كسرُ حِصار دير الزور .. بدايةُ مرحلةٍ جديدة في الشرق السوري

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||علي حسن/ العهد الاخباري

 

كَسرُ حِصار دير الزور ليس بالحدث العابر، إنما لهُ انعكاساته المعنوية والميدانية الإيجابية الكبيرة على السوريين عُموماً وعلى جنود الجيش السوري في ساحات المعارك الآتية. فعلى ما يبدو أن موازين القوى دخلت بانتصار دير الزور مرحلةً جديدةً ستُجسّدُ بداية نهاية الإرهاب في سوريا خصوصاً بعد تأمين إنجاز كسر الحصار والتحرك العسكري لتوسيع الأمان حول المدينة في الأيام المقبلة.

 

لا شكّ أنّ نصر دير الزور وكسرَ حصارها يوم أمس سيُكرّسُ مرحلةً جديدةً من العمليات العسكرية في الشرق السوري، فقد قطع الجيش السوري وحلفاؤه جُزءاً هاماً وكبيراً من معاركهم في البادية، والعين باتت على كامل الشرق السوري بعد الإنجاز الأهم في كسر حصار دير الزور. وفي هذا السياق قال مصدر عسكري سوري إنّ “الحديث عن مرحلة ما بعد دير الزور بات ممكناً، والاتجاه من وادي الفرات حتى الحدود العراقية هو هدفٌ للجيش السوري وحلفائه ولكن في البداية لا بد من تثبيت الشريان الموصل للمدينة من الغرب وتأمين طريق الإمداد إليها بشكل كامل، وذلك بخوض عدد من المعارك الأولية المهمة التي ستضمن أي تحرّك قادم نحو الشرق. فبعد وصول القوات الزاحفة من الغرب إلى اللواء 137 وإلى أحياء المدينة الغربية ومدخلها الشمالي الغربي لا بُدّ من إبعاد مسلحي التنظيم الإرهابي عن مطار دير الزور بالكامل واستعادة الريف الغربي للمدينة الذي لا يزال يتواجد فيه عددٌ كبير من إرهابيي التنظيم”.‎

 

وأضاف المصدر أنّ “مهمة الجيش الأولى الآن هي حماية الممر البري الذي أوصل القوات إلى اللواء 137، الأمر الذي لا غنىً عنه لمنع إرهابيي تنظيم داعش من شنّ أية هجمات محتملة عليه، وخاصةً أنّهم ما يزالون يتواجدون في الريف الغربي تحديداً في محيط حقل الخراطة النفطي وجنوبي تلة الصنوف، إضافةً إلى المهمة الثانية وهي العمل على نقاط محور طريق السخنة – دير الزور ما بين الشولا والبانوراما. وتأتي ضرورة التقدم واستعادة هذه المنطقة بعد قيام إرهابيي داعش صباح أمس بهجوم عنيف على طول الخط الممتد من الشولا حتى كباجب فشل بصدّ الجيش وحلفائه له وإيقاع عدد كبيرٍ من القتلى والجرحى في صفوف إرهابيي داعش المهاجمين”. وأكد المصدر العسكري في سياق حديثه لموقع “العهد” أنّ “الجيش وحلفاءه يواصلون عملياتهم العسكرية على هذا المحور للوصول لدير الزور بأسرع وقت ممكن وسيطروا على بلدة كباجب والتي تكمنُ أهميتها بارتفاعها الكبير ما سيُمكّن الجيش من السيطرة النارية على محيطها وتسهيل عمليات التمهيد الناري وهو الأمر الذي سيُمكّن القوات من فتح طريق دير الزور الرئيسي بسرعة كبيرة”.

في تأمين الممر البري المُؤدي للواء 137 سيلعب سلاح الجو السوري والروسي دوراً كبيراً حسبما تحدث المصدر نظراً لأنّ المناطق المحيطة به هي مناطق صحراوية مفتوحة يسهُلُ صدّ واستهداف أية تحركات لإرهابيي تنظيم داعش فيها. وأكد المصدر العسكري نفسه أنّ “كسر الجيش السوري وحلفائه لحصار دير الزور هو بداية نهاية تنظيم داعش في سوريا وبعد تأمين الإنجاز وفتح الطريق الجنوبي الرسمي للمدينة حيث باتت القوات على وشك ذلك بعد استعادة كباجب واستمرار التقدم ستتجه القوات نحو استعادة كل مناطق الشرق والشمال السوري. فكسرُ حصار ديرالزور سيُمهّد الطريق أمام معارك كبرى قادمة، تحدّد المعطيات الميدانية أولويتها والجيش السوري وحلفاؤه مُتأهّبون ومستعدون لكل السيناريوهات الميدانية وجاهزون للتوجه نحو أي جبهة كانت في محيط دير الزور”.

والجدير بالذكر أنّ “عودة دير الزور وسيطرة الجيش السوري عليها تعني عودة آبار النفط والغاز للخدمة ما سيُؤدي لحل جُزءٍ كبير من أزمة الوقود والمحروقات التي تعيشها سوريا منذ أعوام”.

قد يعجبك ايضا