فك الحصار عن دير الزور ينهي خطط امريكا لتقسيم سوريا

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || نضال حمادة/ العهد الاخباري

 

في شهر حزيران عام 2016 كشف معهد راند كوربوريشن الأميركي (RAND Corporation) عن خطة أميركية لتقسيم سورية انطلاقا من دير الزور في تقرير دعا فيه لتقسيم سورية على قاعدة الأراضي المسيطر عليها حينها بين الحكومة السورية وباقي الجماعات المسلحة. كما دعا تقرير المعهد الأميركي إلى قيام نظام لا مركزي في سورية مع وجود قوات قبعات زرق من قبل الأمم المتحدة مؤلفة من أميركا وحلفائها. وتقول الخطة إنّ المنطقة الغربية من البلد تبقى مع الدولة السورية، بينما تخضع المناطق الشرقية والواقعة بالقرب من الحدود العراقية لسيطرة قوات دولية لحفظ السلام تقودها أميركا وحلفاؤها.

 

 

وحسب الخطة الموضوعة لهذا التقسيم الذي سمي خطة السلام، فإنّ الهدف الأساس منه هو قطع التواصل بين إيران ولبنان، وبالتالي عزل حزب الله وإضعافه، وهذا يخدم “إسرائيل” وأميركا بالدرجة الأولى، حيث إنّ “إسرائيل” عملت خلال السنوات الماضية على تقوية “النصرة” في الجنوب السوري وتحديداً في الجولان السوري المحتلّ.

التقرير الذي قدّم يومها أربع وجهات نظر لتقسيم سورية إدارياً، أكد الحاجة إلى منطقتين فيدراليتين في الجزيرة وفي عفرين، كما قدّم في المقترح الثالث حلاً يقضي بتوزيع التقسيم طائفياً واثنياً بين سنة وعلويين وعرب وأكراد.

التقرير هذا اتى بعد تمكن الجيش العراقي والحشد الشعبي من تحرير الفلوجة وتوجّه القوات العراقية حينها إلى الموصل التي تحررت بعد عدة أشهر وحصل ما كان متوقعاً يومها وقام تنظيم “داعش” بنقل قواته من العراق الى سوريا بتسهيل امريكي لتنفيذ الخطة الامريكية بقطع طريق بيروت ـ طهران عبر دير الزور في وقت عملت قيادة المقاومة ومعها حلفاؤها الإقليميون على إعادة فتح طريق العراق ـ لبنان عبر دير الزور وبادية حمص ما يشكل الحماية الكبرى لدمشق ولمنع حصار المقاومة في لبنان، وأيضاً لمنع لعبة التقسيم لسورية التي تمارسها أميركا عسكرياً وسياسياً.

كانت معركة تحرير القلمون في العام 2014 مقدمة اساساً لتحرير دير الزور وكامل المنطقة الشرقية لسوريا، ومن ثم اتت معارك بادية حمص الشرقية حيث شكل تحرير القريتين شرق حمص المنطلق للهجوم المعاكس الكبير والذي تم تحرير تدمر على اثره وحصل هذا في شهر اذار عام 2016 بعد سنة من سيطرة تنظيم “داعش” عليها، غير ان التنظيم اعاد احتلال تدمر في شهر كانون اول عام 2017 ليستعيدها الجيش السوري في شهر اذار الماضي. وقد شكلت مدينة القريتين ومطار تيفور العائق الاساس في وقف هجوم “داعش” الكبير، لتبدأ بعدها عملية التقدم نحو حقول النفط المحيطة بتدمر ومن ثم اتى انهيار تنظيم “داعش” في الموصل ليشكل الانعطافة الكبرى في الحرب حيث تفكك التنظيم الارهابي عموديا وافقيا بعد سقوط عاصمته المعلنة في الموصل وقتل واختفاء غالبية قياداته التاريخية من العراقيين والأجانب، وكرت بعد ذلك سبحة انهيار تنظيم “داعش” وخسارته كل ما سيطر عليه خلال أربعة أعوام من التواجد في سوريا، حيث تقدم الجيش السوري وحلفاؤه من عدة محاور نحو دير الزور وأتت معارك جرود عرسال والقاع من الجهة اللبنانية وقارة من الجهة السورية خلال صيف العام الحالي لتنهي كل وجود خلفي لـ “داعش” على الحدود اللبنانية السورية، بينما كان الجيش السوري وحلفاؤه يحررون مدينة السخنة الاستراتيجية على مشارف دير الزور، معلنين المرحلة الجديدة لتحرير دير الزور في وقت كانت الطائرات الامريكية تشن غارات متفرقة على قوات الجيش السوري وحلفائه لمنعهم من التوجه لدير الزور والحدود العراقية السورية، وحاولت عبر قوات “قسد” الكردية التسابق مع الجيش السوري نحو دير الزور لكن واقع الارض في المدينة وحولها كان يعاكس العمل الامريكي خصوصا مع وجود ستة الاف جندي سوري في دير الزور وإن كانوا تحت الحصار، فضلا عن تقدم الجيش السريع من جنوب شرق حماه وجنوبي الرقة ومن تدمر نحو دير الزور وتعثر قوات قسد في الرقة لحد الان رغم الدعم الامريكي الكبير.

الرئيس السوري في رسالته الموجهة للقوات السورية التي صمدت في دير الزور تحدث عن افشال احلام التقسيم عبر تحرير دير الزور، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القضاء على “داعش” لا يمكن الحديث عنه إلا بعد تحرير دير الزور، هذا الكلام يشير الى حجم الانتصار المحقق وحجم الكباش الدولي والإقليمي الذي كانت مدينة دير الزور محوره خلال السنتين الماضيتين.

قد يعجبك ايضا