السعودية تزداد عزلة
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
صوفيا ـ جورج حداد / العهد الاخباري
لم تؤد الوساطتان الروسية والاميركية الى حل النزاع بين السعودية وقطر. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغيي لافروف، خلال زيارته الاخيرة الى السعودية قد دعا مجلس التعاون الخلييجي الى المحافظة على الوحدة، على خلفية النزاع بين دول الخليج العربية الاساسية وبين قطر. وهذا ما تحدثت عنه قناة الجزيرة، التي ذكرت ايضا ان وزير الخارجية الروسي دعا الى تسوية الخلافات بين الدول المتنازعة عن طريق المباحثات. وعشية سفر وزير الخارجية لافروف كان امير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد اجرى محادثة تلفونية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان آل سعود ولكنها لم تسفر عن اي نتيجة ايجابية.
وقد اجتمع لافروف ليس فقط مع نظيره السعودي عادل الجبير، بل ايضا مع الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة. وفي ختام لقائه مع لافروف عقد وزير الخارجية السعودي مؤتمرا صحفيا علق فيه على النزاع مع قطر قائلا: “فيما يتعلق بالازمة القطرية فإن هدفنا واضح. وقد تحدثنا عن ذلك مرارا على الملأ. وقطر تعلم جيدا ما ينبغي ان تفعل. نحن نريد الوضوح في مواقف قطر والجدية من جانبها في البحث عن الحل لهذه الازمة، الذي من شأنه تحقيق المبادئ التي تتفق عليها جميع بلدان العالم: عدم تمويل الارهاب، وعدم دعم المتطرفين، وعدم نشر الكراهية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير”.
وقبل وقت قصير من وصول وزير الخارجية الروسي الى المملكة السعودية كان امير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد دعا الى الاسراع في اجراء محادثات حول متطلبات الدول العربية التي وقفت ضد الحصار على الامارة. وقد بحث هذا الاقتراح في محادثة تليفونية بين الامير والعاهل السعودي. ومن ثم فإن المملكة، كما جاء في وكالة الانباء السعودية عبرت عن الاستياء من تفسير الامارة لتلك المحادثة التليفونية. وكما اعلنت وكالة الانباء السعودية فإن موظفا سعوديا كبيرا امتنع عن كشف هويته صرح بأن الرياض عبرت عن الرغبة في قطع اي مبادرة لاجراء اي حوار مع الدوحة، قبل ان تحدد الاخيرة موقفها.
وتحدثت قناة الجزيرة عن استياء السعودية من ان وكالة الانباء الاماراتية حينما نشرت الخبر لم تنشر من هي الجهة المبادرة الى اجراء المحادثة المذكورة. علما ان الذي بادر الى اجراء المحادثة هو الدوحة. ويلاحظ المراقبون ان المحادثة بين زعيمي البلدين سلطت الضوء على الهوة القائمة بينهما وعدم الرغبة في التفاهم. وكتبت New York Times تعليقا جاء فيه “ان هذه المحادثة اكدت كم هو صعب التوفيق بين الاستياء الشديد والحجج الواهية”.
والجدير بالذكر ايضا ان محادثات لافروف في السعودية تناولت كذلك الازمة في سوريا، وقد ايد وزير الخارجية الروسي جهود السعودية لتشكيل وفد موحد من المعارضة السورية للحوار مع دمشق. ولفت الوزير الروسي النظر ان مناطق خفض التصعيد في سوريا ليست دائمة، وان لا احد يرغب في تقطيع الاراضي السورية، وان هذه المناطق انشئت لاجل وقف العنف.
ولا بد ان نذكر ان المحادثة بين امير قطر وولي العهد السعودي كانت قد جرت بنتيجة الجهود الدبلوماسية للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي عمل على اقناع طرفي النزاع بالشروع في الحوار فيما بينهما. وكان الرئيس الاميركي قد استقبل امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح الذي يضطلع بالوساطة في الازمة القطرية.
وحسبما يقول معلق في “الجريدة المستقلة” الالكترونية الروسية فان الوقائع تبين اكثر فأكثر ان السبب الرئيسي للنزاع هو ان السعوديين وحلفاءهم قد بالغوا كثيرا في تقدير قواهم في النزاع الاقليمي في الشرق الاوسط وارادوا ان تدعم قطر الدور الزعامي للسعودية، ولكن قطر كانت تعمل لحسابها الخاص، وهذا ما اطار صواب السعوديين.
ويقول غالبية المراقبين ان فشل الوساطات الاميركية والروسية والكويتية لحل الازمة مع قطر يؤدي الى زيادة عزلة السعودية ووضع مصير مجلس التعاون الخليجي في مهب الريح.