رهان أميركي _ سعودي على الحلفاء في لبنان: محاولة فاشلة ستظهر نتائجها في الانتخابات

 

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

حسن سلامة/ العهد الاخباري

 

لم يعد خافيا، أن السعودية – وبتناغم واضح مع الاميركي – تدفع باتجاه توتير الوضع اللبناني، من باب العودة المباشرة الى قيادة حملة التهويل والتصعيد ضد حزب الله، بل ان السياسة السعودية ببعدها الاميركي _ الاسرائيلي تحاول احياء تحالفات بين القوى التابعة لها في الداخل اللبناني لاستخدامها في حملة التشويه الكاذبة ضد المقاومة، وحتى ضد العهد وما يمثله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

وتلاحظ مصادر دبلوماسية عربية أن هذه الحملة تنطلق من أربعة اتجاهات، يراد منها التكامل فيما بينها لإضعاف المقاومة ومعها كل الحلفاء، وهذه الاتجاهات تحددها المصادر بالآتي:

_ الأول: التحريض الاميركي المستمر من دونالد ترامب وكل المسؤولين الاميركيين ضد المقاومة، حتى أن هذه الإدارة استعادت الهزيمة الأميركية في لبنان عام 1983 وما بعدها للتصويب على المقاومة، يضاف الى ذلك العقوبات المالية وما الى ذلك من تجبر اميركي.

_ الثاني: استنفار قادة العدو الاسرائلي ضد ما يسمونه الخطر الذي تمثله المقاومة على كيان العدو، الى توصيفات أخرى تطال الدولة اللبنانية والمؤسسة العسكرية في محاولة لزرع بذور الشقاق بين ما يمثله ثالوت الجيش والشعب والمقاومة.

_ ثالثا: التحريض السعودي غير المسبوق ضد المقاومة لكونها تمثل العائق الأكبر أمام الاستسلام لعائلة ال سعود امام العدو والمخطط الاميركي _ الاسرائيلي، وتأتي مواقف وتغريدات مايسمى وزير الدولة السعودي ثامر السبهان في سياق هذه الحملة التي لا تستهدف فريقًا لبنانيًّا بل تستهدف اكثرية اللبنانين.

 

_ رابعا: استنهاض الرياض لبعض حلفائها في لبنان من خلال إعطائهم الوعود بتمويل معاركهم في الانتخابات النيابية، في مقابل ليس فقط استعادة الشعارات التي ثبت فشلها في السنوات الماضية، بل فتح المعركة ايضا في وجه التيار الوطني الحر وما يمثله الرئيس عون مسيحيا ووطنيا، بعد ان عجزت الرياض عن تطويع العهد لمصالح السياسة السعودية المهزومة في المنطقة.

وترى المصادر الدبلوماسية ان منطق التصعيد المتدرج الذي لجأت اليه “القوات اللبنانية” بعد زيارة رئيسها سمير جعجع الى السعودية ولقائه محمد بن سلمان مؤشر واضح على ما طلبه ولي عهد آل سعود من جعجع، والدليل على ذلك ان موقفا واحدا من تصريحات رئيس “القوات” خلال وجوده في استراليا لم يخلُ من التهجم على المقاومة والامر ينسحب على باقي مسؤولي هذا “الحزب”، بل ان “القوات” وقوى اخرى منخرطة في المشروع الاميركي لجأت الى استغلال قرار المجلس العدلي غير المفهوم في هذا التوقيت والذي طلب الاعدام لمنفذي حكم الشعب ببشير الجميل الذي نصب رئيسا تحت وقع الدبابات الاسرائيلية.

ومن هذا المنطلق ترى المصادر ان هذه الحملة السعودية _ الاميركية التي تستظل ببعض الحلفاء في لبنان تندرج ليس فقط في سياق الحرب ضد محور المقاومة، بل ان احد اهدافها رفع مستوى التحريض الطائفي والمذهبي والسياسي الى اقصاه عشية الانتخابات النيابية، على أمل ان يتمكن حلفاء المحور الاميركي _ السعودي من تحسين وضعهم الانتخابي لعلهم يتمكنون من الفوز بعدد كبير من المقاعد النيابية بما يؤدي الى أخذهم دورا اكبر بعد الانتخابات ومنها التهيئة للانتخابات الرئاسية، ولذلك تتوقع المصادر ان ترتفع نبرة التحريض بكل اشكالها كلما اقتربت البلاد من الانتخابات، بالتوازي مع سعي هذا المحور وبخاصة السعودية لأن يكون تيار المستقبل الحاضنة الكبرى لـ”جوقة” المحرضين، خصوصا ان بعض الرؤوس الحامية في تيار المستقبل تدفع في هذا الاتجاه، وفي حال عدم دخول رئيس المستقبل سعد الحريري في حملة التحريض والتشويه ستسعى الرياض لتجميع كل الذين يسيرون في مخططها لخوض الانتخابات في وجه الحريري.

الا ان المصادر تبدو مؤكدة ان كل هذا “الحشد” المشبوه مصيره الفشل ليس فقط لأن محور المقاومة بات أقوى بكثير مما كان عليه في السنوات الماضية، بل لان اكثرية الشعب اللبناني ترفض هذه المغامرات ومحاولات جرّ لبنان الى سياسية الانقسام العمودي والافقي.

قد يعجبك ايضا