل برافو”، بقوة 15 ميغا طن، تسبب خطأ في التصميم في تلويث مكان الاختبار بشكل كبير مما أثر على سكان المنطقة.

 

بلغ وزن “كاستل برافو”عشرة أطنان، وطولها 4.56 أمتار وعرضها 1.3 متر. استخدم في صنع القنبلة الليثيوم/ديتريوم في المرحلة الاندماجية على عكس القنابل التي تستخدم ديتريوم/تريتيوم.

 

عام 1957، أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية كجزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي.

 

وفي عام 1961، فجر الاتحاد السوفياتي السابق أقوى قنبلة عرفتها البشرية، عرفت باسم “القيصر”، بلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميغا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة.

 

أسقطت القنبلة فوق أرخبيل نوفايا زيمليا في المحيط القطبي الشمالي من ارتفاع 10.5 كيلومترات من طرف قاذفة صنعت خصيصا لهذه المهمة، وهي من نوع “توبوليف تي يو 95 بي”، حيث بلغ وزن القنبلة 26.5 طنا.

 

قالت وسائل إعلام روسية حينها إن الاهتزازات الناجمة عن القنبلة هزت الكرة الأرضية ثلاث مرات، وإن كرة اللهب بلغ اتساعها 4.6 كيلومترات، وإن غبار الانفجار النووي ارتفع إلى مسافة 67 كيلومترا فوق سطح الأرض.

 

وفي السابع من أبريل/نيسان 1966، أعلنت الولايات المتحدة أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني، حيث استقرت في البحر على عمق 840 مترا، مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي.

 

ويوم 24 أغسطس/آب 1968 أُعلنت فرنسا قوة نووية خامسة، ففي ذلك اليوم فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانغاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفا من قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.

قد يعجبك ايضا