’هآرتس’: لبنان..الساحة التي تقلق ’إسرائيل’
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
صحيفة “هآرتس”– عاموس هرئيل
تعكس المناورات الواسعة التي سينفذها الجيش الإسرائيلي على مدى أسبوع ونصف بدءًا من اليوم بعض التغييرات التي حدثت على الحدود الشمالية خلال العقد المنصرم.
الواقع الاستراتيجي في عام 2017 مختلف تمامًا، أصبح حزب الله هو العدو الرئيس، وبات لبنان ساحة المعركة الرئيسة التي تقلق “إسرائيل”، فيما تُعتبر سوريا الآن الحلبة الثانوية.
مناورات الفيلق العسكري هي الأولى من نوعها بعد 19 عامًا، فعشية الحرب في لبنان، ألغت هيئة الأركان العامة الفيالق العسكرية، معتبرةً أنها قيادة قديمة لم تعد لها أية حاجة، لكنها سرعان ما أعادت إنشاءها بعد الحرب، وسوف يشارك في هذه التدريبات، عشرات الآلاف من الجنود في الجيشين النظامي والاحتياطي، لكن الأمر المهم فيها هو في الأساس مناورات الأطر والوحدات العسكرية (عشرات الألوية)، وخاصة تدريب القادة-من رتبة قائد سرية وما فوق.
الهدف من هذه المناورة التي حددها قائد الفيلق الشمالي اللواء تامير هايمن هو تحقيق الانتصار على حزب الله، وهذه المرة لم يعد هناك أي حديث عن التسبب بأضرار جسيمة للحزب، أو ردعه، أو إلغاء رغبته في القتال حتى الجولة التالية من الضربات. وهذا تطور إيجابي، من الجيد أن يتحدث الجيش الإسرائيلي بوضوح، نحو الداخل والخارج، لكن يجب التعامل مع الأمور بالحذر المطلوب، من الأسهل الإعلان عن النصر خلال المناورة عنه خلال الحرب، في حين أن الاتجاه الذي ستتطور فيه الأمور خلال الاختبار الحقيقي سيعتمد إلى حد كبير على الحوار بين هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية.
المجلس الوزاري المصغر والحكومة، كما ظهر جيدا في كل المعارك الأخيرة في لبنان وغزة، لا يتطلعان إلى تحديد أهداف مفصلة أو طموحة للجيش، وفي كثير من الحالات، اضطرت هيئة الأركان العامة إلى استخلاص أهداف الحرب من التفسير الإبداعي للتعليمات الشمولية جدًا، التي تصل إليها من الأعلى، وهذا هو أحد الأسباب التي وقفت وراء قرار رئيس الأركان، غادي أيزنكوت نشر وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي-التي ناقشت وللمرة الأولى هذه القضايا علنًا – قبل عامين. ويبدو هذه المرة على الأقل أن معظم أعضاء المجلس الوزاري سيكلفون أنفسهم بزيارة هذه المناورات، بعد أن غاب معظمهم عن آخر تدريب لهيئة الأركان العامة قبل سنة.
حزب الله على علم باستعدادات الجيش الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يحاول بكل ما يمتلك من قدرات تحليل مخططات “إسرائيل” والوقوف على قدراتها، وعلى الرغم من رسائل التهدئة الصادرة من “إسرائيل”، والتوضيح بأن هذه ليست سوى مناورات (التي ستحاكي منطقة الجليل السفلي خلالها جنوب لبنان)، إلا أنه من المعقول أن نفترض بأن مستوى التوتر الإقليمي سوف يرتفع خلال الأيام العشرة المقبلة.
“اسرائيل” ستسعى إلى استغلال هذه العملية لنقل رسالة رادعة: على الرغم من التحسن الذي طرأ على قدرات حزب الله خلال الـ 11 سنة الماضية، إلا أن القفزة التي شهدتها قدرات الجيش الإسرائيلي في سلاح الجو والاستخبارات الدقيقة والتكنولوجيا والمناورة الأرضية– هي أكبر بكثير.
في خلفية هذه المناورات تقف المتغيرات الدراماتيكية على مستوى الواقع الإقليمي، الحرب في سوريا لم تنته بعد، لكن نظام الرئيس بشار الأسد نجا بفضل التدخل الروسي والإيراني، وبمساعدة كبيرة من حزب الله، ما أدى إلى كبح تقدم المسلحين بل استعاد النظام في الأشهر الأخيرة السيطرة على مناطق رئيسة.
ولا تزال دوائر الاستخبارات الإسرائيلية تجد صعوبة في تقييم كيف ستتصرف روسيا في حال نشوب حرب مع حزب الله، فإيران وموسكو وحزب الله موجودون في المعسكر نفسه الذي يدعم نظام الأسد لكن الروس يحتفظون بقناة مفتوحة وودية مع “إسرائيل”.
خلال الحرب، قد تحاول روسيا ردع “إسرائيل” عن مواصلة ضرب حزب الله، لكن في الوقت نفسه قد يكون الروس بالذات (في الواقع الذي يتراجع فيه النفوذ والتدخل الأميركي في المنطقة)، هم الذين سيوفرون مخرجا سياسيا للأزمة.
المصدر :العهد الاخباري