ثورة الخلاص من النفوذ السعودي
موقع أنصار الله ||مقالات || عبدالفتاح البنوس
ونحن نستعد للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة الـ21من سبتمبر، حري بنا الوقوف أمام الإنجازات التي حققتها هذه الثورة المكتملة الأركان، هذه الإنجازات التي كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى شن آل سعود وتحالفهم العبري عدوانهم على بلادنا، حيث سنقف اليوم أمام الإنجاز الأبرز للثورة وهو الخلاص من النفوذ والوصاية والهيمنة والتبعية السعودية وتحرر القرار السياسي اليمني ، حيث نجحت الثورة في الخلاص من النفوذ السعودي والذي كان قد تسلل لها من النافذة ، فأسقطه اليمنيون وأخرجوه من الباب ، بعد أن نجحوا في إسقاط عروش وممالك الطواغيت والأصنام التي كانت جاثمة على صدور اليمنيين ومسيطرة على ثرواتهم ومقدراتهم ، أمثال علي محسن وأولاد الأحمر والذين كانوا يمثلون أيادي وأذرع وأدوات وأذناب آل سعود في اليمن ، وكانوا يقومون بأدوار شيطانية تدميرية مستغلين نفوذهم وتسلطهم على رقاب اليمنيين ، فعملوا على نشر الفكر الوهابي المتطرف وسخروا كافة إمكانياتهم لمحاربة الفكر المستنير الذي يمثل منهج الوسطية والاعتدال ، وجعلوا من المعسكرات والمساجد والجامعات حاضنات لذلكم الفكر ولتلكم المعتقدات المتطرفة التي لا تمت للإسلام بأدنى صلة ، ومن أجل إرضاء السعودية وطمعا في اعتمادات وهبات لجنتها الخاصة ، تم إشعال الحروب الطائفية والمذهبية كما هو الحال مع حروب صعدة الست ، والتي كان علي محسن مشعل شرارتها الأولى وقائدها .
نجاح ثورة 21سبتمبر تبدى في إسقاط النفوذ السعودي، حيث جاءت الثورة بقيادات ثورية مناهضة لمشروع الهيمنة والتسلط والوصاية السعودية، وهو ما أثار حالة من الهلع والرعب في أوساط الأسرة السعودية الحاكمة، وعلى إثر المتغيرات التي شهدها اليمن تحرك اللوبي السعودي الوهابي، متناغما مع اللوبي الأمريكي الصهيوني، حيث أدركوا خطورة الموقف بالنسبة لهم ولمصالحهم، فاليمن الذي كان بالنسبة لهم حديقة خلفية، بات اليوم متحررا من ذلك، وعادت الملكية لتلكم الحديقة لليمنيين أنفسهم ولم يعد بإمكان أي دولة أو نظام اللعب فيها واستغلالها لمصلحته على الإطلاق، فلم تعد قراراتنا خاضعة لفيتو السفير السعودي ولا أذناب أسياد السفير السعودي، ولم يعد هناك من إمكانية لمواصلة الفوضى والعبث والتدمير الممنهج للنسيج الاجتماعي اليمني الذي كانت تلعب وتعبث به اللجنة الخاصة السعودية ، والتي كانت تدفع الأموال لمرتزقتها ولعملائها في الداخل اليمني مقابل خدمات كانت غالبيتها تجسسية وتآمرية وفتنوية بامتياز .
لم تعد هنالك الطاعة العمياء والانقياد للسعودية نصوم على صومهم، ونفطر على فطرهم ، نعادي من يعاديهم ، ونوالي من يواليهم ، لدرجة أننا غيرنا مناهجنا الدراسية مثلهم ، وحاربنا فكرنا النير واستبدلناه بفكرهم الوهابي المتطرف، وصرنا نتسابق على تقديم قرابين الولاء والطاعة لهم ، فجاءت الثورة وأحدثت التغيير المنشود المحمود ، ومعه لم يعد اليمن ذلكم البلد الخانع الخاضع للإملاءات والوصاية والتبعية السعودية ، ولم يعد ذلك البلد الذي حوله آل سعود إلى مقصد للزواج السياحي ، ومرتع خصب لتجارة الحشيش والمخدرات ، وكل ذلك من بركات ثورة 21سبتمبر ، تلكم الثورة وذلكم التاريخ الذي حمل معه الكثير من أوجه التصحيح لمسارات العمل الثوري السابقة والأهداف التي حملتها وخصوصا تلك المتعلقة بالتحرر من كافة أشكال الوصاية والاستبداد والتبعية .
بالمختصر المفيد، ثورة 21سبتمبر هي ثورة الخلاص من كافة أشكال الوصاية والنفوذ والتبعية والهيمنة السعودية، هي ثورة تصحيح مسار الثورات السابقة ، هي ثورة رفع اليد السعودية عن اليمن واليمنيين، هي ثورة التحرر من إلزامية وفرض الفكر الوهابي على اليمنيين، هي ثورة الخلاص من أذناب السعودية واللجنة الخاصة ، هي ثورة السيادة والاستقلال والتحرر بحق وحقيقة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .