“الكورنيت” الصاروخ الذي قذفت به سرايا القدس جنود العدو وأصابهم بمقتل
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
وكالة فلسطين اليوم الاخبارية
في الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) وفي تمام الساعة الرابعة والنصف أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على عملية اغتيال جبانة استهدفت نائب القائد العام لكتائب القسام احمد الجعبري، وظنت بهذا العمل الجبان أنها ستحقق الردع ضد فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة بعد هذه العملية التي ستشكل صدمة لهم جميعاً .
وبعملية الاغتيال هذه حصل ما لم يتوقعه الكيان الصهيوني الغاصب وانقلب السحر على الساحر وتلقى ليوث المجاهدين من أبناء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأوامر من قيادتهم بالاستنفار والرد بنفس حجم الجريمة التي اقترفها الجيش الصهيوني المهزوم ، فبدأت التشكيلات العسكرية في الميدان بمختلف تنوعها الرد بكل قوة وبكثافة نار عالية أزاحت غيمة السحاب وجعلت من سماء غزة صافيةً زرقاء فتميزت هذه الوحدات بضرباتها الموجعة .
وهنا كان لوحدة الدروع كلمتها التي تميزت في ردها القاتل لقادة الاحتلال وجنودهم في عملية السماء الزرقاء باستخدامها سلاحاً نوعياً في هذه الحرب، وذلك لأول مرة منذ بدء عملية الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال وذلك باستهداف تجمع لجنود الاحتلال في مغتصبة أشكول بصاروخ (كورنيت) فأصابت الهدف إصابة مباشرة، وأعلن الجيش الصهيوني آنذاك عن مقتل 2 من جنوده وإصابة 7 آخرين من بينهم ضباط.
وبعد انتهاء المعركة سمحت الرقابة العسكرية بنشر معلومات جديدة حول استهداف سرايا القدس لتجمع جنود الاحتلال في أشكول بصاروخ كورنيت فقالت أنه (يوم الثلاثاء الماضي وخلال محاضرة عسكرية في قاعة داخل احدي الكيبوتسات لإعداد الجنود لعملية برية في مجمع أشكول شرقي القطاع ، اخترق صاروخ أطلقته سرايا القدس الكيبوتس، وحدثت معجزة حيث كاد أن يتسبب سقوط هذا الصاروخ بالكيبوتس بمقتل العشرات من الجنود إلا انه قتل اثنين وأصيب 7 آخرين).
وفي تعقيب لصحيفة معاريف الصهيونية على قالت أن (عشرات الجنود الذين نجوا من الحادث أصيبوا بالذعر والخوف الشديد وفروا بدون أسلحتم التي بقيت داخل القاعة وقد تم إخلاء كل الجنود من الكيبوتسات).
وفي سؤال لمحلل سياسي حول هدف المقاومة الفلسطينية من استخدام هذا الصاروخ في هذه المعركة بالذات قال (ان استخدام صاروخ الكورنيت من قبل فصائل المقاومة لأول مرة في عملها العسكري، يأتي في سياق الدفاع عن النفس ضد الآليات المثقلة بالأسلحة والطائرات الحربية الحديثة , قائلاً”: “هذا الصاروخ هو من حال دون اقتحام لبنان في الحرب السابقة 2006م”.
وتابع حديثه: “فصائل المقاومة الفلسطينية يمكن أن تمنع أي هجوم صهيوني باستخدامها أسلحة رادعة كهذه في المواجهات المقبلة, واصفاً أحوالها أي (الفصائل) بأنها تحقق معادلة توازن الرعب لامتلاكها هذه الصواريخ الجديدة” .
و”الكورنيت” سلاح روسي الصنع متخصص في استهداف المدرعات والدبابات وتدميرها، ويتميز باستخدامه في مختلف الظروف الجوية, وكذلك الاستهداف البحري.
وجرى تجريب صاروخ “الكورنيت” لأول مرة سنة 1994، وتطور من قبل مكتب التطوير الروسي للأسلحة “KBI”, لاستخدامه في الخدمة بالجيش الروسي وعدة جيوش في العالم مثل الصين والهند وسوريا والجزائر وغيرها.
والكورنيت نظام من الجيل الثالث المضاد للدروع، وقد صمم لتدمير خزانات الوقود والدروع النشطة المزودة بعبوات متفجرة، وهو فعال جدا للأهداف الصغيرة بصورة سريعة جداً.
وجرى تطوير “الصاروخ المرعب” مرّة أخرى، ليتناسب مع عدة أنواع من المركبات العسكرية، بالإضافة للقدرة على حمله فردياً, وصنع هذا النظام في مصنع “فولسك فولسك” بروسيا.
واستخدم هذا النوع من الصواريخ في العراق عام 2003 لصد دبابات “الابرامز” الأمريكية التي اجتاحت بغداد آنذاك واستخدمه حزب الله في صيف 2006 ضد دبابات “الميركافاة” الصهيونية، ونجح في تدميرها، واحتج الاحتلال بعد الحرب لدى روسيا على ايصال هذا السلاح إلى سوريا؛ لأنه يصل في النهاية لحزب الله وفي عام 2012 استخدمته المقاومة الفلسطينية في معركة السماء الزرقاء التي أسقطت عمود الغيمة لتحقق بذلك توازناً للرعب مع كيان الاحتلال الذي اقر بهزيمته بخضوعه لشروط فصائل المقاومة .
و”الكورنيت” صاروخ بداخله رأس متفجر قوي حارق جداً بضغط عالٍ قادر على كسر وإذابة الدروع، وتدمير كل ما هو موجود داخل المدرعة المستهدفة بشكل كامل. وصمم لتدمير دروع تصل سماكتها إلى 1200ملمتر، على بعد 5 كيلو مترات.
ويستخدم الصاروخ نظام التوجيه الليزري للتصويب وإصابة الهدف, بحيث يوجه الرامي بعد تحديد الهدف شعاع الليزر نحوه لإضاءته، بينما يقوم جهاز استشعار في الجزء الخلفي من الصاروخ بركوب هذا الشعاع في اتجاه الهدف.
ويوفر النظام، الحماية ضد التدابير الإلكترونية المضادة، ويمكّن الصاروخ من العمل في الظروف المناخية كافة دون التأثر بعوامل بيئية متعلقة بمسرح القتال, وبهذا الأسلوب في التوجيه يكون الرامي مجبرا على الاستمرار في إضاءة الهدف إلى أن يحقق الصاروخ الإصابة.
وبسبب حالة الذعر التي سببها “الكورنيت” في أوساط المستوطنين، قررت ما تسمى بـ “حكومة الاحتلال”, إغلاق بعض الكلّيات والمدارس والكيبوتسات نتيجة استخدام المقاومة الفلسطينية لهذا السلاح النوعي من قطاع غزة حيث أصاب إصابات محكمة.
الجدير ذكره ان سرايا القدس استخدمت صاروخ الكورنيت لأول مرة كسلاح مضاد للدروع في عملية السماء الزرقاء والذي حال دون تنفيذ العدو عملية برية بغزة، وكذلك منذ بدء العمليات العسكرية ضد الاحتلال حيث استخدمت منذ بداية الانتفاضة قذائف مضادة متنوعة كقاذف الـــــ ( B2 ) المضاد للدروع والمحمول على الكتف والذي تم تصنيعه محلياً ان ذاك على يد الشهيد المهندس احمد الشيخ خليل وتلا ذلك استخدام السرايا لقاذف B7 ، والمعروف باسم اربي جي وهو قاذف صاروخي عديم الارتداد ويستعمل ضد الآليات والمدرعات الثابتة والمتحركة كما يمكن استخدامه ضد تحصينات العدو ومنشآته وهو من إنتاج روسي تم صناعته عام 1959 .
هذه الأسلحة وغيرها من أنواع مختلفة استخدمتها سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية جعلت الاحتلال الصهيوني بعد ثمانية أيام من الالتحام بين ترسانته الجوية التي قتلت الأطفال والنساء الأبرياء أن يستجدي التهدئة التي انتهى اليها الطرفين بشروط المقاومة الفلسطينية التي حققت النصر لأبناء الشعب الفلسطيني المكلوم بعد ان صمد مجاهدينا في الميدان أمام عنجهية الجيش الذي لا يقهر فكان النصر حليف أولئك المجاهدين الثابتين في ميدان المعركة من أبناء سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.