عدن في ظل حُكم الفساد والعصابات.. لا كهرباء ولا استشفاء!
موقع أنصار الله || صحافة محلية ||موقع راصد اليمن
تعيش عدن حالة من التوتر والغضب الشعبي العارم إثر الفوضى التي تعيشها بفعل حكم الميليشيات المسلحة وتناحرها وتقاتلها على تقاسم مغانم السلطة، فيما الشعب متروك لمصيره من دون أدنى رعاية واهتمام.
وقد أدّت هذه الفوضى الناتجة عن فساد الحكومة الموالية للعدوان، والميليشيات التابعة معها، والأخرى المتناحرة معها على المناصب والمكاسب، إلى غياب الخدمات الأساسية عن عدن خصوصاً، ومعظم الجنوب اليمني عموماً.
هذا الواقع المرير، انعكس بشكل كبير ومؤلم على المواطن اليمني الذي حُرم من الماء والكهرباء والاستشفاء والتعليم، وبدأ يعبّر عن غضبه لما آلت إليه الأوضاع من خلال تنظيم وقفات احتجاج ومسيرات شعبية ناقمة.
المستشفيات تغلق أبوابها!
وفي هذا السياق، أعلنت 4 مستشفيات كبرى في عدن أنها على وشك الإغلاق، وتعرض مرضاها للخطر، جراء الانقطاع الطويلة والمستمر للكهرباء.
وناشدت مستشفيات البريهي والوالي وصابر والنقيب، حكومة هادي الموالية للعدوان السعودي، سرعة التدخل لإنقاذ المرضى في المستشفيات، مؤكدة عجزها عن استقبال الحالات الجديدة بما فيها الجرحى الذين يتكدسون في عنابرها. وطالبت بتموينها بالديزل لتشغيل مولداتها الكهربائية.
.. ولا كهرباء!!
بدورها، أعلنت شركة مصافي عدن أعلنت، اليوم الإثنين، ضخ آخر كمية متوفرة لديها من المازوت (1500 طن)، لإعادة تشغيل محطات الكهرباء المتوقفة في المدينة.
وقال مهندس في شركة مصفاة عدن إن الشركة بدأت بضخ الكمية، لتشغيل المحطات المتوقفة منذ الجمعة الماضية، مشيراً إلى أن الكمية «ستكفي لتشغيل المحطات لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام، وبنظامها السابق أي 4 ساعات تشغيل وساعتا تعطيل».
ووصلت ساعات انقطاع الكهرباء، خلال يومي السبت والأحد، إلى 8 ساعات تعطيل، مقابل ساعتي تشغيل فقط.
وتوقفت ثلاث محطات للكهرباء، هي «الحسوة الكهروحرارية» و«شهناز» و«حجيف» من بين 5 تعمل في عدن، تباعاً، عن توليد الكهرباء لعدم وجود مادة الديزل.
جمر تحت الرماد
وينذر استمرار انقطاع الكهرباء بتفجر الغضب الشعبي الذي بدأت ملامحه، مع احتجاجات في عدة مدن بعدن، تم خلالها قطع الطرقات بإشعال الإطارات الحارقة، للضغط على الحكومة الموالية للعدوان، من أجل وضع حد لأزمة الكهرباء التي تفاقمت خلال فصل الشتاء على نحو غير متوقع.
وينظر السكان في عدن إلى كثرة الوعود التي تطلقها حكومة هادي وأركانها، كما كثرة «المشاريع على الورق» التي تُعلن عنها، بمثابة مسكّنات لم تعد تجدي نفعاً امام الواقع المزري التي يعيشونه، في ظل انعدام الخدمات الأساسية وانتشار المسلحين وغيات الأمن .
ويرفض السكّان استمرار الوضع القائم الذي يرجعونه إلى تشتت القرار بين قوى وعصابات مسلّحة تستقوي كل منها بدولة معيّنة من دول تحالف العدوان السعودي. فبعض العصابا تستعين بالإكارات لتقوية نفوذها، والأخرى تستقوي بالسعودية، فيما حكومة هادي، أظهرت أنها أضعف من أن تؤمّن الماء والكهرباء لتشغيل مستشفيات مدينة عدن.
ويتساءل السكّان عن شكل «الدولة الجنوبية» الموعودة التي تنادي بيها بض الأطراف التي تمنّي النفس بالانفصال عن اليمن، في حين أن أقصى ما يمكن لهذه الأطراف فعله هو إدارة واردات عمليات السطو وتوزيعها على أفرادها.