ماذا بعد هزيمة المشروع التكفيري الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية..؟
موقع أنصار الله || صحافة محلية ||المسيرة نت :تتجه الأنظار بعد الموصل وتلعفر، صوب دير الزور السورية، حيث تشهد بدء العد التنازلي للقضاء على تنظيم “داعش” التكفيري وانتهاء أخر الثواني من حياة هذا التنظيم في المنطقة.
وتحكي آخر الأخبار عن تطويق الجيش السوري و حلفاؤه لدير الزور حيث لم يتبقى على تحريرها سوى مسافات قليلة.
ويرى العديد من الخبراء ان التنظيم لم يعد يمتلك رمق المقاومة كالسابق وهو يعيش ايام حياته الأخيرة.
يذكرنا هذا الكلام بتصريحات المسؤولين العراقيين حيث كانوا يقولون اننا سنقضي على حياة “داعش” في الموصل بدعم من الشعب والحشد الشعبي العراقي الى جانب الجيش، وذلك محاكات للتجربة اليمنية التي نجحت مبكرا عبر اللجان الشعبية من اسقاط قواعد التكفير وأوكارها في العديد من المحافظات الشمالية في وقت قياسي قبل واثناء وبعد ثورة 21 من سبتمبر 2014م المباركة وذلك خلافاً لأقوال الأمريكيين الذين أدّعوا ان التنظيم سيستمر سنين طويلة.
على الساحتين العراقية والسورية ، كانت فصائل المقاومة الى جانب الجيش السوري والجيش والناس في العراق، هم الذين غيروا المعادلة في ميادين الحرب، إذ ضربوا طابور داعش في الموصل ومن ثم في تلعفر والآن يتجهون نحو المناطق الاخرى
لقد كشفت الاحداث بكل وقائعها إن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة كانت منذ زمن طويل، سياسة دعم التيارات التكفيرية والعرقية، وخلق فجوة بين مختلف القوميات والأديان. وهذا ما اتبعته حقا في العراق وسوريا بتفريق الناس، لتستغل الأزمات التي تحدث جراء هذه السياسة كي تدعم التيارات الارهابية، خاصة ما يسمى تنظيم “داعش”.
وبالنظر الى انتهاء تاريخ استخدام ما يسمى تنظيم “داعش” من قبل الولايات المتحدة، فإن سياستهم الحالية تميل الى توظيف هذه المجموعة الإرهابية في عمليات جديدة، وربما نشهد حالات وأشكال أخرى لإستخدام “داعش” في المستقبل.
ويلفت العديد من الخبراء الاستراتيجيون الى : إن الخطر الذي يهدد استقرار وأمن الشرق الأوسط والعالم هو المرحلة التي تلي هزيمة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.
وعليه يجب أن نرى ما هو مصير العناصر التي خلفها ما يسمى تنظيم “داعش” وأين سيستقرون. كما أن العديد من المحللين والسياسيين الغربيين والإقليميين مشغولون في هذه القضية كي يتمكنوا من التوصل إلى نتيجة.
كانت جماعة “داعش” التكفيرية التي يقودها أبو بكر البغدادي الاتي من رحم المخابرات الصهيونية الامريكية والذي تلقّي أبو بكر البغدادي، رئيس هذه الجماعة ، تدريبات مختلفة لعدة شهور على ايدي النظام الصهيوني لكي يتزعم هذا التنظيم. كما كشفت العديد من التقارير وان جماعة “داعش” مكونة من المقاتلين السلفيين الوهابيين الذين يعتبرون امتداد لما سمي بتنظيم القاعدة في عام 2004، دخلت الحرب مع الحكومتين العراقية والسورية.
وتعود جذور ما يسمى تنظيم “داعش” إلى ما سمي بجماعة التوحيد والجهاد التي تأسست في عام 1999 بزعامة أبو مصعب الزرقاوي الاتي ايضا من رحم المخابرات الصهيونية الامريكية
وتكشف التقارير الى ان ما سمي بتنظيم “داعش”، تأسس أساسا بالقرب من الحدود السعودية في صحراء محافظة الانبار التي لها حدود واسعة مع السعودية.
ونظرا للصحراء وبُعد محافظة الانبار عن مركز العراق، فهذه المنطقة القليلة السكان، فارغة تقريبا من السكان وبعيدة عن السيطرة العسكرية الكاملة.
كما ان جماعة “داعش”، التي تصر على تسميتها في وسائل الإعلام الغربية بالدولة الإسلامية، وهي حاليا أكثر الجماعات التكفيرية نشاطا وأشدها تطرفا في المناطق السورية والعراقية.
مرت أكثر من ست سنوات على وجود ما يسمى تنظيم “داعش” التكفيري في سوريا والعراق، لكن حجم الإعلانات الإعلامية لهذا التنظيم متنوع جدا، حيث أنه يثير تساؤلات خطيرة حول داعمي هذا التنظيم.
الا ان هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كشفت في مذكرتها بعنوان “الخيارات الصعبة” كان من المفترض أن يتم تأسيس “داعش”، تخت اشراف الولايات المتحدة والإخوان المسلمين في مصر.
وكتبت كلينتون: “شاركنا في الحرب العراقية والسورية والليبية، وكان كل شيء على ما يرام، ولكن في الوقت نفسه اندلعت ثورة 30 يونيو في مصر ضد حكومة الإخوان المسلمين، وتغير كل شيء خلال 72 ساعة، إذ كنا قد اتفقنا مع الإخوان المسلمين في مصر على تشكيل دولة إسلامية في سيناء.
وكان من المقرر إعطاء جزء من سيناء الى حماس والجزء الاخر لإسرائيل وان تنضم حلايب وشلاتين الى السودان وان تفتح الحكومة المصرية الحدود مع ليبيا في منطقة السلوم.
وأضافت: “كان من المفترض ان نعترف بالدولة الاسلامية في الخامس من تموز / يوليو 2013 من خلال لقاء مع حلفائنا الاوروبيين”.
وأوضحت كلينتون: “سافرتُ الى 112 دولة لشرح دور اميركا والاتفاق مع بعض الاصدقاء والحلفاء حول الاعتراف بالدولة الاسلامية فور تشكيلها، ولكن سرعان ما تغير كل شيء في لحظة امام أعيننا”.