ماذا وراء تهديد العدو باستهداف قادة “حركة الجهاد”؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء
هدّد المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أدرعي، أمس الأربعاء، باستهداف قيادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وخارجه، في حال ضلوع الحركة بإطلاق صواريخ على جنوب الأراضي المحتلة قبل أيام.
وقال: “إذا كان الجهاد الإسلامي بالفعل يقف وراء عملية إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل يوم الجمعة الماضي، فهذا يعني أن قيادة الحركة مستعدة للمخاطرة باستهداف قيادتها وبنيتها التحتية في قطاع غزة وخارجها”.
وأضاف: “كما يشير ذلك إلى الصعوبة التي تواجهها حماس في السيطرة على هذا التنظيم (الجهاد الإسلامي)”، مشيراً إلى أن الجيش الصهيوني استكمل التحقيقات حول حادث إطلاق القذائف الصاروخية من غزة يوم الجمعة الماضي باتجاه الأراضي المحتلة”.
ردّ الفصائل الفلسطينية على التهديد جاء سريعاً، إذ أجمعت على أن التهديد باغتيال قادة “الجهاد” هو استهداف للكل الفلسطيني، ويتطلب رصّ الصفوف، مؤكدة أن العدو سيندم على أي “حماقة” قد يرتكبها.
أما “حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين” فقابلت التهديد بالتأكيد على أن أي تصعيد عدواني صهيوني سيجابه برد من قبل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة أنها حركة مقاومة من واجبها الدفاع عن أرضها وشعبها ولديها الجرأة والمسؤولية، وفق ما تقتضيه المصلحة وظروف المقاومة، أن تعلن عما ينفذه جناحها العسكري، سرايا القدس، من مهام في إطار التصدي للعدو ومشاريعه.
وقالت الحركة في بيان: “هناك نوايا صهيونية مبيّته لتصعيد العدوان ضد قطاع غزة، وأن التهديدات التي تضج بها وسائل الإعلام ضد حركة الجهاد الإسلامي هي محاولة لخلق مبررات لهذا العدوان المبيت”.
وحمّلت “الحركة العدو الصهيوني مسؤولية أي عدوان يقع ضد أرضنا وشعبنا، مؤكدة أنها لن تتوانى في الدفاع عن أرضنا وشعبنا”.
الخبير في الشأن الصهيوني، محمود مرداوي، يرى أن تلويح العدو باستهداف قيادات “الجهاد الإسلامي”، إن صح ونُفذ، يعتبر قراراً سيخلط الأوراق ويرسي قواعد جديدة تؤدي إلى صدام أقل من حرب على المدى القريب، وربما يعيد الأمور إلى قواعد اشتباك جديدة تتمالك معها الأطراف أعصابها وتضبط نفسها باتجاه ضبط وتثبيت الهدوء في المستوى العسكري.
واستدرك:”لكن ذلك لا يُغلق الأبواب في وجه تدحرج غير مرغوب باتجاه صدام كبير غير مخطط”.
وحول مآلات هذا القرار، قال إن استهداف الحركة سيدفع كل الفصائل الفلسطينية للتضامن معها، الأمر الذي يؤدي إلى نقطة غير مرغوبة من العدو، وسيدفع “حركة الجهاد”، بشكل أو بآخر، لرفع مستوى القصف وتوسيع المدى وتكثيف إطلاق الصواريخ .
وحذر من أن يسبق الاستهداف عمليات استباقية للمواقع والمخازن ومرابض الصواريخ ومطلقيها، غير مستبعدٍ أن يمهد العدو لإعادة عمليات تصفية المقاومين بشكل مباشر وتدريجي، في الطرق أو أثناء الإعداد أو بعد الإطلاق أو أثناء الذهاب إلى التنفيذ .
ومن ضمن الافتراضات التي وضعها مرداوي أن يكون التلويح باغتيال قيادات الجهاد إنذار أخير لحركة حماس من أجل ضبط الأمور .
وأكد أن سياسة تحييد حماس، نتيجة قناعة المستوى الأمني والعسكري “الإسرائيلي” بأنها لا ترغب في التصعيد، يعتبر وصفة كاملة متكاملة للتصعيد ذاته، وبوابة واسعة لاحتمالات صعبة أقلها مواجهات عسكرية محدودة تنذر بانفجار في أي لحظة دون سابق إنذار، وتُضعف حالة توازن الخوف والرعب المتبادل، إذا لم تشمل هذه المظلة أي تنظيم فلسطيني .
وقال:”قرار حماس جاء سريعاً يوضح رفض هذه المعادلة معتبراً المساس بالجهاد اعتداء مباشر على المقاومة يستدعي الرد المباشر والجماعي على اعتداء العدو”، علاوة على ذلك تحدث عن فتح باب التدخل الخارجي من تحت الطاولة بقوة لضبط الأمور قبل تدحرجها باتجاهات مجهولة وحدود السيطرة عليها محدودة، لأن فرص الاستغلال من المستفيدين كبيرة ، وإمكانيات الحرب بالخطأ واردة – كما يرى مرداوي-.
بدوره، اعتبر الكاتب إياد القرا أن هذه التهديدات خطيرة، وينبغي النظر إليها على أنها استفراد بجزء من المقاومة ومحاولة لتمرير عدوان على غزة، أو تنفيذ اغتيالات مُركزة، مشيراً إلى أن التهديد قد يحمل أيضاً محاولة تحييد القسام لضمان عدم الدخول في تصعيد كبير.
وتابع: “وهنا يريد العدو أن يقوم بتصعيد يتحكم به ويسيطر عليه لضمان النتائج”.