هل هناك علاقة بين إسرائيل و”داعش”؟..الصحافة العبريّة تجيب
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
الوقت التحليلي- بعد سقوط مشروع دولة الخلافة “داعش” في العراق وسوريا لم يعد يخشى الكيان الصهيوني هذا التنطيم الارهابي لأن مصالحهم قد تتلاقى في تفتيت المنطقة. فداعش والكيان الصهيوني كيانان إرهابيان يندرجان تحت نفس العنوان. فكيف وصف الاعلام العبري هذه العلاقة المستقبلية؟
أفاد مركز “مئير عميت” للمعلومات الاستخباراتية الاسرائيلية أن “مصالح الكيان الصهيوني وتنظيم “داعش” قد تتلاقى مؤقتا في سوريا ما يجعلهما حليفين ضد إيران العدو المشترك للجانبين”.
وأوضح المركز أن “الكيان الصهيوني لم يعد یخشى “داعش”، بعد سقوط مشروع “الدولة الإسلامية”، مؤكدا أن “القلق الرئيسي في تل أبيب يتمحور حول الوجود الإيراني في سوريا”.
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا مطولًا أوضحت فيه أن إسرائيل هى من أحضرت الارهاب الى الشرق الأوسط، وهى الوحيدة القادرة على صرفه، لكنها لن تفعل ذلك لأنه يصب في مصلحتها، ويعزز من بقائها في ظل إحاطتها ثلاث دول أعداء لها.. ذلك التنظيم الارهابي هو تنظيم “داعش”.
كشفت الصحيفة، على لسان ضباط إسرائيليين، عن قيام تل أبيب بتدريب عناصر من الأكراد للانقضاض على الجيش العراقي والقضاء عليه في الستينات والسبعينات، فقد استطاع الضباط المظليون في الجيش الإسرائيلي تشكيل جيش من العصابات الكردية، وجعله جيشًا نظاميًا، استطاع التخطيط لضرب الجيش العراقي، وبالفعل حقق مزيدًا من الانتصارات، والآن أصبحت تلك الجماعات المدربة على يد الكيان الصهيوني العمود الفقري لتنظيم داعش الإرهابي.
وفي ذات السياق يقرّ المحلّل العسكري الاسرائيلي رون بن بشاي في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن تنظيمات ما يسمى الجهاد العالمي لا تستهدف حاليًا إسرائيل، وأن حربها الآن هي مع الأنظمة العربية. وقد اتضح أن الهدف الرئيس من ظهور هذه الجماعات التكفيرية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، مع اندلاع الأزمة السورية وبعدها العراقية، هو السعي لتفتيت الدول العربية وإضعاف جيوشها، الأمر الذي يعتبر من أبرز الأهداف التي تسعى الدوائر العسكرية الصهيونية الى تحقيقه منذ نشوئها. فأوجه التشابه بين داعش والكيان الصهيوني كثيرة فما هي؟
أوجه التشابه بين داعش والكيان الصهيوني
وعلى هذا الصعيد نشر موقع «فيترانس توداي» البحثي تقريرًا له حول أوجه التشابه بين داعش وإسرائيل، وقال إن إسرائيل تدعي أنها الدولة اليهودية كما أن داعش تصف نفسها بأنها الدولة الإسلامية، ولكن تلك الكيانات الإرهابية تعرف نفسها من حيث الايديولوجيات الطائفية العنصرية الصارمة. ويضيف الموقع أن كلًا من داعش وإسرائيل يعيشان على أرض مسروقة ويدوسان بوحشية الشعوب التي يرونها أقل منهم قوة، كما أنهما يفخران بارتكاب الفظائع الرهيبة. فداعش وإسرائيل كيانان إرهابيان يمكنهما العمل معًا، ولهذا السبب هناك مئات الإرهابيين من تنظيمي داعش والنصرة تتم معالجتهم والعناية بهم إلى اقصى حد في المستشفيات الإسرائيلية.
ويختتم موقع «فيترانس توداي» بقوله: يوجد بين الكيان الصهيوني وداعش الكثير من القواسم المشتركة، بما في ذلك الطائفية وجرائم الحرب وزعزعة استقرار الدول المجاورة، والعيش على أرض مسروقة، وعليهما الاندماج في كيان واحد، فذلك الكيان سيكون مناسبًا للأشخاص الذين نشأوا وتربوا على الكراهية، وبالتالي فهم يستمتعون بإطلاق النار على الأطفال والنساء وكبار السن والأسرى. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي والكيان الصهيوني يخطط لتقسيم المنطقة.
مخطط اسرائيلي لتقسيم المنطقة العربية
وفي هذا السياق يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الكاتب الصحفي تحسين الحلبي صاحب كتاب “المخططات الصهيونية في القرن الواحد والعشرين”، أن ما تشهده المنطقة اليوم من تطورات وانتشار للمجموعات المسلحة كـ”داعش” وأشباهه التي تعلن صراحة انها تريد ان تقيم دويلات كدولة الخلافة في الشام والعراق، كانت قد ظهرت في مخطط “اسرائيلي” أعدته وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد اجتياح لبنان في ثمانينات القرن الماضي، حينما كلفت الباحث المختص “عوديد ينون” بإعداد “مخطط الافكار القابلة لتقسيم العالم العربي والاسلامي الى دويلات صغيرة وهو ما فعله ينون بالفعل حينما وضع خطة تقسم المنطقة الى دويلات على اساس الدين والطائفة والمذهب والإثنية والقبلية. ويشير الحلبي، الى أن مخطط ينون تحدث عن تقسيم سوريا ولبنان والعراق على أساس ان جبهة الشمال السورية اللبنانية مع العراق تشكل أكبر الاخطار على “اسرائيل” بعد تحييد مصر وإخراجها من ساحة الصراع بموجب اتفاقية “كامب ديفيد”، باعتبار ان هذه الدول تمتلك القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تهدد مستقبل وجود “اسرائيل”.
وخلاصة يبقى الكيانان الصهيوني والخرافة الداعشية وجهان لعملة واحدة، هدفهم الارهاب واحتلال الارض ولا يخفى أن مخرج هذه المسرحية الهزلية هو أمريكا التي ادعت بأنها راعية للسلام في المنطقة فأي سلام واليمن جريح وفلسطين ضاعت قضيتها في ظل صمت دولي كبير؟!!