الروهنجيون .. 30 يوماً من العدوان المتواصل

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

وكالة فلسطين اليوم الاخبارية

تشهد ولاية (أراكان) ذات الأقلية الروهنجية المسلمة منذ 25 أغسطس/آب عدواناً همجياً تمثل في القتل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب والتهجير على أيدي العصابات البوذية والحكومة الميانمارية.

 

ويعد مسلمو الروهنجيا طائفة أقلية في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، ويبلغ عددهم نحو مليون شخص ومائتي ألف، ولا تعترف حكومة ميانمار بهم باعتبارهم مواطنين، أو أنهم حتى يمثلون واحدة من بين 135 جماعة إثنية في ميانمار، وإنما تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، تعود أصولهم إلى حضارة بنجال الشرقية التي تُعرف حاليًا ببنجلاديش.

ومنذ أواخر أغسطس -وحتى اللحظة- لا تزال العصابات البوذية والقوات الميانمارية ترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق أقلية الروهنجيا، وأعلنت الأمم المتحدة أن 480 الفا من الروهنجيا عبروا الحدود إثر حملة القمع التي بدأها جيش بورما في 25 أغسطس.

 

وانتقدت العديد من الدول العربية والإسلامية تجاه ما يحث في ميانمار في ولاية أراكان ضد أقلية مسلمي الروهنجيا، إضافة إلى أن الجرائم لاقت انتقادات لاذعة من قبل الهيئات الأممية والدولية، غير أن القرارات لم ترق إلى فعل يخفف من الأزمة التي يعانيها الروهنجيون.

ومع بدء الأزمة، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلق عميق إزاء “العنف المفرط” بولاية أراكان في ميانمار، مطالباً – في بيان صادر عنه – باتخاذ “إجراءات فورية لوقف العنف في ولاية أراكان وتهدئة الوضع”.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان “إن ميانمار ترتكب جرائم ضد الإنسانية في حملتها ضد متمردي الروهنجيا في ولاية أراكان، ودعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات وحظر على الأسلحة”.

 

في السياق، قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن مسلمي الروهنجيا في ميانمار يواجهون “كارثة إنسانية”.

 

ووصف غوتيريش هجمات قوات الأمن المزعومة على قرى الروهنجيا بأنها غير مقبولة ودعا إلى وقف العمليات العسكرية.

 

إضافة إلى الإدانات الأممية، انتقدت العديد من الدول العربية والإسلامية المجازر في أراكان، إذ دعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف المجازر بحق الروهنجيا، وحثت الهيئات الدولية لإعطاء الأقلية المسلمة في ميانمار حقوقها دون تمييز أو تصنيف عرقي، جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الوزراء، ورأسها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إضافة إلى إغاثة مركز الملك سلمان للنازحين الروهنجيين في بنغلاديش.

 

وفي السياق، حذر مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، سلطات ميانمار من استمرار العنف ضد أقلية الروهنجيا المسلمة في البلاد.

 

وكلف وزير الخارجية سامح شكري الوفد المصري في مجلس الأمن، بالدعوة لعقد جلسة طارئة بمجلس الأمن، لمناقشة تطورات أزمة مسلمي الروهنجيا في ميانمار، وذلك في ظل تدهور الأوضاع أمنيا وإنسانيا منذ 25 أغسطس.

 

وشهدت المدن العربية والإسلامية والأوروبية وغيرها من مدن العالم سلسلة من الفعاليات المتضامنة مع أقلية الروهنجيا، ونددت بالجرائم التي ترتكبها العصابات البوذية، داعين في -الوقت ذاته- إلى وقف المجازر، وخروج المجتمع الدولي عن صمته، والبدء بخطوات عملية تخفف من معاناة الروهنجيا.

 

وتفاقمت أوضاع النازحين من الروهنجيا في بنجلاديش التي تشهد موجات شديدة من الأمطار الموسمية أدت إلى تردي أوضاع النازحين الذين يقيمون داخل مخيمات مؤقتة على الحدود مع ميانمار.

وأكّدت المنظمة الإنسانية الطبية الدولية على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية في بنجلاديش بشكل كبير، لتجنّب وقوع كارثة كبيرة في مجال الصحة العامة، وذلك إزاء وصول مئات آلاف اللاجئين الروهنجيا.

ويعيش الروهنجيا داخل أماكن اللجوء في مناطق أشبه بالمستنقعات بعد أن وصل منسوب مياه الأمطار المستمرة منذ 24 ساعة إلى أكثر من 3 بوصات، فيما يحذر خبراء الأرصاد في داكا من احتمالات استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدار اليومين القادمين.

 

وعلى الرغم من الإدانات الدولية للمجازر في أراكان تواصل العصابات البوذية المدعومة من الحكومة حربها ضد الروهنجيا، ويطالب الروهنجيون المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بضرورة التدخل الفعلي لوقف المجازر، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والتنديد والتضامن.

 

وهنا نتساءل أين هذا العالم الذي يتشدق بحقوق الإنسان من لصوص الأعراض والأرواح والمتاجرين بها أم أن الروهنجيين باتوا خارج دائرة الإنسانية لأنهم أقلية مسلمة لا حول لها ولا قوة في بلادهم وفي خارجها؟؟

قد يعجبك ايضا