ماذا دفع عمر البشير لشطب السودان من قائمة المحظورين من دخول أمريكا؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
صدر عن الإدارة الأمريكية مرسوماً جديداً حول الهجرة تضمن تشديداً للقيود على مواطني بعض الدول، وأضيفت إلى القائمة السابقة دولاً جديدة لقائمة المحظورين من دخول البلاد، بينما تم رفع السودان من هذه القائمة. وشمل المرسوم قيودا على السفر إلى أمريكا لمواطني 8 دول هي تشاد وكوريا الشمالية وفنزويلا، إضافة إلى إيران وليبيا والصومال وسورية واليمن، وبموجب المرسوم الأميركي فقد تم رفع القيود المفروضة على دخول مواطني جمهورية السودان إلى الولايات المتحدة. إلى جانب تعليق دخول الإيرانيين عدا حملة تأشيرات الدراسة وتبادل الزيارات. جاءت القيود الجديدة، التي تدخل حيز التنفيذ بدءاً من 18 أكتوبر المقبل، بناء على مراجعة بعد طعن في إحدى المحاكم على حظر السفر الأصلي الذي أصدره ترامب. لكن ما السبب الذي دعا دونالد ترامب الى اخراج السودان من القائمة؟ هل تم ضغط سياسي معين من قبل السياسيين السودانيين؟ بالطبع هذا مستبعد، فالسودان في الوضع الحالي غير قادرة على الضغط لا سياسيا و لا اقتصاديا و لا حتى عسكريا، اذا فمن الذي تولى عن “عمر البشير” هذه المهمة؟
تشير صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى دور إماراتي جرى تحت الطاولة عرّابه السفير الإماراتي في أمريكا “يوسف العتيبة” المعروف بعلاقاته الواسعة مع صهر ترامب ومستشاره “جارد كوشنير”، والمعروف عن الأخير أيضا دوره البارز ويده الطولى في التأثير على قرارات البيت الأبيض خصوصا فيما يخص منطقة الشرق الأوسط.
وكما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب، فقرار البيت الأبيض بشطب السودان عن قائمة حظر الدخول إلى أمريكا جاء مستغربا وعلى عكس كل التوقعات، لدرجة إحراج ترامب نفسه وتهربه من سؤال أحد الصحفيين قبل ان يستقل طائرته الى انديانا حول سبب رفع السودان من قائمة حظر السفر، قال ترامب انه “يمكن بسهولة اضافة الدول وازالتها من القائمة، وأضاف “حسنا، الشعب يسمح لدول معينة ولكننا نستطيع ان نضيف دولا بسهولة جدا ويمكننا إزالة هذه الدول”. وعندما أصر الصحفي على “ماهو الشيء الصحيح الذي فعله السودان؟” تهرب الرئيس من السؤال بقوله “سوف أراك في إنديانا، وسنناقش بعض النقاط التي لم نتحدث عنها، هل ستذهب معنا ؟ هل كل شي جيد”.
إلا أن إحراج ترامب ليس من دون مقابل، بل مدفوع سلفا من دولة الإمارات التي تشد إدارة الرئيس الأمريكي الأبصار نحوها خصوصا في هذه المرحلة المتوترة مع السعودية والتي تحدثنا عن أسباب التوتر معها في مقالات سابقة. فأمريكا لديها مصلحة بالتقرب من الإمارات والأخيرة بدورها بحاجة الى الدعم العسكري السوداني في مشروعها في اليمن، و حكومة السودان قرأت الرسالة ولم تبخل بإرسال حوالي 1000 من جنودها مع معداتهم للقتال الى جانب قوات ما يسمى بالتحالف العربي، و قد زادت الحاجة الى الجنود السودانيين خصوصا بعد مقتل ما يقارب 45 جنديا اماراتيا بصاروخ أرض-أرض وقع في مخزن للأسلحة في صافر التابعة لمحافظة مأرب اليمنية في أيلول/سبتمبر 2015. وأبدت الحكومة السودانية استعدادها لرفع عديد جنودها في اليمن الى 5000 جندي مع معداتهم الكاملة للقتال إلى جانب قوات التحالف.
اذا رغم الإنتقادات التي توجهها منظمة هيومن رايتس ووتش و غيرها من منظمات حقوق الإنسان، ورغم التقارير الدورية الصادرة عن الأمم المتحدة، واتهامهما الحكومة السودانية بمجازر ضد المدنيين في دارفور و غيرها من المدن وكان آخرها مهاجمة القوات الحكومية السودانية عمدا المدنيين في دارفور، جنوب كردفان ومنطقة النيل الأزرق، وفقا لما أفادت به منظمة هيومن رايتس ووتش. رفع الحظر عن سفر الرعايا السودانيين إلى أمريكا. و يسعى “عمر البشير” المطلوب بمذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الدولية في لاهاي سنة 2009م، الى رفع باقي الحظر الإقتصادي والمالي عن السودان معولا على قربه من الإمارات والسعودية ومستعدا لتقديم تنازلات أخرى بعد تقسيم السودان إلى شمال و جنوب.