تحرير دير الزور.. تفوق ميداني وورقة تفاوض سياسي

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

 

تتسارع الأحداث الميدانية على طول الخارطة السورية لتؤكد قرب النهاية الحتمية للمعركة الكونية الدائرة منذ سنوات على أراضي سوريا. اليوم عنوان الميدان ووجهته هي دير الزور التي وعلى الرغم أنها لم تكن خلال السنوات الماضية أهم معاقل تنظيم داعش الإرهابي إلا أنها تشكل اليوم نقطة عطف في مسيرة ختم التابوت لهذه الغدة السرطانية.

 

حيث يُجمع الكثير من المحللين أن كسر حصار دير الزور ومطار المدينة الاستراتيجي هو الخطوة الأخيرة قبل إعلان هزيمة تنظيم داعش النهائية. حيث أنه وبعد هذا الإنجاز لا يتبقى سوى مناطق متفرقة ليختم تابوت داعش إلى ما لا نهاية.

 

اليوم دير الزور ليست فقط واحدة من المناطق الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، بل هي منطقة استراتيجية لها أهميتها الخاصة في المعادلة. فتحرير دير الزور أولا، يعني وصل الحدود العراقية السورية مجددا وما يعنيه ذلك من فتح الخط الواصل بين طهران وبيروت مرورا بالعواصم السورية والعراقية.

 

ثانيا، يمر نهر الفرات في دير الزور المحافظة التي تعتبر واحدة من أهم مناطق التجمع السكاني في شرق سوريا، وهذه المدينة فيها من الثروات الطبيعية النفطية والزراعية ما يساعد النظام في سوريا على تأمين مستلزمات وموارد الحياة للشعب السوري. نفطيا تقع مجموعة آبار نفطية أساسية في تلك المنطقة ومنها حقل التيم، الشولا والمزرعة. وهي حقول يمكن استخراج أكثر من 300 ألف برميل نفطي منها يوميا.

 

ثالثا، بقيت مجموعة من الجيش السوري محاصرة لمدة ثلاثة سنوات داخل مطار المدينة وبعد تحرير هذه المجموعة وتوجيه ضربات مؤلمة لتنظيم داعش الذي كان يحاصرهم (تتحدث التقارير عن مقتل أكثر من 10 آلاف داعشي)، فإن هذا الأمر أدى لتقوية روحية الجيش السوري وإضعاف التنظيم الإرهابي.

 

رابعا، من المهم أن نلفت إلى مسألة مهمة جدا أنه وبعد تحرير مدينة الموصل في العراق باتت دير الزور من أهم المناطق التي يسيطر عليها داعش، ولذلك فإن تحرير تلك المدينة هو ضربة قاسمة للتنظيم على مختلف الأصعدة.

 

ميدانيا أيضا فإن تحرير هذه المدينة يعني إضافة إلى السيطرة على حقول وآبار نفطية مهمة تأمين مدينة تدمر من الاحتلال مجددا. المثلث المتشكل من القائم (في العراق) دير الزور والرقة تدمر والرقة البوكمال هو مثلث استراتيجي مهم للغاية في تطورات الحرب الجارية. مما يعني أن الحراك العسكري سيستمر باتجاه مناطق جنوب وشرق سوريا وصولا إلى آخر نقطة حدودية مع العراق أي البوكمال.

 

محور المقاومة ومن خلال استكمال هذه الخطة ومن خلال الدعم الجوي الروسي سيتمكن من تحقيق هدف مهم جدا وهو وصل الجهة الشرقية من هذا المحور بالجهة الغربية منه وهذا ما سعت أمريكا جاهدة لمنعه إلى اليوم.

 

ختاما، هذه الإنجازات الميدانية وناهيك عن كونها إنجازات مهمة ومطلوبة وتدخل في سياق تحرير الأراضي السورية من براثن داعش فإنها تعزز أوراق القوة في التفاوض من قبل لاعبي محور المقاومة على المستوى السياسي. ولذلك من الضروري أن يتم الاستفادة بشكل كامل من الإنجازات الميدانية لتأمين التفوق السياسي فضلا عن التفوق العسكري.

قد يعجبك ايضا