هكذا أمرت ’إسرائيل’ جبهة النصرة بشن الهجوم على حضر وهكذا أمرتها بالانسحاب..
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
نضال حمادة/ العهد الاخباري
تقع قرية حضر في السفح الغربي للجولان السوري في المنطقة العازلة، إلى الجنوب الغربي من دمشق التي تبعد عنها 75 كلم، ويبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، وهي بذلك تشكل موقعاً جغرافياً هاماً للدولة السورية، شكل قلعة حصينة بوجه تقدم الجماعات الإرهابية التابعة لـ”جبهة النصرة” وتتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل.
مصادر ميدانية في المنطقة تقول في حديث لـ”موقع العهد الأخباري” إن “حضر حظيت خلال الحرب السورية بأهيمة كبيرة بسبب صمود أهلها وتأييدهم للدولة السورية، وشكلت حاجزا أمام تقدم مسلحي جبهة النصرة المتواجدين على الجانب الإسرائيلي من الجولان ويأتمرون كليا بأوامر الجيش الصهيوني الذي يقدم لهم الدعم العسكري في المعارك والتسليح والذخائر والتموين، وفتح لهم مستشفيات ميدانية، كما أنه ينقل جرحاهم المصابين بحالات خطرة إلى مستشفياته العسكرية داخل فلسطين المحتلة”.
حضر التي تتمتع بهذا المانع الجغرافي، تشكل ايضاً الحصن الذي يمنع تواصل النصرة مع بيت جن وبذلك يمنع النصرة من تشكيل حصار دائري مكتمل حول الجولان يسمح لها بالتواصل الجغرافي مع شبعا على الحدود اللبنانية الفلسطينية السورية، كما يمنع النصرة من الاقتراب أكثر من منطقة المصنع على الحدود بين لبنان وسوريا، وبالتالي شكل الهجوم على حضر محورا أساس لمعارك النصرة ومن ورائها “إسرائيل” في الجولان السوري، كما أن قرية حضر تشكل خط المواجهة الأول لوصول النصرة إلى محور القنيطرة عند حي البعث وحي خان ارنبة، والذي يشكل أيضا هدفا إسرائيليا تعمل جبهة النصرة على تحقيقه للوصول إلى الطريق السريع بين دمشق والقنيطرة وبذلك تصل الغوطة الشرقية بالجنوب السوري.
تتواجد في حضر قوات من الفرقة الرابعة والأمن العسكري السوري، ومن اللجان الشعبية ومن حزب التوحيد العربي، وجميعهم من أهالي البلدة، وبالتالي تعاني القوة المدافعة عن القرية من نقص عددي كبير وخطير أمام أعداد النصرة ومجموعات الجيش الحر في المنطقة، وعليه فإن القرية تعتبر الخاصرة الرخوة في محور الجيش السوري وحلفائه، رغم الصمود الأسطوري الكبير لأهلها خلال السنوات الماضية وقد سقط في القرية لحد الان أكثر من مئة وعشرين شهيدا في المواجهات التي جرت مع النصرة وجماعات الجيش الحر.
كيف حصل الهجوم وكيف انسحبت النصرة؟
عند الخامسة والنصف من فجر يوم الجمعة 3 تشرين الثاني، هاجم نحو 600 مسلح من النصرة التلال المحيطة بقرية حضر، واستخدمت النصرة مفخختين يقودهما انتحاريان في تل النفل وتل القسطل وسيطرت على التلتين اضافة الى تل الهرر، وتمكن المهاجمون من فك الحصار عن بيت جن عبر طريق ترابي، وعند الساعة الثامنة صباحا كانت قرية حضر محاصرة كليا، وتبدل الموقف على الأرض مع وصول حشود من الفرقة الرابعة ومن اللجان الشعبية في السويداء وجرمانا تزامنا مع تحرك تظاهرات كبيرة في مجدل شمس وقرى الجولان السوري المحتل ووصول مئات الاشخاص من الجليل الفلسطيني المحتل وتوجه هؤلاء إلى الشريط الشائك الفاصل مع حضر ما استدعى استنفارا كبيرا لقوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وتوترا في الحكومة الإسرائيلية خصوصا عند تهديد مشايخ طائفة الموحدين الدروز بالطلب من المجندين إجباريا في الجيش الإسرائيلي من الدروز بإعلان العصيان وترك قطعاتهم العسكرية، فضلا عن التهديد بانتفاضة في الجليل والجولان، وعند الساعة الحادية عشرة صباحا حصل اجتماع بين بعض المشايخ الدروز وممثلي الحراك الوطني في الجولان ومن الجليل مع قائد القوات الإسرائيلية في الجولان بحضور ضباط إسرائيليين، ووعد الإسرائيلي بوقف هجوم النصرة وانسحاب مسلحيها من النقاط التي سيطرت عليها عند ساعات الصباح.
عند الساعة الثانية عشرة ظهرا رصدت أجهزة الإشارة في الجيش العربي السوري وحلفائه اتصالات بين مجموعات جبهة النصرة تخون فيها بعضها البعض بسبب انسحابات سريعة بدأت، وبشكل عشوائي من النقاط التي استولت عليها في الصباح إضافة الى نقاط أخرى كانت بيد النصرة قبل الهجوم وأمر الجيش الإسرائيلي حليفته النصرة بإخلائها، بعدما كان أمرها من قبل بشن الهجوم ودعمها كما كان يفعل مع عملائها في جيش لحد ، وها هي جبهة النصرة في الجنوب السوري تعيد تاريخ جيش لحد في عملتها وتتفوق عليه في تنفيذ الأوامر الإسرائيليه وفي تقديم الطاعة لإسرائيل، فالضابط الإسرائيلي الذي يتولى أمر جبهة النصرة يأمر هذه المجاميع بشن الهجوم صباحا وتنفذ، ويأمرها بالانسحاب ظهراً فتنفذ الأوامر، مثل اي مجموعة مرتزقة للعدو .
لماذا أمرتهم إسرائيل بالانسحاب؟
تقول المصادر الميدانية أن تحرك أهالي مجدل شمس السريع وتضامن أهالي الجليل معهم شكل ضغطا كبيرا على الكيان الإسرائيلي الذي أمر مجاميع النصرة بالإنسحاب. وتشير المصادر الى تنسيق كبير بين الدولة السورية وفعاليات وطنية سورية في مجدل شمس، وذلك منذ فترة الاستعداد لهذه المرحلة بعد ورود معلومات مفصلة للجيش السوري وحلفائه منذ أشهر عن استعدادات وتنسيق بين النصرة و”إسرائيل” لشن هجوم كبير على حضر كمرحلة أولى في مشروع هجوم كبير يحضره لها الإسرائيلي والنصرة وفصائل الجيش الحر من القنيطرة الى درعا، وتشير المصادر الميدانية إلى لعب الاسرائيلي على موضوع الأقليات في المنطقة وخصوصا طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة والتي يريد كسبها الى جانبه في ادعائه أنه ضامن للأقليات وهو يتماهى في هذه النظرية مع اتباع للنائب وليد جنبلاط في السويداء يتحدثون بمنطق أن الإسرائيلي ضامن للسويداء من حصول اي هجوم عليها، وتقول المصادر أن رد أهالي مجدل شمس والجليل أرعب الحكومة اٌلإسرائيلية خصوصا مع التصريحات القوية لمشايخ الدروز وعلى رأسهم الشيخ علي المعدي الذي اتهم “إسرائيل” بدعم العصابات الإرهابية المسلحة في هجومها على حضر، وقال أن هذه العصابات كما أسماها انطلقت من الشريط الإسرائيلي المحتل في الجولان وهدد بالطلب من جميع الدروز بما فيهم النساء بالنزول والتوجه الى حضر لمنع “إسرائيل” والعصابات الإرهابية من احتلالها.