هيومن رايتس ووتش: دول التحالف بقيادة السعودية تتهرب من المساءلة عن جرائمها في اليمن
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية || أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الجمعة، أن أعضاء تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية سعوا إلى تجنب المسؤولية القانونية الدولية برفضهم تقديم معلومات عن دورهم في الغارات الجوية غير القانونية في اليمن. في عام 2017.
وقالت المنظمة في بيان لها على موقعها الإلكتروني: إنها راسلت التحالف وأعضاءه الحاليين والسابقين لتحثهم على تقديم معلومات عن تحقيقاتهم في انتهاكات قوانين الحرب ونتائجها، كما يقتضي القانون الدولي. لم يرد أي منهم.
وأكدت على عدم استعداد التحالف لإجراء تحقيقات جادة في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب واضحا في رده على الغارات الجوية على المباني السكنية في العاصمة صنعاء في 25 أغسطس، والتي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 20 مدنيا.
قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة: “لا يمكن لأي عضو في الائتلاف ادعاء نظافة كفه في اليمن حتى يعترف جميع أعضائه بالهجمات غير القانونية التي شاركوا فيها.
مضيفةً لا يُعقل أن يعلن التحالف أن تحقيقاته ذات مصداقية بينما يرفض الإعلان عن المعلومات الأساسية، مثل الدول التي شاركت في الهجوم وإذا كان أي شخص خضع للمساءلة”.
وذكرت ويتسن: “يستحق المدنيون اليمنيون، الذين يدفعون ثمن هذه الحرب، أكثر من مجرد إنكار شامل أو تعبيرات عامة عن التعاطف.
وشددت أنه على الدول أعضاء الأمم المتحدة أن توضح تماما لأعضاء تحالف العدوان أنهم لا يفون بالمعايير الأساسية للشفافية، وأن “مجلس حقوق الإنسان” سوف يتدخل ويضمن التحقيق في هذه الانتهاكات، إن لم يكن أي من الأطراف المتحاربة على استعداد للقيام بذلك”.
وأشارت هيومن رايس ووتش إلى أن “فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن”، الذي أنشأه مجلس الأمن، قد أعرب عن قلقه في يوليو، من أن أعضاء التحالف “يسعون إلى الاختباء خلف كيان التحالف لحماية أنفسهم من مسؤولية الدول عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم.
ولفتت إلى أن محاولات “تحويل” المسؤولية بهذه الطريقة من الدول الفردية إلى التحالف الذي تقوده السعودية إلى مزيد من الانتهاكات التي تحدث دون عقاب”.
وشددت أنه يجب على الأمم المتحدة أن تحدد البلدان المسؤولة مباشرة عن الفظائع في “قائمة العار” السنوية للانتهاكات ضد الأطفال، “بدلا من النظر إلى التحالف بأكمله ككيان واحد”.
وأكدت المنظمة على ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل جميع أطراف النزاع.
-جريمة فج عطان الثانية 25 أغسطس:
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فقد حصلت على أفادة 2 من أهالي ضحايا هجوم 25 أغسطس بأن طائرات التحالف أصابت 3 مبان سكنية في فج عطان، وهي منطقة كثيفة السكان في العاصمة، ما أسفر عن مقتل 16 مدنيا على الأقل وجرح 17 آخرين.
وأشارت إلى اعتراف التحالف بتنفيذها بعد احتجاج دولي، ولكن كما حدث في الضربات الجوية السابقة التي يبدو أنها غير المشروعة، لم يقدم تفاصيل عن أعضاء التحالف الذين شاركوا في الهجوم أو البلدان التي تجري أي تحقيق.
حوالي الساعة 2 صباح 25 أغسطس، توجه محمد معصار، في الثلاثينيات من عمره، إلى سطح منزله في صنعاء بعد سماع غارة جوية. قال إنه وقعت 4 ضربات جوية بفواصل دقيقتين أو 3 دقائق. ضربت أول 3 منها جبال فج عطان على مشارف صنعاء حيث توجد مخزونات لأسلحة الجيش اليمني تحت سيطرة قوات الحوثي-صالح المعارضة المسيطرة على المنطقة.
ضرب التحالف الجبال بشكل متكرر خلال النزاع المستمر منذ عامين ونصف.
قال معصار إن الضربة الرابعة أصابت الحي المجاور: “يعيش الناس هناك، أشخاص من صنعاء وكثير من النازحين من مختلف المحافظات، رأيت الدخان يتصاعد من وسط المنازل”، علم معصار لاحقا أن التحالف ضرب مبنى من 3 طوابق كان يملكه، ومبنيين من 4 طوابق لعمته، قال إن مباني عمته “دُمرت”، وقال إن المباني “أصبحت ركاما وغبارا وخسائر”.
كان علي الريمي (32 عاما)، الموظف في وزارة النفط والمعادن، يراسل شقيقه الأصغر عندما بدأت هجمات 25 أغسطس/آب. انتقل شقيقه مع زوجته وأطفاله الستة قبل 6 أشهر إلى شقة أرخص في الحي تحت الجبال، أخبره شقيقه في رسالة نصية أن أصوات الهجمات الأولى أرعبت أطفاله.
قال علي الريمي إنه عندما انقطعت رسائل شقيقه، “أخذت هاتف أمي وبدأت بالاتصال بأخي. لم يرد، اتصلت به مرارا، ولكن الهاتف كان يرن ولا مجيب… شعرت بالتوتر الشديد، بأن مصيبة ما وقعت”.
اتصل الريمي بصديق في المنطقة و”سمعت ضجيج سيارات الإسعاف والناس يقولون خذوه! … أخرجوه!… ساعدوا هذا… ساعدوا ذاك”، سار الريمي على الفور إلى المنطقة و”وجدت الدمار”، قال إن المنطقة كانت تعج بالفوضى، وكان الدمار شديدا بحيث لم يتمكن من معرفة منزل شقيقه. ساعده شقيقه الآخر عبر الهاتف ليجد مكان المنزل. قال الريمي “كان أنقاضا، قلت له ألا يتصل بأمِّنا”.
أسفرت الغارة عن مقتل شقيق الريمي وزوجة أخيه و5 من أطفالهم الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و10 أعوام، وشقيق زوجة أخيه. لم تنج سوى ابنة العائلة البالغة من العمر 6 سنوات.
مكث الريمي يساعد في جهود الإنقاذ، عثر رجال الإنقاذ على أخيه حوالي الساعة 5 مساء بعد أكثر من 14 أو 15 ساعة من البحث المتواصل.
وأعدّ معصار لـ هيومن رايتس ووتش قائمة بأسماء وأعمار وجنس القتلى والمصابين والمستشفيات التي أخِذوا إليها: قتل 16 شخصا في الهجوم، بينهم 7 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و13 عاما، و17 جريحا، بينهم 8 أطفال. 2 من أبناء عم معصار، تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما، كانوا من بين القتلى.
وأشارت المنظمة إلى أن التحالف قال: إنه نفذ الهجوم، لكنه أكد أن الخسائر في صفوف المدنيين كانت نتيجة خطأ تقني، وأن التحالف كان يستهدف “هدفا عسكريا مشروعا”، وهو مركز القيادة والسيطرة الذي استحدثته قوات “الحوثي-صالح” حد وصفة “بغرض اتخاذ المناطق السكنية القريبة منه والمدنيين دروعًا بشرية لحمايته”.
وقال المتحدث باسم التحالف إن القضية أحيلت إلى “الفريق المشترك لتقييم الحوادث”(الفريق المشترك)، وهو آلية التحقيق التابعة للتحالف، الذي برأ إلى حد كبير التحالف من المخالفات.
وأكدت أن المتحدث باسم التحالف لم يقدم أي تفاصيل حول القوات التي ربما تكون شاركت في الهجوم، وصفت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” الهجوم بأنه “مشين”، وقالت إنه لا يوجد هدف عسكري واضح في المنطقة.
وأشارت المنظمة إلى أن تحالف العدوان على اليمن يضم حاليا السعودية والبحرين والكويت والإمارات ومصر والأردن والمغرب والسودان. انسحبت قطر في يونيو.
ولفتت إلى أن التحالف شن آلاف الضربات الجوية في اليمن منذ مارس 2015، بينها عشرات الغارات بدا أنها انتهكت قوانين الحرب، وقد يكون بعضها جرائم حرب.
وأكدت على أنه ومع ذلك امتنع “الفريق المشترك” وأعضاء التحالف عن تقديم المعلومات أو قدموا معلومات غير كافية عن دور قوات بلدان معينة في الهجمات غير المشروعة المزعومة.
وقالت هيومن رايتس ووتش “بينما تتولى السعودية قيادة الائتلاف، تظهر المعلومات المتاحة أن دولا أخرى شاركت في الحملة العسكرية بدرجات متفاوتة. أفادت “وكالة أنباء الإمارات” في مارس 2015 أن السعودية نشرت 100 طائرة للمشاركة في عمليات التحالف، والإمارات 30 والكويت 15 والبحرين 15 وقطر 10.
وأشار المنظمة تقارير إعلامية وسياسية أوردت بعض التفاصيل بشأن حوادث محددة فيها لعب أعضاء التحالف دورا في حملة جوية: في مايو 2015، تحطمت طائرة مغربية طراز إف-16 أثناء قيامها بمهمة في اليمن.
في ديسمبر 2015، تحطمت طائرة بحرينية طراز “إف 1” (F-1)، وسقطت طائرة، يقودها طيار أردني، من طراز “إف-16″ (F-16)لتنفيذ عمليات للتحالف، وشنت مصر عام 2015 غارات جوية على الساحل الغربي لليمن. هاجمت طائرة مروحية قاربا يقل مهاجرين صوماليين ولاجئين قبالة سواحل الحديدة في مارس 2017، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات، قال أحد أفراد القوات المسلحة الإماراتية إن الإمارات تعمل في المنطقة ولكنه نفى تنفيذ الإمارات للهجوم.
جدير بالذكر أن العدوان على اليمن قد أعلن من واشنطن في 26 مارس 2015، وشاركت الولايات المتحدة بضرب أهداف في اليمن منها ضرب رادارات كما أعلنت على ساحل البحر الأحمر، كما شاركت في تمويل طائرات العدوان بالوقود بالإضافة إلى تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية وصفقات السلاح بمليارات الدولارات التي أعطيت للسعودية بهدف قتل الشعب اليمني.
ومنذ بداية العدوان السعودي الأمريكي استشهد وجرح أكثر من 35 ألف مدني بحسب إحصاءات مدنية مستقلة، كما دمر العدوان آلاف المنازل والمنشئات التعليمية والصحية والبنى التحتية ما تسبب في انتشار الأوبئة وتردي الحالة المعيشية للسكان.
يذكر أن العدوان يفرض حصارا اقتصاديا على اليمن ويغلق المنافذ البرية والبحرية ما تسبب في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب اليمني.
وأكدت وزارة حقوق الإنسان، في 29 أغسطس” أن 10 آلاف و 373 مواطنا استشهدوا جراء القصف المباشر لتحالف العدوان فيما بلغ عدد الذين توفوا جراء العدوان والحصار 247 ألف مواطن نتيجة انعدام الأدوية وانتشار الأوبئة وسوء التغذية وأمراض الفشل الكلوي.
المصدر: وكالات