ضر فاجأت “اسرائيل” وفضلت المواجهة على طعم الذل

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||

الوقت التحليلي- خططت وجهزت سيناريو الدخول إلى العمق السوري عبر بوابة بلدة الحضر في ريف القنيطرة ظنا منها أن هذه الخطوة التي بدأتها من ثلاثة محاور باتجاه البلدة ستمكنها من تحقيق حلمها في إنشاء منطقة عازلة وإبعاد الجيش السوري وحلفائه مسافة 40 كم عن الحدود، بعد أن فشلت أساليبها الدبلوماسية مع الأمريكيين والروس بالضغط على سوريا لتحقيق هذا الأمر.

 

وبما أن “اسرائيل” لاتزال تملك أذرع إرهابية في الميدان السوري تساندها وتدعمها بالمال والسلاح لاسيما جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التكفيرية، أوعزت إليها ببدء الهجوم على بلدة الحضر الواقعة على طول الشريط الملاصق للجولان المحتل، وبما أن الجماعات الإرهابية الخادم المطيع للسيد المحتل بدأت هجومها الإرهابي بتفجير سيارة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر، ما تسبب بارتقاء تسعة شهداء وجرح 23 شخصاً على الأقل، بحسب وكالة سانا السورية.

 

وجاءت ردة فعل سكان الحضر صادمة للصهاينة الذين كانوا ينتظرون أن يطلب منهم سكان البلدة العون والمساعدة، ولكن وعلى عكس ما خطط له الجيش الاسرائيلي وقيادته ردّ الأهالي والجيش السوري هجوم الإرهابيين وانتفض الجولان المحتلّ وبعض قرى الجليل ضد الدعم الإسرائيلي للإرهابيين، ما سبّب إحراجاً كبيراً لقادة جيش الاحتلال وسياسييه.

 

أمر آخر كان مفاجأً لإسرائيل، تمثل بانتفاضة أهالي قرى الجولان الذين توجهوا بالمئات نحو الشريط الشائك الفاصل عن بلدة حضر لمساندة أبناء البلدة والوقوف معهم وحاول الأهالي اجتياز الشريط الشائك نصرة لإخوانهم في حضر إلا أن قوات الاحتلال عملت على منعهم من التقدم ومع ذلك تمكن البعض من اجتياز الشريط، الأهالي قدموا من بلدات يركا والبقيعه والمغار في الجليل وتمكنوا من الوصول إلى المجدل، معربين عن غضبهم لدعم الصهاينة للجماعات الإرهابية، وطالب الشيخ علي المعدي الجنود الدروز الذين يؤدّون الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال إلى ترك الجيش والانضمام إلى أقاربهم بسبب تغطية إسرائيل للإرهابيين،هذا الحراك الشعبي كان محرجا جدا للقيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل، الأمر الذي دفع الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إلى التغريد أكثر من مرّة عن أن إسرائيل لا تدعم الإرهابيين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى نتنياهو الذي اضطر إلى إعلان موقفٍ من لندن يتنصّل فيه من دعم الإرهابيين ويغري طائفة الموحّدين الدروز بدعمه لها.

 

ويحمل هذا التجمع معاني أخرى في طياته، أبرزها أنه يوجه رسالة واضحة وصريحة للجماعات الإرهابية بأنه لايوجد لكم حاضنة شعبية بيننا، لطالما أنكم تتعاونون مع اسرائيل التي تحتل أرضنا وتتبعون نهجا دمويا وتكفيريا ضد أبناء شعبكم.

 

أهداف اسرائيلية

 

أولاً: تعمل اسرائيل في هذه المرحلة على إعادة إنعاش الجماعات الإرهابية المسلحة عبر دعمها في تحقيق أي نصر على الارض ولو كان وهميا، نظرا لكون هذا الجماعات بدأت تتداعى وتنكسر أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه على مساحة الأراضي السورية والتي كان آخرها في دير الزور، وبالتالي فإن انتصارات محور المقاومة على امتداد الاراضي السورية والعراقية يقلق الكيان الاسرائيلي لأن هذه الجماعات المسلحة هي ضالته الأخيرة في المنطقة، والقضاء عليها يعني القضاء على مشاريعه وأحلامه التي لم تتحقق رغم كل الفوضى التي حصلت وكان له يد كبرى فيها.

 

ثانياً: هناك تحدي كبير يواجه الجماعات المسلحة على المستوى البنيوي لها، حيث أن الخلافات الداخلية بين زعماء هذه الجماعات وأفرادها والشح المالي بدأ يهدد كينونتها المهددة بالانهيار بأي لحظة، لذلك تسعى اسرائيل لشحذها بأي وسيلة علها تستطيع الوقوف على قدميها من جديد، إلا أنها أصبحت بحكم المشلولة والهوة بين قادة المجموعات الإرهابية والوفد الذي يشارك في مفاوضات أستانا يوضح هذا الأمر جيدا، فضلا عن تصفية أغلب زعماء الجماعات المسلحة وضياع هوية القاتل.

 

ثالثاً: محاولة اسرائيل إيقاف تقدم الجيش السوري وحلفائه نحو بيت جن ومزرعة بيت جن، الذي بدأ قبل نحو شهر، ونجح في فصل جبل الشيخ عن القنيطرة، فيما وضع المسلّحون هدفاً معلناً لعملية أمس، بإعادة وصل بيت جن بالقنيطرة وفكّ الحصار عنها، وهي التي بات قادة المسلحين فيها، على مختلف انتماءاتهم، يعملون بشكل علني مع شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقيادة الفرقة 210 في الجولان المحتلّ.

 

رابعاً: هذه الجماعات أصبحت منبوذة من قبل أغلب السوريين ولا تملك أي شعبية على الارض وتجمع أهالي الجولان وانتفاض أهالي بلدة حضر في وجه هذه الجماعات خير دليل على ذلك، خاصة أن الأخيرة تؤدي دور جيش لحد جديد في سوريا، لكي تكون خط دفاع أول عن اسرائيل. هذه الجماعات التي قدمت نفسها كمشروع ثورة، تلعب اليوم دور اسرائيلي بامتياز، خاصة أن الدعم الاسرائيلي يتزامن مع الذكرى المئوية لوعد بلفور، أي أن الجماعات باتت شريكة مع الكيان الاسرائيلي في تنفيذ هذا الوعد ضد بلدها.

 

ختاماً؛ اسرائيل والجماعات المسلحة يعيشون مرحلة سيئة جدا على المستوى السياسي والعسكري، وتصريحات مسؤوليهم والخلافات الكبيرة التي تحدث بينهم توضح الصورة بشكل جلي، وانتصارات محور المقاومة المستمرة قصمت ظهر الاثنين ووضعتهم في حيرة من أمرهم.

قد يعجبك ايضا