ليست أول المجازر ولن تكون آخرها… ولكن

 

 

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||معن بشور / وكالة القدس للأنباء

لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا في ( 16 و17 ايلول/ سبتمبر 1982 ) هي الأولى التي ارتكبها الصهاينة وحلفاؤهم وعملاؤهم  في تاريخ صراع أمتنا مع أعدئها، ولن تكون الأخيرة… لكنها كانت الأكبر في عدد ضحاياها الذين بلغ عددهم 3500 شهيد من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين ومصريين وعرباً مما أكد انه الهدف لم يكن فلسطينياً فقط بل عربياً في تجسيد ملموس لطبيعة المشروع الصهيو- استعماري الذي يستهدف الأمة كلها..

 

في تلك المجزرة التي وقعت بعد يومين من انسحاب القوات المتعددة الجنسية (الايطالية)المكلفة حماية المخيمات، بموجب اتفاقية فيليب حبيب المشوؤمة التي نظمت انسحاب قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري بحرا وبرا من بيروت، تشير بوضوح الى حجم التواطؤ  الدولي (الغربي تحديدا)مع الإرهاب وهو تواطؤ استمر بعد المجزرة بعدم تشكيل لجنة تحقيق دولية او محكمة دولية خاصة لمحاكمة المسوؤلين والضالعين في هذه المجزرة….واذا كان المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته وحكوماته بقي صامتا على تلك الجريمة الارهابية الموصوفة التي بلغ عدد ضحاياها عدد ضحايا عملية البرجين الارهابية في نيويورك عام 2001… فإن الزيارة السنوية للجنة كي لا ننسى مجازر صبرا وشاتيلا تعبرعن ضمير عالمي ما زال موجوداً بحده الأدنى، بل ضمير تتسع مظاهر التعبير عنه يوماً بعد يو في كل أرجاء العالم…

 

لم يكن المحتل الصهيوني بحاجة عسكرية إلى ارتكاب تلك المجزرة، تماماً لم تكن الإدارة الأميركية عام 1945 بحاجة إلى تدمير مدينتي هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين  بعد استسلام طوكيو في الحرب العالمية الثانية، بل كانت الغاية إشباع الشهوة الإجرامية لدى الطرفين وترهيب الشعوب لفترة طويلة…وإذا كان هؤلاء قد حققوا  رغباتهم الدموية في اليابان، فهم لم يحققوها أبداً في لبنان حيث انطلقت فوراً مقاومة حررت الأرض وطردت المحتل من العاصمة والمناطق المحتلة، ولا في فلسطين حيث يستمر الصراع على أشده بين شعب عظيم لا يستكين، وعدو يتفاقم مأزقه الوجودي يوما بعد يوم…

 

ولم يكن العدو الصهيوني يومها بحاجة إلى عناصر لبنانية تشترك معه في ارتكاب هذه الجريمة، لكنه أراد استخدام هذه المشاركة لتأبيد الصراع بين الفلسطيني واللبناني وبين اللبناني واللبناني..وهو العدو الخبير باستثمار الانقسامات الداخلية ودفعها في مهاوي الفنن الداخلية… والدموية

 

وفي جميع الأحوال  ستبقى هذه المجزرة، التي لن يمر عليها الزمن، شهادة على همجية مشروع تذكر بما سبقها وبما سيتلوها من مجازر يبقى الجذر الصهيوني حاضراً فيها مهما أخذت من عناوين….تتبدل ويبقى المجرم الأصلي فيها واحداً…

 

@ansarollah1

قد يعجبك ايضا