إنزالات أميركية مشبوهة في دير الزور..إخلاء لعملاء واشنطن من الميدان أم اعتقالات!
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||سعد حمية/ العهد الاخباري
كان لافتاً الانزال الجوي الأخير الذي نفذته قوات “التحالف الدولي” بزعامة الولايات المتحدة الأميركية مساء الأربعاء (13/9/2017) في بلدة الموحسن في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وقالت تنسيقيات المجموعات المسلحة، إنه تمّ اعتقال عدد من مسؤولي تنظيم “داعش” الارهابي أمام أهالي البلدة ومن دون أي مقاومة!.
العملية وبالطريقة التي تمت فيها، تشي بأنها مشبوهة، خصوصاً أنها جاءت في وقت تمكن فيه الجيش السوري وحلفائه من فك الحصار عن مدينة دير الزور واقتراب سقوط المدينة. وليس خافياً، أن العملية لا تخلو من “الاستعراض” أو”التمثيل المسرحي” حيث تُظهر شكلياً أنها عملية اعتقال ـ لم يتخللها اطلاق نار ـ بينما هي في حقيقة الأمر إخلاء لعناصر عميلة للأميركيين داخل التنظيم الارهابي من الميدان.
وسبق هذه العملية عدة عمليات أخرى في المنطقة خلال الفترة الماضية، اختلفت في الأسلوب، لكنها انتهت باعتقال عدد من المسؤولين والمسلحين في التنظيم، كما حدث في إنزالٍ استهدف قلعة الرحبة (6/9/2017) في مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وقبلها في إنزال آخر في منطقة “كب الملا” المجاور للمعبر المائي في بلدة البوليل في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بواسطة مروحيتين. واللافت في الانزال الاخير، ما قيل عن اعتقال مسؤول مالية “داعش” في حقل التيم النفطي وما بحوزته من خزينة مالية عائدة للتنظيم!.
كما نفذت قوات التحالف إنزالاً جوياً ثانياً قرب منطقة الرحبة في بادية الميادين، بواسطة طائرات مروحية قامت بتشغيل كاشفات الإنارة الليلية، فيما وفرت طائرات مقاتلة التغطية والحماية لها، وتم اعتقال ثمانية مسلحين يعملون في شرطة التنظيم وجميعهم من جنسيات أجنبية!.
وفي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، نفّذ “التحالف الدولي” انزالاً جوياً بواسطة ثلاث مروحيات في منطقة السوح جنوب غرب بلدة المسرب بـ 10 كم بالقرب من الطريق الدولية في ريف دير الزور الغربي، وترددت أنباء عن سحب عناصر من “داعش” في المنطقة. وسبق ذلك بعدة أيام، عملية إنزالٍ جنوب منجم الملح في ريف المنطقة نفسها وتم خلالها سحب عنصرين من التنظيم مع عائلاتهم من جنسيات أوروبية!.
ويبدو بشكل واضح أن عمليات الإنزال التي كان ترمي إلى إخلاء العناصر المتعاملة مع الأميركيين من الميدان، كانت تتم بمروحيات لا تصدر ضجيجاً كثيراً ومن دون تغطية جوية وأحياناً تتم في مناطق بعيدة التجمعات السكنية على خلاف الانزالات التي كان هدفها القضاء على مسلحين أو مسؤولين من التنظيم والتي كانت غالباً ما تترافق مع غارات جوية وتمهيد ناري واشتباكات بين الطرفين.
وغني عن القول، أن الانزالات الأميركية في الفترة الأخيرة في دير الزور وريفها، كان هدفها إخلاء العملاء الأميركيين في صفوف تنظيم “داعش” من الميدان بعد الضربات الموجعة والإنهيار السريع أمام تقدم الجيش السوري وحلفائه، إذ بات من الصعب جداً على الاميركي التدخل مباشرة عبر شن غارات على مواقع الجيش السوري والتذرع بحصول خطأ كما حصل قبل عام تقريباً عندما قصفت طائرات أميركية مواقع للجيش السوري في جبل الثردة جنوب مدينة دير الزور، وأعقب ذلك هجوم للتنظيم على تلك المواقع! كما أن سحب العملاء الاميركيين في صفوف “داعش” قد يكون هدفه تهريب هؤلاء وتأمين الحماية لهم حتى لا يقعوا في قبضة الجيش السوري وحلفائه وتنكشف حقيقة العلاقة والرعاية التي كانت واشنطن توفرها للتنظيم الارهابي تحقيقاً لأهداف وغايات لم تعد خافية على أحد