’الحج لله لا لآل سعود’..مواقف وآراء وتسييس للفريضة

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||نور الهدى صالح/ العهد الاخباري

 

لم يتوان الشاعر الجزائري محمد جربوعة عن كتابة وجهة نظره الصريحة إزاء السعودية وتسييسها لفريضة الحج، لتنتشر بعد فرض الحصار على قطر قصيدة له يهجو بها حكام السعودية تحت عنوان “الحج لله لا لال سعود” ويسمي بعدها كتابا كاملا بهذا الاسم.. هجاء حكام المملكة أثار الاخيرة التي سارعت لمنع جربوعة من تأدية فريضة الحج، لتقوم بعد ذلك بارسال دعوة للجربوعة تتضمن تسهيل ذهابه لتأدية الفريضة، الأمر الذي رفضه الشاعر الجزائري لاحقًا.

 

موقف محمد الجربوعة وإن كان يخدم قطر اليوم، إلاّ أنّه يحكي بوضوح عن واقع السعودية الظالم الذي بات يستخدم الحج كورقة ضاغطة ليس على قطر وحسب، بل على باقي الدول التي يحرم أبناؤها من تأدية الفريضة.

 

استغلال بالجملة

 

لطالما اعتبرت فريضة الحج خاضعة للسياسة السعودية، فبحسب وكالة أسوشتيد برس الأمريكيّة “أسرة آل سعود الحاكمة كانت ولازالت منذ 100 عام تقرر من يدخل مكة المكرمة ومن يخرج منها، وتقسم كما تشاء الحصص بين مختلف البلدان لتحديد عدد الحجاج المسموح توافدهم”.

 

وتتابع الوكالة الأمريكية تأكيد موقفها من خلال تقرير يشدد على محاولات استغلال السعودية الحج، إذ يستهل كاتب التقرير كلامه مختصرًا هذه المحاولات قائلًا “عندما يصل 1.7 مليون حاج هذا الأسبوع لأقدس بقعة للمسلمين على وجه الأرض “مكة المكرمة”، سيجري تذكيرهم فوراً بأنَّ أسرة آل سعود الحاكمة في المملكة هي الراعي الوحيد المسؤول عن هذا المكان”.. ويتابع التقرير ليصف الأجواء التي تضعها السعودية للحجاج لبسط سياستها داخل الحرم، فيشير إلى الصور الكبيرة المعلّقة للملك سلمان بن عبد العزيز ومؤسس البلاد عبد العزيز آل سعود في ردهات الفنادق في جميع أنحاء المدينة، وإلى التسميات التي تطلق على الأبنية هناك لاسيما وجود جناح جديد من المسجد الحرام في مكة المكرمة يطلق عليه اسم ملك سعودي سابق، ويحمل أحد مداخل المسجد والأبراج المتواجدة هناك أسماء لملوك آخرين، فبحسب التقرير “هذه ليست سوى طريقة واحدة من الطرق العديدة التي تستغل بها المملكة إشرافها على فريضة الحج لتعزيز مكانتها في العالم الإسلامي، والنكاية في خصومها”.

 

 

 

على من يقع لوم التسييس

 

تتبادل الاتهامات قطر والسعودية من جهة، والسعودية وايران من جهة أخرى حول من يحاول تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، ففيما تبرأت السعودية من تهمة التسييس شنّت قطر هجومًا على السعودية متهمة الأخيرة بوضع عراقيل وصعوبات على الحجاج القطريين إنطلاقًا من الأزمة بين الدولتين الخليجيتين، ما دفع قطر لرفع شكوى إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة حول “العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين لأداء مناسك الحج”، بحسب ما كشفته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر..

 

وذكرت اللجنة في بيان لها السبت أنها عبرت عن “قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية،” ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية”.

 

الجدال بين الدولتين بدا واضحًا بعد رفض السعودية بداية التواصل مع السلطات المعنية بشأن تقديم ضمانات السلامة، وعدم فتح المعابر البرية أمام المعتمرين والحجاج القطريين، في حين كانت المملكة وثلاث دول عربية أخرى قد قطعت كافة العلاقات الدبلوماسية ومسارات النقل مع الدولة الخليجية الصغيرة هذا العام.

 

 

 

إلاّ أنّ سلسلة الاتهامات المتبادلة استؤنفت بقرارٍ مفاجئ بعد أنّ صرحت السعودية عن تغيير موقفها والسماح للقطريين بتأدية الفريضة، وأعلنت حكومة قطر ترحيبها بهذه الخطوة لتسهيل أداء فريضة الحج، لكنَّها دعت السعودية كذلك إلى “الكف عن استغلال الحج كأداة تلاعب سياسي”.

 

 

 

الأمن شرط أساسي لتوافد الحجاج الايرانيين

 

في إطار استخدام الحج كوسيلة لتصفية الحسابات السياسية أو المذهبية، حاولت السعودية أيضًا التضييق على ايران التي عملت على توخي الحذر بعد حادثة منى المأساوية والتي كان حصيلتها حوالي 464 من حجاجها الذين لقوا حتفهم في الموسم قبل الماضي.

 

فشدد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على أهمية حفظ أمن وكرامة الحجاج، ودعا السعودية إلى تجنب أي “سلوك في الحج من شأنه إثارة الخلافات بين المسلمين”.. وقد دعت إيران إلى جانب دول اخرى، لتشكيل هيئة مستقلة تتولى إدارة الحج بسبب الكوارث المتتالية التي تشهدها المناسك وسوء ادارتها.. لكنّ هذه المطالب قوبلت بالرفض من قبل السعودية التي اتهمت الآخرين بتسييس الحج.

 

وكانت إيران قد وضعت سبعة شروط لضمان سلامة الحجاج الايرانيين عرضتها على السعودية التي رفضتها في البداية لتعود لاحقًا وتوافق على سلّم هذه الشروط.

 

 

 

المواطنون السوريون محرومون من الحج

 

سوريا لم تسلم أيضًا من محاولات السعودية لتسييس الحج، حيث يستمر حرمان المواطنين السوريين للعام السادس من أداء فريضة الحج، وهذا ما كانت قد أشارت إليه وزارة الأوقاف السورية في تصريح سابق لها، مؤكدة على قيام السلطات السعودية بتسييس هذه الفريضة.

 

واعتبرت الوزارة في بيان لها، أنَّ “شرط الاستطاعة لأداء ركن الحج غير محقق بسبب تسييس فريضة الحج من قبل السلطات الوهابية السعودية، رغم المخاطبات المتكررة من قبل الوزارة لمنظمة التعاون الاسلامي ووزارة الحج السعودية بهذا الصدد عن طريق وزارة الخارجية السورية”.

 

 

 

حجاج رغم العراقيل

 

ولابدّ من الاشارة إلى أنّ عدد الحجاج وصل هذا العام إلى أكثر من مليوني حاج من كافة البلدان.. ويسجّل ذلك ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل إلى أكثر من ثلاثين في المئة بحسب ما أعلنته السعوديّة.

قد يعجبك ايضا