ميدل إيست مونيتور: الإمارات ترغب في تطبيع سريع مع “إسرائيل”
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
كشف موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، أن المراسلات بين سفير الإمارات لدى واشنطن «يوسف العتيبة»، والممثل الأمريكي السابق للشرق الأوسط «دينيس روس»، تظهر رغبة الإمارات في تطبيع سريع مع (إسرائيل)، وإقامة علاقات وثيقة مع مؤسسات الضغط التي تعمل لصالح تل أبيب في واشنطن.
وقال الموقع في تقرير مطول، نشره الأربعاء، إن الإيميلات المسربة من بريد «العتيبة»، والتي حصل عليها الموقع، كشفت أنه بحث مع «روس»، سبل معاقبة قطر، بسبب دعمها لحركة مقاطعة (إسرائيل) المعروفة باسم «بي دي إس»، ومن بين تلك السبل نقل قاعدة «العديد» الأمريكية من قطر لإجبار الأخيرة «على تغيير سلوكها».
ووفق الموقع، فإن الرسائل المسربة، هي جزء من الوثائق التي سربتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم «غلوبال ليكس»، كانت قد تمكنت من اختراق البريد الإلكتروني لـ«العتيبة»، في صيف عام 2016.
وأشار الموقع إلى أن الرسائل أظهرت «الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لتطبيع علاقاتها مع الإسرائيليين بالإضافة إلى ارتباطاتها المتنامية مع مراكز البحث والتفكير المناصرة لإسرائيل في واشنطن مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (إف دي دي)».
وتكشف المراسلات أيضا، وفق الموقع ذاته، عن قنوات اتصال خلفية وعن جهود للإمارات تستهدف إخماد الثورات الشعبية التي اندلعت في المنطقة، إضافة إلى الإجراءات الملتوية التي تلجأ إليها لتمويل الدعاية الموجهة والتأثير سرا على السياسة الأمريكية لحملها على اتخاذ مواقف معادية لمنظمات مثل جماعة الإخوان المسلمين.
كما تكشف الوثائق عما لدى إمارة أبوظبي من طموح لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وعن الوسائل التي تلجأ إليها في سبيل تحقيق ذلك ومنها استخدام ما لديها من نفوذ وعلاقات لزرع الفرقة وإثارة الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي.
ورغم ما تكشفه هذه المراسلات إلا أن العداء الذي تكنه دولة الإمارات العربية المتحدة لحركة «بي دي إس» قد يكون مفاجئا للبعض، وخاصة أن «دينيس روس» يعتبر في أعين كثير من المراقبين أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إخفاق الولايات المتحدة في لعب دور الوسيط النزيه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويقول منتقدوه إنه استخدم موقعه والدور الذي كان مناطا به كمبعوث أمريكي في تمثيل الموقف الإسرائيلي والدفاع عنه على مسرح السياسة الدولية. فموقفه المناصر لـ«إسرائيل) معروف جيدا، وله مقولو مشهورة في هذا المجال نصها: «نحتاج لأن نؤازر إسرائيل»، كما أنه يهودي.
وبين الموقع البريطاني أن «العتيبة» و«روس» كانت تضايقهما كثيرا الأنشطة التي تدعمها قطر لمقاطعة (إسرائيل)، ومن بينها المؤتمر الذي نظمه في تونس المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية (مقره الدوحة)، في 2016، حيث ناقش «المقاطعة كاستراتيجية ضد الاحتلال والأبارتيد الإسرائيلي: الواقع والتطلعات»، وهو المؤتمر الذي وُصفت فيه حركة «بي دي إس» بأنها «وسيلة لا استغناء عنها في النضال ضد الظلم الإسرائيلي».
وأظهرت الرسائل المتبادلة بين الرجلان بخصوص هذا المؤتمر، أن «روس» يقول لـ«العتيبة» إنه يتوجب على قطر النأي بنفسها عن مركز الأبحاث هذا.
وقبل أربعة أيام من انطلاق الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على قطر، عبر «روس» عن نفس عداوته للدوحة خلال مقابلة مع قناة «سكاي نيوز»، قائلا: «يبدو أن القطريين يريدون أن تكون لهم الحرية بأن يفعلوا الشيء ونقيضه»، كما اتهم الدوحة بدعم التطرف بينما تحافظ في نفس الوقت على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.
وتشتمل الإيميلات المسربة على رسائل متبادلة بين «العتيبة» والدبلوماسي الأمريكي السابق «إليوت أبرامز» يخلصان فيها إلى أن غزو قطر قد يكون السبيل الأمثل لحل مشاكل جميع الأطراف.
ويكشف السفير الإماراتي عن أن ملك السعودية السابق «عبد الله بن عبد العزيز» كاد أن يفعل شيئاً في قطر قبل شهور قليلة من وفاته في يناير/كانون الثاني 2015.
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وأبوظبي إلا أن هناك تناميا ملحوظا في العلاقات بينها خلال السنوات الأخيرة، ولو بشكل سري.
ففي أغسطس/آب الماضي، كشف المعارض الإماراتي وأستاذ العلاقات الدولية والإعلام الدكتور «سالم المنهالي»، أن ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو» سرا بمدينة نيويورك العام الماضي.
وقبل أسابيع، كشفت تسريبات جديدة لمراسلات بين السفير الإماراتي في واشنطن والجنرال الإسرائيلي «عوزي روبين»، وهو عميد سابق، و«عراب» النظام الصاروخي الدفاعي الإسرائيلي «القبة الحديدية»، عن مساع إماراتية للاستفادة من هذا النظام.
وفي السياق ذاته، نشر موقع «ويكيليكس» عدة وثائق تكشف العلاقات القوية بين الإمارات و(إسرائيل)، والتي حرصت الإمارات على سريتها، وكان أبرز تلك الوثائق وثيقة مؤرخة بـ24 يناير/كانون الثاني 2007، ويظهر من خلالها أن وفودا إسرائيلية وأمريكية يهودية تتدفق على دولة الإمارات سرا.
ونقلت هذه الوثيقة تصريحا لولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد» قال فيه نصا إن «الإمارات لا تعتبر إسرائيل عدوا، وأن اليهود مرحب بهم في الإمارات».
المصدر : موقع راصد اليمن