تحرير البوكمال السورية يدق المسمار الأخير في نعش ’داعش’ في العراق وسوريا
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية ||
أثمرت المعارك الطويلة التي خاضها الجيش السوري و حلفاؤه ضد تنظيم داعش الإرهابي، ابتداءً من جبهات أرياف حلب و دمشق مروراً بحمص و حماه و الرقة و البادية وصولاً لدير الزور و أريافها، نصراً كبيراً تمثّل بعودة مدينة البوكمال الحدودية مع العراق إلى كنف الدولة السورية، و أهم معبرٍ بري يربط سوريا والعراق حيثُ بات تحت سيطرة الجيش و حلفائه اللذان حطّما الهالة الإعلامية التي اختلقها إرهابيو التنظيم هناك.
وعقب تحريرها، باشرت فرق الهندسة في الجيش السوري والحلفاء بتمشيط المدينة وإزالة العبوات والألغام التي تركها خلفهم إرهابيو “داعش”.
في هذا السياق قال مصدرٌ عسكري سوري لموقع “العهد” الإخباري أنّ ” طريق الجيش السوري و حلفائه نحو البوكمال كانت شاقة ومكلفة، مهّدها مقاتلوهم بدمائهم و تضحياتهم الكبيرة التي بذلوها خلال المعارك، عند استعادة تدمر والسخنة والبادية ووصولاً لفك حصار دير الزور”، مؤكداً أنّه “بتحرير البوكمال حطمت دمشق و حلفاؤها الإرادة الغربية بعزل محور المقاومة ( العراق – سوريا – لبنان) برياً عن بعضه”.
وأشار المصدر إلى أنه ” كان على العدو أن يفهم الرسالة الموجهة من التقاء الجيش السوري بالجيش العراقي الشقيق على الحدود المشتركة ومباشرتهما للعمليات الحدودية بجبهة واحدة، ومفاد الرسالة أنّ محور المقاومة لا يمكن أن يُجزّأ أو يُعزل”.
ولفت المصدر العسكري خلال حديثه لـ”العهد” إلى الدور الكبير الذي قامت به روسيا في وصول الجيش السوري و حلفائه إلى البوكمال و استعادتها قائلاً أنّه “لروسيا الصديقة جهدٌ كبير و بارز، سواءً عبر الدعم الجوي الذي حطّم قدرات “داعش” وسرّع من حسم المعارك أو عبر ما قامت به في الساحة السياسية عبر مبادرات إقامة مناطق خفض التصعيد التي أتاحت للجيش التوجه نحو القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي والوصول للحدود العراقية، فقد حُيّدَت خلال هذا الاتفاق معاركٌ جانبية عديدة كانت ستُؤخّر توجه الجيش و حلفائه نحو الحدود المشتركة مع العراق”.
الأهمية الاستراتيجية لتحرير البوكمال
وتتمثل الأهمية الاستراتيجية للمدينة في استرجاع أهم معبر حدودي مع العراق وهو معبر القائم/البوكمال، والذي يعد من أهم المعابر البرية الحيوية، لوصله مناطق شرق العراق مثل هيت والحديثة وحتى القائم بمعبر التنف الحدودي السوري، وإلى الشمال باتجاه الميادين ودير الزور، كما يتفرع غربا من عقدة مواصلات إلى الداخل السوري، وتحديدًا إلى مدينة تدمر والطريق الدولي حمص-دمشق وحتى الحدود اللبنانية الشرقية.
وبالسيطرة على البوكمال، ينحصر وجود “داعش” في الجيب الممتد من شمال المدينة إلى جنوب الميادين، مع المساحات الضيقة غرب وشرق نهر الفرات، بخط طوله حوالى 60 كلم، ويحوي هذا الجيب قرى عدة، أهمها: العشارة، أبو حمام، هجين، الجلاء وسوسة التي تقع على ضفتي الفرات.
عملية تحرير المدينة شكلت صدمة كبيرة لقيادات “داعش” الميدانية، التي فقدت القيادة والسيطرة على المعارك مؤخرا، بعد هروب أغلب مجموعات التنظيم الأجانب “المهاجرين”، وترك مجموعات “الأنصار” تواجه مصيرها على الأرض.
في هذا السياق، تحدثت العديد من المواقع المعارضة وبعض التنسيقيات المحسوبة على “داعش”، أن الأخير حشد في البوكمال مجموعة من نخبة المقاتلين، أطلق عليهم “جيش الخلافة”، لكن هؤلاء لم يصمدوا أمام تصميم الجيش السوري ومجاهدي المقاومة والقوات الحليفة على استعادة المدينة، وتوجيه ضربة قاسية للتنظيم الإرهابي.
وعليه، وجد إرهابيو “داعش” أنفسهم بين فكّي كماشة داخل البوكمال السورية (جنوب غرب)، ومن الجهة العراقية (شرق شمال)، وما لبثوا أن تقهقهروا وانسحبوا شمال المدينة، بعد تقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي نحو الحدود مع سوريا، والتقائهم مع قوات الجيش السوري والمقاومة، القادمة من محور المحطة الثانية “T2” على الطريق العام، باتجاه المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.
وبالسيطرة على البوكمال، آخر معقل للتنظيم الإرهابي في دير الزور، يكون محور المقاومة قد اقترب من حسم معركة البادية الشرقية، إيذانًا بإعلان النصر الكبير بهزيمة “داعش” في العراق وسوريا.
المصدر : العهد الاخباري