صواريخ أمريكية الصنع في قواعد تنظيم “داعش” في الموصل فهل دخلنا في مرحلة الدعم العلني؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
كثيرة هي الأدلة التي كشفت عن الدعم الأمريكي المباشر لتنظيم داعش الإرهابي سواء ماديا أم عسكريا أم لوجتسيا ناهيك عن الضربات العسكرية التي تصفها أمريكا بالخاطئة والتي كانت تمهد الطريق أمام مقاتلي التنظيم الإرهابي.
القوات العراقية تعثر على صواريخ أمريكية متطورة في مقار داعش في الموصل
بحسب ما نقل موقع غلوبال ريسيرش الكندي اكتشف الجيش العراقي والقوات الشعبية اليوم الاثنين عددا من الصواريخ الأمريكية الصنع في داخل موقع عسكري لتنظيم داعش في الجزء الجنوبي من الموصل، وقال مصدر محلي إن “عدة صواريخ أمريكية الصنع عثر عليها في منطقة الشورى جنوب الموصل”. وقد عثر الجيش العراقي والقوات الشعبية على صواريخ أمريكية الصنع في محافظة الأنبار عدة مرات من قبل.
وأكد مسؤولون بالمقاطعة إن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة أرسلتها طائرة التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” في محافظة الأنبار. وفي الوقت نفسه، أعلن مسؤولون أمنيون عراقيون أن التنظيم أرسل معدات عسكرية أمريكية الصنع إلى منطقة تلعفر في اليومين الماضيين للوقوف بقوة ضد الهجوم الذي شنته القوات العراقية على المنطقة.
ونقلت وسائل الإعلام العربية عن مسؤول أمني عراقي قوله اليوم الاثنين إن “إرهابيي تنظيم داعش أرسلوا صواريخ مضادة للدبابات من طراز “تي يو” إلى تلعفر ومن الواضح تماما أنهم يستعدون لحرب طويلة الأجل”.وفي أواخر آب / أغسطس 2015، كشف مسؤول كبير في المخابرات العراقية أن المروحيات الأمريكية تسقط أسلحة ومساعدات أخرى لإرهابيي داعش في محافظة الأنبار الغربية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إن “المقاتلين الموجودين للقتال ضد تنظيم داعش يشاهدون دائما مروحيات أمريكية تحلق فوق المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” ويسقطون الأسلحة والوسائل المهمة لهم”.
وأضاف إنه وبالإضافة إلى إسقاط المساعدات، تنقل المروحيات قادة داعش وجرحاهم من ساحة المعركة إلى بعض المستشفيات في سوريا أو الدول الأخرى التي تدعم الجماعة الإرهابية. وحذر المسؤول من أن هذه المساعدات تزيد من إطالة أمد الصراع في الأنبار، مضيفا إنه عندما يقوم الجيش العراقي والقوات الشعبية بتطهير محافظة الأنبار من الإرهابيين، ستنقل المروحيات الأمريكية قادة داعش إلى مناطق أخرى لمنع وصول القوات العراقية إلى أسرار داعش .
وفي آذار / مارس 2015 أيضا، أسقطت مجموعة من مقاتلي الحشد الشعبي مروحية تابعة للجيش الأمريكي كانت تحمل أسلحة لتنظيم داعش في الأجزاء الغربية من منطقة البغدادي في محافظة الأنبار. وفي غضون ذلك، كشف أحد كبار المشرعين في شباط / فبراير 2015 عن أن الجيش العراقي أسقط طائرتين بريطانيتين أثناء حملهما أسلحة لإرهابيي داعش في محافظة الأنبار.
قصة صواريخ الرمح الأمريكية
ولطالما أثار وجود أسلحة أمريكية التساؤل على المستوى المحلي في العراق، وأحيانا على المستوى العالمي، من قبل وسائل إعلام أمريكية ايضا، هذا التساؤل أجابت عنه شبكة بزنسز انسايدر الامريكية، التي نشرت تقريرا كشف عن المصادر، والطرق، وكذلك الأسباب التي أدت في النهاية إلى وقوع أسلحة متطورة أمريكية في أيدي الإرهابيين.
السلاح الذي عرف على أنه صواريخ جوافيلين “الرمح”، الحديثة جدا والمتخصصة في تدمير المدرعات والدبابات، حتى تلك التي “تفخر بها الإدارة الأمريكية مثل الابرامز اي وان”، على حد وصف التقرير، حيث يعتبر سلاح الرمح، من أشد الصواريخ المحمولة فتكا بالدبابات على الميدان، والتي استخدمها التنظيم الإرهابي في مواجهة القطاعات العراقية المتقدمة خلال سنوات المعارك الماضية، وحتى الآن.
الرمح الذي يصل مداه إلى 2.8 ميل، بغطاء راس يحتوي على صاعقي انفجار، مخصص لاختراق الدروع ثم تدميرها من الداخل، وصف التقرير اكتشافه مؤخرا من قبل القوات العراقية بالأمر “المزعج” للإدارة الأمريكية، التي ستقع في أقل التقديرات، بحرج كبير إزاء تسرب هكذا أسلحة خطيرة.
التقرير توسع في الحديث عن الأسلحة المسربة، و “الممنوحة” أحيانا بحسب الشبكة، ليشمل ذكر أدلة على وجود أسلحة من أنواع أخرى بيد إرهابيي داعش، ذاكرا منها الــ “بي جي ام 71 تاو” المضاد للدروع، والذي أظهر مقطع فيديو دعائي لتنظيم داعش الارهابي، استخدامه ضد مروحيات روسية في مدينة تدمر، خلال عام 2015، وادى إلى تدمير إحدى تلك المروحيات.
مسلحي قاعدة التنف الأمريكية يبيعون السلاح لـ “داعش”
وقال محمد السلام المسؤول السابق عن أمن القسم السوري من قاعدة التنف التابعة للأمريكيين في جنوب سوريا، إن مسلحي فصيل “مغاوير الثورة” المدعوم من قبل الأمريكيين يبيعون أسلحة أمريكية لـ”داعش”، وأضاف إنه، عندما عرف بتسليم الأسلحة للدواعش، أبلغ الأمريكيين بهذا الأمر، لكن هؤلاء لم يحاولوا وضع حد لهذه الظاهرة، بل زادوا من دعمهم لقائد “مغاوير الثورة” مهند الطلاع. وأوضح قائلا: “كان مهند الطلاع يقوم ببيع السلاح لداعش، وعندما اكتشفنا الأمر وأخبرنا الأمريكيين بأن هذا القائد يبيع السلاح لداعش، لم يزدهم الأمر إلا تمسكا بهذا القائد”.
وأوضح أنه تم بيع بنادق “М-16” بأعداد كبيرة، إذ أظهر آخر جرد أجراه الأمريكيون أن لديهم نقصا بـ 4700 بندقية من هذا الطراز، إضافة إلى عشرات الرشاشات من أنواع مختلفة. وقال السلام إن الأمريكيين طلبوا من السوريين الموجودين في قاعدة التنف محاربة الجيش السوري، “لكن الشرفاء منهم رفضوا هذا الموضوع وقالوا: نحن وجدنا ووجد هذا الفصيل لمحاربة “داعش” وليس لمقاتلة الجيش السوري”. وتابع أن الأمريكيين حاولوا نقل أبناء دير الزور إلى قاعدة الشدادي لمحاربة داعش في دير الزور ومن بعده الجيش السوري.
تأكيد دولي على امتلاك داعش سلاح أمريكي متطور
وذكرت منظمة “أبحاث صراع التسلح” الأمريكية، أن ما يقرب من نصف الأسلحة والذخيرة التي يستخدمها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق هي صناعة أمريكية وأوضحت المنظمة المعنية بتتبع الأسلحة في ميدان المعارك، والممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، أن عينات الأسلحة والذخيرة التي قامت بفحصها ودراستها، “كانت مخصصة في الأساس لدعم قوات الأمن في المنطقة لقتال التنظيم”.
وشخصيات سياسية تحدثت عن أسباب وصول الأسلحة الأمريكية لداعش، منهم السيناتور الجمهوري المرشح لخوض السباق الرئاسي المقبل في الولايات المتحدة راند بول الذي قال: “إن تنظيم داعش نشأ وأصبح أكثر قوة بسبب صقور الحزب الجمهوري الذين قدموا الأسلحة بدون تمييز، وتمكن التنظيم من الاستحواذ على معظم هذه الأسلحة”.