الدعم الأمريكي.. ملاذ داعش الإرهابي في اللحظات الأخيرة
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي – بینما ترفع واشنطن شعار مکافحة الإرهاب والتنظیمات الإرهابیة في سوریا والعراق، إلا أنها تتعرض دائماً للاتهامات بدعم التنظیم الإرهابي عندما یصل الی طریق مسدود.
آخر هذه الاتهامات في الساحة السوریة کانت في مدینة البوکمال، بعد الخسارة التي لحقت بتنظیم داعش الإرهابي في مدینة دیر الزور اتجهت فلوله إلی منطقة البوکمال التي تعتبر الملاذ الأخیر لعناصره حیث أصبح التنظیم في حالة من التشتت بعد محاصرته في البوکمال وقطع طرق الإمداد العسکري عنه بسبب تمکن الحشد الشعبي من سد الثغرات التي أحدثها داعش في الساتر الحدودي واستخدامها للعبور والتسلل، نتیجة لهذا الضغط أصبح التنظیم في حالة عزلة من جهتي الحدود والقطار وساقط عسکریاً ونفسیاً. وبعد سلسلة من الانتصارات التي تکللت بإعادة السیطرة علی العدید من قری دیر الزور وإلقاء القبض علی العدید من عناصر التنظیم بادر الجیش السوري الی الکشف عن قدرته علی إبراز وثائق تثبت وتؤکد تورط الولایات المتحدة في معارك دیر الزور وتقدیم المساعدات العسکریة لعناصر التنظیم.
وفي سیاق آخر صرح الجیش السوري بأنه تمکن من العثور علی العدید من الأسلحة أمریکیة الصنع یذکر منها:
“اسلحة أم16” “قواعد تاو”، بالإضافة الی مدافع “برامز155” الثقیلة وبعیدة المدی وعربات “الهمر” المصفحة التي کانت تستخدم لنقل الأفراد والتفخیخ وطائرات الاستطلاع المسیرة.
کما تابع الجیش السوري تصریحاته بأنه عثر علی معدات “استطلاع جوي وبري” وأجهزة اتصال فضائیة امریکیة الصنع.
ویجدر الإشارة الی أن أفضل وسائل الدعم التي تقدمها الولایات المتحدة للتنظیمات الإرهابیة الموجودة في دیر الزور “دعم التشویش الإلکتروني” والمعلومات الاستخباراتیة” والانزالات الجویة”، فضلاً عن قیامها بسحب قادة داعش الذین یحملون الجنسیات الأوروبیة، وقیامها بتهریب قوات الی العراق، والسماح لبعض عناصر التنظیم بالدخول الی المناطق التي تقع تحت سیطرة “قسد” والمدعومة منها.
کما ساهمت امریکا بشکل کبیر بعرقلة تحرکات الجیش السوري والقوات الحلیفة وذلك من خلال قصف قافلات تابعة للقوات السوریة والحلفاء بحجة أنها تقترب من القوات الامریکیة المتواجدة من أجل تدریب القوات المعارضة في منطقة “التنف”، حیث اسفر هذا القصف عن استشهاد وإصابة العدید من العناصر السوریة والحلیفة.
ویضاف الی أحد أسالیب الدعم الامریکي الممنهج قصف مطار الشعیرات الذي یقع علی مسافة 31 کیلومتر جنوب شرق مدینة “حمص” ویعتبر هذا المطار مکاناً لتواجد القوات السوریة والروسیة المشترکة.
فما کان من روسیا الا أن بادرت بإدانة هذا الاعتداء بأشد العبارات، واصفة أن هذا الاعتداء هو وسیلة لعرقلة المناقشات والمحاورات السیاسیة في سوریا.
کما أن روسیا وجهت أصابع الاتهام الی الولایات المتحدة في قضیة اغتیال رئیس المستشارین العسکریین الروس في سوریا الجنرال “فالیري اسابوف”.
وبمتابعة الحدیث عن ازدواجیة التعامل الامریکي نصل الی العراق الذي أقیمت علی أرضه اکبر مسرحیة امریکیة داعشیة بامتیاز، حیث کشف العدید من الشهود النازحین عن الدعم الذي کانت تقدمه الولایات المتحدة لعناصر التنظیم، من معلومات استخباراتیة ومؤن مظلیة وعندما یتم السؤال عن سبب نزول هذه المؤن المظلیة في أیادي داعش کان جوابها “خطأ عسکري”.
إضافة الی تصریح آخر أن داعش کان یملك معلومات استخباراتیة عن تحرکات الجیش العراقي والقوی الأمنیة مما سهل علیه السیطرة علی العدید من المناطق والقری العراقية.
هنا یجدر القول إن داعش والولایات المتحدة الامریکیة وجهان لعملة واحدة وأن جمیع الانتصارات التي حققها داعش سابقاً سواء في العراق أو سوریا لم تکن لتحدث لولا الدعم الامریکی العسکري الذي تعمل أمريکا علی اخفائه دائماً ومحاولة إبعاد ما ینسب الیها من اتهامات في المحافل الدولیة. ولکن بعد اعادة السیطرة علی جمیع المناطق التي کانت تحت الخلافة الداعشیة الإرهابیة وتضيیق الخناق علیها وخصوصاً علی الشریط الحدود “السوري العراقي” خسرت الولایات المتحدة ورقتها الرابحة في سوریا وفشل مخططها في بسط السیطرة علی الطرق البریة العراقیة السوریة وأثبتت هذه المعرکة القدرة العسکریة لکل من الطرفین العراقي والسوري.