خبراء غربيون وإسرائيليون: قوة إيران أكبر بكثير مما تتصوره أمريكا
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بشأن إيران والذي أشار فيه إلى النفوذ الواسع الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية في عموم المنطقة والعالم، كتب العديد من الخبراء والمحللين السياسيين عن هذا الموضوع، مؤكدين بأن قوة إيران أوسع بكثير مما تتصوره واشنطن.
في هذا السياق كتب “أومر كارمي” الخبير في الجيش الإسرائيلي مقالاً نشره موقع “معهد واشنطن” للدراسات الاستراتيجية أكد فيه أن القوة التي تتمتع بها إيران في الشرق الأوسط لايمكن حصرها في محور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في عموم المنطقة والذي حقق انتصارات كبيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل تتعداه إلى مديات أبعد، ما جعل من الصعب جداً مواجهة هذه القوة على المديين القريب والبعيد.
وقال الخبير الإسرائيلي إن القوى التابعة لمحور المقاومة والتي تدعمها إيران بقوة باتت تشكل كابوساً يقض مضاجع القوى الغربية بزعامة أمريكا التي تسعى للهيمنة على مقدرات المنطقة.
وأضاف أن قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران لاسيّما فيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني تملك من الخبرة والاستعداد الكافي الذي يؤهلها لتغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة، مشدداً على ضرورة التنسيق بين أمريكا والكيان الإسرائيلي والأطراف الغربية والإقليمية الحليفة لهما لمواجهة ما أسماه هذا الخطر.
كما دعا هذا الخبير الإسرائيلي إلى تشديد الضغوط على إيران خصوصاً قوات حرس الثورة للحيلولة دون استمرارها في دعم المقاومة، مقترحاً وضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب لتقييد حركته والحد من تأثيره في المنطقة، معترفاً في الوقت ذاته بأن هذا الإجراء غير مضمون النتائج نظراً لما يتمتع به الحرس الثوري من إمكانات واسعة وخطط استراتيجية تمكنه من إحباط هذا المخطط في نهاية المطاف.
واعتبر كارمي الضغط على الحركات الثورية الشيعية التي توالي إيران لاسيّما حزب الله لبنان وفصائل الحشد الشعبي في العراق بأنه يمثل أحد الطرق التي يمكن من خلالها التضييق على قدرة إيران في المنطقة، لكنه أقر في الوقت ذاته بأن هذه الحركات والفصائل بلغت من القوة حداً لايمكن معه التأثير على قراراتها الاستراتيجية واندفاعها في مواجهة المشروع الأمريكي حتى في حال وضعت واشنطن الحرس الثوري على لائحة الإرهاب أو قامت بتشديد الضغوط عليه في المستقبل.
كما اقترح هذا الخبير الإسرائيلي على المخابرات الأمريكية أن تقوم بمد جسور مع بعض الشرائح الاجتماعية في الوسط الشيعي في عموم المنطقة لإحداث فجوة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وهذه الشرائح، مستدركاً بالقول بأن الأواصر العقائدية التي تربط الشيعة بالجمهورية الإسلامية لايمكن أن تخضع لحسابات سياسية أو مصالح مادية آنيّة، وهذا ما أثبتته التجارب خلال السنوات الأخيرة خصوصاً بعد الدور الكبير الذي لعبته إيران في التصدي للجماعات الإرهابية التي تستهدف الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.
كما دعا كارمي الدول الإقليمية ذات الأغلبية السنيّة إلى تقوية علاقاتها مع الشيعة لإبعادهم عن إيران، لكنه أشار أيضاً إلى أن هذا الأسلوب قد ثبت فشله أيضاً رغم محاولات السعودية والدول الدائرة في فلكها كالإمارات لاستمالة بعض الأطراف الشيعية لتحقيق هذا الهدف.
ولم ينس الخبير الإسرائيلي الإشارة إلى أهمية العامل الاقتصادي في إمكانية جر بعض الأطراف الشيعية لإبعادها عن إيران بعد أن عجزت الطروحات الأيديولوجية المعادية في تحقيق هذا الهدف، معوّلاً في ذلك على حاجة شرائح في الوسط الشيعي للدعم الاقتصادي بسبب الأخطاء التي ارتكبت في هذا المجال من قبل بعض الدوائر المحسوبة على الشيعة.
وختم كارمي مقاله بالتأكيد على أهمية اللعب على وتر الطائفية لخلق فجوات بين السنّة والشيعة، معتبراً ذلك بأنه من شأنه أن يشغل الجمهورية الإسلامية في نزاعات جانبية تبعدها بالتالي عن دعم محور المقاومة والتصدي للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، بحسب اعتقاده.