جبناء،، لا عقلاء..
موقع أنصار الله || مقالات || مختار الشرفي
لماذا يتعامل من عليهم الرد بحزم على السعودية مع نظام الحكم السعودي و كأنه رجل مجنون ليس عليه ملام، و يتقبلون النصح بالصبر عليه، و يرفضون التعامل معه على أنه حاخام يهودي، يجاهر بأنه ليس عليه في الأميين من سبيل، و أن كل ما هو غير يهودي مباح الدم والعرض و المال له، و مسخر من الله له، مثله مثل الأنعام و سائر الحيوانات ؟
صحيح أن المنطقة العربية ليست بحاجة لمزيد من النزاعات و الدمار والقتل السعووهابي، لكن أيضا المنطقة العربية والعالم لم يعودا يحتملان مزيدا من مغامرات و مؤامرات السعووهابية، و الشعوب اصبحت مرهقة من الركض لمواجهة جرائم و مؤامرات بني سعود بكل ما تتطلب هذه المواجهات من دم و تخلفه من دمار لا ينال بني سعود شيء منه.
السعودية لديها وفرة من المال تدفعه ليسيل دم شعوب اخرى و تخرب أوطانهم ، و مالم تخسر السعودية دما و تدفع مدنها ثمنا لتدميرها المدن العربية الاخرى كما في اليمن و العراق و سوريا و ربما قريبا في لبنان، فستظل السعودية تدفع المال مما تجنيه من باطن الارض و مما تسرقه من شعبها ، أو تصادره من ثروات اﻷمراء ( الأستوك ) لتستمر في القتل و التدمير، و تستمر باقي الشعوب تدفع الدم و تخسر الأمن و تعاني الفقر و موجات القتل في دورات الإرهاب السعودي المتنقل والمتحور بين القاعدة وداعش، وما ستنتجه السعودية قريبا من ارهابيين، مستفيدة من فسحة الوقت الممنوح لها من العقلاء او الاغبياء.
أليست من الأنانية كما هو من العدوان أن تتحول الدول العربية الى ساحات حرب تدعي فيها السعودية قتال إيران وتقول إيران إنها تقاتل فيها الإرهاب السعودي، الذي تعرف إيران أنه يستهدفها عبر ضرب حلفائها، ثم تنحصر هذه المعارك في هذه الدول كأنها ساحة حرب محايدة بين المتحاربين الحقيقيين، الذين يظهرون عقلاء جدا عند التهديدات بالحرب المباشرة بينهما، ولا يتجرأ أحدهم رغم التهويل والتهديد واستعراضات القوة بينهما من أن يشعل عود كبريت في أرض الآخر؟ رغم أن الطرفين يملكان القدرة على إشعال الكرة الأرضية بأكملها؟
تتنقل السعودية من فتنة الى أخرى، ومن مجزرة إلى أخرى، ومن مكيدة الى مكيدة في الدول العربية الممانعة – وهي الاقوى بكل المقاييس التاريخية والعسكرية وحتى الاقتصادية – ومن دون أن يرد عليها أحد، أو يتدخل أحد لإيقافها بتوجيه حربه ضدها بشكل مباشر، والأسوأ من هذا الجبن والتخاذل، هو انتظار الجبناء للضربة السعودية القادمة، وكأنهم عاجزون عن إسكاتها وإخماد أنفاسها بكل سهولة ويسر وبقليل من الشجاعة والجرأة التي تمتلكها السعودية وإسرائيل الأكثر جبنا وخوفا في كل العالم وفي كل البشرية.
اليمن برغم فقرها و استضعافها، و برغم تاريخ العمالة للسعودية المتجذر في سياسييها و أنظمة الحكم المتعاقبة فيها على مدى أكثر من خمسة عقود، قدمت نموذجا في مواجهة العربدة السعودية و أذلت كبرياءها، بثلة من الصادقين من أفقر أبنائها، الذين رفضوا أن يكونوا ضحايا خانعين للتجبر والتكبر السعودي، وردوا على عدوانها، ومرغوا أنف ملك و أمراء بني سعود في التراب، و أشعلوا النار السعودية داخل أراضيها، واسقطوا هيبة ملوكها، و قتلوا عشرات الآلاف من جنودها وضباطها ومرتزقتها، ودمروا دباباتها و طائراتها، و قصفوا قواعدها العسكرية ومنشآتها الحيوية و موانئها ومدنها الصناعية وأذلوها بكل جرأة وشجاعة، وأذلوا الجبناء المتخاذلين عن مواجهتها.
دفع اليمنيون دماء وتكبدوا دمارا واسعا، لكنهم لم يستسلموا لسطوة السعودية، و لم يخافوا من الموت و الدمار، بل فضلوهما على الاستكانة و الخضوع، وعبودية الخوف من الحرب و كره النزال، وذلة حب الحياة.
أيها الجبناء أمام أغبى من أنتجته السعودية من ملوك و أمراء، أنتم لا تستحقون النصر على أدوات السعودية مالم تكن وجهتكم كسر يدها، مالم يكن قراركم قتل أم الأفاعي، أيها الجبناء لن يترككم الشهداء لتهدروا تضحياتهم، بالحديث عن التعايش مع قاتليهم و حسن الجوار معهم، أيها الجبناء هل تقدم الشعوب التضحيات و خيرة أبنائها لتقضي على أعدائها، وتتنتزع استقلالها، أم لتأمن مكر عدوها لقليل من الوقت؟
أيها الجبناء، يا أصحاب الصواريخ والمناورات الاستعراضية، عليكم لعنة الله إن لظيتم ممسكين بسياسة الإمساك بالسلم لكي تنزل السعودية من الشجرة.
أيها الجبناء الحقراء، راقبوا اليمنيين كيف سيقطعون الشجرة، و قبلها، كيف سيردون السعودية من أعلاها..