تنفيذ النقاط الــ12.. مطلب شعبي وضرورة وطنية ملحة
موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة المسيرة
بعدَ مرور أَكْثَرَ من 1000 يوم لبدء العدوان السعودي على اليمن أَصْبَح الحديثُ في الوقت الراهن عن تنفيذ النقاط الــ12 التي جاءت في خطاب قائد الثورة السيد الملك بدرالدين الحوثي، والمتمثلة في إصلاح وتفعيل القضاء ومحارَبة الفساد والبحث عن حلولٍ اقتصَادية كالزكاة وغيرها، بالإضَــافَة إلى الاهتمام بالزراعة والتشديد على أهمية التكافل الاجتماعي، كُلّ تلك النقاط صارت مطلباً شعبياً ملحاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني جراء استمرار العدوان والحصار.
وإزاء هذا الموضوع التقت صحيفة “المسيرة” عدداً من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والاقتصَادي للحديث حول أهمية تفعيل النقاط الـ12 ودورها في تعزيز قيم الصمود والثبات ومحاربة الفساد في أجهزة الدولة, وتهيئة المرحلة لتنفيذها، خصوصاً بعد التخلص من معرقليها خلال عملية وأد الفتنة التي شهدتها العاصمة صنعاء مطلع الشهر الجاري بعد أن كانوا معولَ هدم بيد العدوان وعقبةً تُعيقُ كُلّ مساعي الإصلاحات وعقبةً أمام العمل المُؤَسّساتي، وكانت الحصيلة كالتالي:
النقاط الـــ 12 تؤسس لدولة مدنية حديثة وبناء اقتصَاد وطني قوي
البدايةُ كانت مع الخبير الاقتصَادي البروفيسور عبدالعزيز التَّرِب – مستشار رئاسة الجمهورية-، الذي أَكَّــد أن هذه النقاط تمثل قاعدة مهمة في محاربة الفساد داخل مُؤَسّسات الدولة، إضَــافَةً إلى دورها في إعادة القيم الوطنية الأصيلة وتؤسّس لدولة مدنية وبناء جيش وطني قوي بعيداً عن الأسماء الوهمية، وخالية من العناصر المندسة والعميلة الخائنة التي تقاتل اليومَ في صف العدوان.
وأشار البروفيسور الترب في تصريح خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى أهمية تفعيل هذه النقاط الــ12؛ لما تمثله من أهمية بالغة على كافة المستويات بدون استثناء.
يجب على الحكومة والمجلس السياسي سرعة تطبيقها
بدوره، قال محمد المنصور – المدير التنفيذي لمركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية والاستشارية-: إن الأمورَ تسيرُ في هذا المجال، وندعو المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ إلى سُرعة تشكيل لجان مختصة لتنفيذها، كُلّ نقطة على حدة؛ لما تمثله من أهمية كبيرة في إصلاح العمل المُؤَسّسي وتعزيز الصمود الاقتصَادي ومحاربة الفساد وبناء جيش وطني ولاؤه لله والوطن.
ودعا المنصور في تصريح لصحيفة “المسيرة”، إلى ضرورة تحويل هذه النقاط إلى مصفوفة عمل قابل للتنفيذ على أرض الواقع وتطبيقها على وجه السرعة، مشيراً إلى وجود طاقات وطنية تعي خُطورة المرحلة التي يمر بها الشعب اليمني، وما تمثله هذه النقاط من معالجات متميزة تسهم في تفادي الكثير من المخاطر السياسية والاقتصَادية والعسكرية.
وأوضح المديرُ التنفيذي لمركَز الدراسات والبحوث الاستراتيجية أن تنفيذَ هذه النقاط يسهم في نهضة اليمن ويعزز الصمود المجتمعي في مواجهة العدوان كما أنه يشكل رعب على قوى العدوان لو قورنت بعمل المُؤَسّسات في المحافظات المحتلة وحالة الأمن هناك.
وشدّد المنصور على أهمية دعم الجبهات وإسنادها بالمال والرجال لمواصلة الصمود وتحقيق النصر المحتوم لأبناء الشعب اليمني.
تعزيزُ الخطاب الوطني والإصلاح المُؤَسّسي ومحاربة الفساد
إلى ذلك أوضح الكاتب والناشط السياسي محمد ناجي أحمد، أن التحوَّلَ الكبير المتمثل في صمود الشعب اليمني لألف يوم وثباته في وجه العدوان والحصار يمثل رعبا حقيقيا للعدو، فكيف لو تم تنفيذ النقاط الـــ12 المعززة للصمود والمساهمة في الدفع بعجلة التنمية وأهداف ثورة الـــ21من سبتمبر إلى الأمام.
وأكد في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن تلك النقاط كانت موجّهةً للمرحلة السابقة، ولا نزال في بداية الخطوات لتنفيذها, والمطلوبُ خلال هذه المرحلة تعزيزُ الخطاب الوطني والإصلاح المُؤَسّسي ومحاربة الفساد وكل ذلك يتجسد في هذه النقاط، مشيراً إلى أن النقاط الـــ12 تمهّد لمرحلة جديدة يتم من خلالها تعزيزُ قيم العمل الوطني المسئول من خلال مُؤَسّسات الدولة الخالية من الفساد والخونة المؤيدين للعدوان, مطالباً التعجيل في تنفيذها لنكشفَ للشعب الكثيرَ من الأوراق التي لا تزال تعمل ضد المصلحة الوطنية العليا ونقدِّمُ للأجيال خدمةً ونموذجاً في العمل الوطني, مضيفاً: ولنا من العراق عبرة كافية، حيث تمكن من محاربة الإرهاب ولم يستطِع حتى اليوم محاربة الفساد, فمحاربة الفساد لا يقل أهمية عن مواجَهة العدوان.
النقاط تجاوزت العراقيل وتحتاج إرَادَةً حقيقيةً ومسئولةً للتعجيل بتنفيذها
وحول هذا الموضوع قال عبدالملك العجري -رئيسُ مركَز الدراسات البحوث الاستراتيجية والاستشارية اليمني: إن الشعبَ اليمني يقتربُ من تحقيق النصر على العدوان وينقصُه تصحيحُ أداء مُؤَسّسات الدولة وأجهزتها المختلفة التي تعزّز من قيم الصمود والثبات في التصدي لقوى العدوان بما توفره من جهود وأموال لو طُبِّقَت هذه النقاط.
ولفت العجري في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن هذه النقاط تجاوزت العراقيل والمعرقلين الذين كانوا مجرد مِعوَلِ هدم بيد قوى العدوان وعقبة تعيق العمل الوطني داخل المُؤَسّسات, وكل ما تحتاجه هو إرَادَةٌ مسئولةٌ؛ للتعجيل بتنفيذها من قبَل الحكومة والمجلس السياسي.