الحكومة الصهيونية تحضر لإعلان ضم كامل الضفة الأحد القادم

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||شارل أيوب / صحيفة “الديار اللبنانية
دعا رئيس الكنيست الإسرائيلي في الكيان الصهيوني ـ اي رئيس مجلس النواب في دولة اسرائيل ـ وهو عضو في حزب الليكود الحاكم الى اجتماع كافة نواب حزب الليكود وكوادره، الذين يصل عددهم إلى 900، وذلك لاتخاذ قرار بضم القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية بكاملها إلى الكيان الصهيوني. وهذا أخطر قرار يتخذه العدو الإسرائيلي منذ إعلان تكريس اغتصاب الجزء الأول من فلسطين سنة 1948.

وقام وزير الاستخبارات الإسرائيلية وهو من حزب الليكود بالقول لقد دقت الساعة كي نتحرك جدياً ونعلن عدم القبول بهذا الانقسام في شأن دولة إسرائيل التي أقمناها بقوتنا وعزيمة شعبنا الإسرائيلي.

وأضاف نحن منذ 50 سنة، عام 1967 استعدنا القدس والضفة الغربية، وهو يقول استعدنا ولم يقل احتلينا بل يقول استعدنا الضفة الغربية والقدس، مضيفاً أن الضفة الغربية ستكون ساحة للاستيطان الإسرائيلي دون حدود ودون قوانين محددة ودون أفق، إضافة إلى إقامة أكبر مستوطنات في مدينة القدس المحتلة.

وفق صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن وزير الإسكان الإسرائيلي قال إننا سننشىء 325 ألف منزل في مدينة القدس المحتلة ليصل عدد سكان مدينة القدس من الإسرائيليين إلى مليون و150 الفاً، حيث أنه سيتم زيادة عدد سكان القدس من الإسرائيليين مليوناً، فيما العدد الحالي للإسرائيليين من سكان القدس هو 150 ألفاً، مقابل 325 ألف فلسطيني مقدسي يعيشون في القدس، وبالتالي قال وزير الإسكان أنه بعد وصول عدد سكان القدس من الإسرائيليين إلى مليون و150 ألفاً، وحصولهم على أكثر من 300 ألف منزل إضافة إلى 80 ألف وحدة سكنية، فإن القدس سيصبح طابعها إسرائيلي كلياً، ويضمحلّ الوجود الفلسطيني فيها.

ووجّه وزير الإسكان الإسرائيلي كلاماً إلى المقدسيين الفلسطينيين من سكان القدس، أن مكانكم ليس في القدس، بل إن القدس هي عاصمة الدولة اليهودية منذ 3 آلاف سنة. ولذلك الأفضل لكم الرحيل من مدينة القدس.

أما بالنسبة إلى الضفة الغربية، حيث يسكن مع سكان القدس مليونان و900 ألف فلسطيني، فإن حكومة الليكود ستقرر إقامة ونشر مستوطنات إسرائيلية دون حدود، واستملاك الأراضي الفلسطينية بالقوة لصالح الجيش الإسرائيلي وإقامة مستوطنات كي تتسع إلى مليوني إسرائيلي سيتم نقلهم من فلسطين 48 تدريجياً إلى الضفة الغربية إضافة إلى وصول 200 ألف يهودي من العالم سنوياً، حيث تقوم الصهيونية العالمية بجلبهم إلى إسرائيل حيث فلسطين المحتلة. وتريد إسرائيل عبر هذا المخطط أن يصبح عدد سكان الإسرائيليين في الضفة الغربية 4 ملايين ونصف مقابل 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية.

أما رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، فأعلن أن الأمر أصبح منتهياً، والآن فإن إسرائيل تسيطر من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط. لكن نتنياهو لدى سؤاله عما إذا كانت إسرائيل سترسم حدودها من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، لم يدلِ بجواب، بل قال إن إسرائيل التاريخية سيتم إعادة قيامها، ونحن نحميها بواسطة جيشنا القوي. وإذا كان الرئيس الاميركي ترامب قال إن القدس عاصمة إسرائيل فنشكره، لكن نقول إنه منذ 50 سنة ونحن استعدناها مع الضفة الغربية وبقوة جيشنا نستطيع حماية القدس والضفة الغربية وكامل إسرائيل، ومن يعتدي علينا سيلقى رداً لا يعرف قوته وحجمه. وإذا كان الفلسطينيون يفتشون عن وطن لهم فعليهم توسيع قطاع غزة باتجاه سيناء التي تتسع إلى أكثر من 30 مليون مواطن.

في هذا الوقت، نصح وزير الخارجية الأميركي، تيلرسون، الحكومة الإسرائيلية بالتروّي وعدم ضم الضفة الغربية والقدس إلى الكيان الصهيوني، قائلاً إن ذلك سيفجّر المنطقة كلياً، ويلغي كل أمل في حصول سلام فيها. لكن إسرائيل قررت عدم الرد على واشنطن واستعجلت الاجتماع الذي سينعقد بعد أيام، أي يوم الأحد في 31 كانون الأول، وبعد إقرار نواب حزب الكنيست الذين يشكلون أكثرية مع الأحزاب الدينية الإسرائيلية، سيتم إحالة القانون إلى مجلس النواب الإسرائيلي أي الكنيست؛ وعندما يصدقه الكنيست الإسرائيلي، أي مجلس النواب، فإنه يصبح قانوناً نافذا وتصبح الضفة الغربية أرضاً – وفق القانون الإسرائيلي – خاضعة للقوانين الإسرائيلية. وبالتالي فإن المواطنين الفلسطينيين سيخضعون للقانون الإسرائيلي فيما المستوطنون في الضفة الغربية سيحصلون على كامل التحرك والتصرف مثل الإسرائيليين في فلسطين 1948، وبالتالي سيكون لهم الحق في إنشاء المستوطنات واستملاك الأراضي. ووفق الخطة التي ذكرتها القناة التلفزيونية الثانية، فإن البدء في الاستيطان سيتم ابتداء من شهر شباط المقبل في الضفة الغربية، كي تتسع المستوطنات لمليوني إسرائيلي خلال 18 شهراً.

أما بالنسبة إلى الفلسطينيين، وفق القناة الثانية الإسرائيلية، فما عليهم إلا التجمع ضمن مدن وبلدات والسكن فيها؛ أما أراضي الضفة الغربية فهي أراض يهودية، وفقاً للقناة.

موقف الاتحاد الاوروبي

أما موقف الاتحاد الاوروبي، فكان صارماً وعنيفاً، ذلك أن مفوضية الخارجية في الاتحاد الأوروبي ذكرت أن ما قد تقرره حكومة إسرائيل ومجلس النواب الإسرائيلي هو إشعال حرب لا نهاية لها في المنطقة، وإلغاء أي فرصة للسلام، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن الاتحاد الأوروبي سيعارض بشدة القانون الإسرائيلي، وقد يتخذ قرارات عبر عقوبات على إسرائيل، وسيلجأ إلى مجلس الأمن، مع العلم أن الولايات المتحدة ستستعمل حق الفيتو ضد أي قرار تقدمه الدول الأوروبية لإدانة القرار الإسرائيلي لضم القدس والضفة الغربية إليها.

يسكن في فلسطين المحتلة عام 1948، سبعة ملايين يهودي، ويتوافد إليها سنوياً 200 ألف يهودي من العالم تجمعهم الصهيونية العالمية للانضمام إلى الكيان الصهيوني، مقابل وجود مليونين و200 ألف فلسطيني في فلسطين 1948، أما في الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل مع القدس سنة 1967، فعدد الفلسطينيين هو 3 ملايين فلسطيني، فيما عدد سكان المستوطنات الإسرائيلية وصل إلى 600 ألف. لكن الخطة التي تريد تنفيذها حكومة العدو الإسرائيلي برئاسة حزب الليكود هي إقامة مستوطنات لمليوني إسرائيلي جديد لكي يصبح العدد مليونان و600 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية، ولكن بازدياد مستمر، لأن إسرائيل ستبني على كافة الضفة الغربية مستوطنات حتى يصل عدد سكان الكيان الصهيوني إلى 5 ملايين في فلسطين 48، وإلى 4 ملايين في الضفة الغربية والقدس.

أما بالنسبة إلى قطاع غزة، الذي لا يخضع للاحتلال الإسرائيلي، فليس فيه وجود لمواطنين إسرائيليين، وكل مساحته هي 300 كلم مربع ويسكن فيه مليون و900 ألف فلسطيني، دون بنية تحتية ودون كهرباء باستثناء مولد كهربائي واحد يعطي 6 ساعات لـ 24 ساعة كهرباء إلى قطاع غزة، وتمنع إسرائيل دخول مواد لإعمار مولد كهربائي جديد، ولا تسمح بإيصال مواد الباطون والحديد وغير ذلك إلى قطاع غزة، وهو محاصر كلياً، كذلك فإنه محاصر من الجانب المصري. وبذلك يكون عدد الفلسطينيين في فلسطين 48 والضفة الغربية والقدس 5 ملايين ومع قطاع غزة يصل إلى 7 ملايين. لكن قطاع غزة معزول ومحاصر أما في الكيان الصهيوني الذي تعتبره حالياً ومؤقتاً الصهيونية العالمية وعبر حكومة حزب الليكود مع أكثرية الاحزاب الاسرائيلية، فإن عدد الفلسطينيين هو 5 ملايين فلسطيني مقابل 7 ملايين إسرائيلي.

قد يعجبك ايضا