بقايا فتنة ديسمبر: منبوذون
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة: إبراهيم السراجي
تواجه القيادات، التي احتفظت بولائها لزعيم مليشيات الخيانة والتحقت بالعدوان، واقعاً سيئاً للغاية في تعز وعدن ومأرب، حيث بدأت تطالهم الاعتقالات من قبل مرتزقة العدوان في الوقت الذي يمضي المجلس السياسي الأعلى بصنعاء في خطوات العفو العام وآخرها الإفراج عن أبرز قادة فتنة ديسمبر في محافظة عمران في الوقت الذي عادت قناة اليمن اليوم للمؤتمر الشعبي بصنعاء وبدأت تبث برامجها بحرية كاملة؛ باعتبار ذلك يجنب اليمنيين تداعيات الفتنة ويغلب لغة المصالحة بما يخدم وحدة اليمنيين في مواجهة الخطر الأكبر المتمثل في العدوان السعودي الأمريكي والحصار المفروض على اليمن.
وتلعب الأطماع بالسلطة دوراً كبيراً في التحولات التي طرأت على العلاقة بين مرتزقة العدوان ومرتزقة فتنة ديسمبر، فبعد أن بدا أن هناك انسجاماً ميدانياً وسياسياً وعسكرياً بالتزامن مع إعلان زعيم المليشيات تفجير الأوضاع في صنعاء وعدد من المحافظات، إلا أن ذلك الانسجامَ تلاشى بشكل سريع بعدما بدا لمرتزقة الإصلاح ومرتزقة المجلس الجنوبي أن هناك توجهاً إماراتياً لتمكين أتباع زعيم مليشيات الخيانة على حسابهم، وكان ذلك واضحاً كون الأحداث التي شهدتها العلاقة بينهما لم تحدث إلا بعد مرور 40 يوماً على مقتل زعيم مليشيات الخيانة.
الإصلاح: أربعينية صالح انقلاب واضح
في تعز أعلنت مليشيات الإصلاح أمس الأول اعتقالَ قيادات موالية لزعيم مليشيات الخيانة بحجة محاولتهم إقامة فعالية الذكرى الأربعين لمقتله، معتبرة ذلك “انقلاباً واضحاً”.
ونشر موقع الإصلاح الرسمي “الصحوة نت” بياناً صادراً عن ما يسمى “اللواء 35 مدرع”، وهو لواء مكون من مرتزقة الإصلاح، يقول إن “ما حدث في مديرية الشمايتين نشاط انقلابي واضح”.
وأوضح البيان أن ”حملة أمنية من اللواء 35 مدرع، توجهت إلى منطقة الأصابح للتحقيق وضبط كُلّ من عملوا على إحياء أربعينية صالح كنشاط انقلابي واضح، سيما في ظروف بالغة الخطورة”.
وأشار البيان إلى أن المدعو عادل الأصبحي وهو من قيادات المؤتمر الموالية لزعيم مليشيات الخيانة “لم يكتف بتنظيم فعالية لصالح بل قام بإخلاء منزله للمسلحين الذين باشروا الحملة الأمنية بإطلاق النيران”.
وأضاف البيان أن الحملة الأمنية أطلقت النيران على منزل الأصبحي، مشيراً إلى أنه تم الاتصال به لكنه رفض “الاعتراف بالشرعية”.
كما يكشف البيان أنه تم اعتقال الأصبحي وعدد ممن كانوا معه أثناء محاولة إقامة “أربعينية صالح”.
مظاهرات ترفض نظام صالح واحتفالات بمقتله
في مناطق سيطرة مرتزقة الإصلاح بمدينة تعز ومع تنامي الشعور على مستوى القيادات بالخطر الذي يمثله انضمام أتباع زعيم مليشيات الخيانة على السلطة التي يمتلكها الإصلاح في بعض المناطق، شهد شارع جمال يوم الجمعة الماضي مظاهرة تحت شعار “لا لإعادة نظام صالح”.
ورفع المتظاهرون المنتمون لحزب الإصلاح لافتات كُتِبَ عليها عبارات ترفض إعادة تدوير نظام صالح وصوراً لأفراد عائلته وعليها علامات “إكس”.
لم يحتفل مرتزقة الإصلاح بمقتل زعيم مليشيات الخيانة في يوم مقتله بل تظاهروا بعكس ذلك تماماً، في محاولة منهم لاستثمار مقتله لمصلحتهم وعندما سارت الأمور عكس ما يطمح له قيادات مرتزقة الإصلاح بدأ التوجه المعاكس لمواجهة ما بات يعتبر خطراً على الإصلاح.
وفي هذا السياق احتفل مرتزقة الإصلاح بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل صالح عبر إطلاق الألعاب النارية من قمّة جبل الاخوة وقلعة القاهرة، وتداول نشطاء الإصلاح على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي صورَ تلك الاحتفالات.
موجة الرفض تمتد إلى عدن
بقدر ما تستشعر فصائل المرتزقة ما يمثله تواجد أتباع زعيم مليشيات الخيانة في مناطقها من خطورة على مركزها ووضعها السلطوي إلا أنها ورغم امتلاكها للسلاح إلا أنها فاقدة للإرَادَة وواقعة تحت حماية الاحتلال الذي يقرر من يدخل منطقة ما أَوْ يخرج منها وأكبر دليل أن الفار طارق صالح يقيم حالياً في عدن تحت حماية الاحتلال الإماراتي الذي يمنع الفار هادي من دخولها منذ أكثر من عام.
وشهدت عدن، أمس الأحد، اجتماعاً طارئاً وموسعاً لقيادات ما يسمى (المقاومة الجنوبية) ووفقاً لبيان صادر عن الاجتماع اطلعت عليه صحيفةُ المسيرة، يوضح أن القيادات اجتمعت “فور علمها بوجود المدعو العفاشي طارق محمد عبدالله صالح في عدن وبالتحديد على رأس كتائبه في اللواء (31) مدرع بمعسكر بئر أحمد”، معتبرة أن ذلك “استهتار بمشاعر شعبنا وأسر شهدائنا وأنين جرحانا وقدسية أرواح ودماء شهدائنا”، وفق نص البيان.
ورغم أن ما يسمى المجلس الانتقالي يتظاهر امتلاك السلطة وقوات قوامها الآلاف تحت لواء ما يسمى (الحزام الأمني) إلا أنه بدا في البيان أشبه بـ “منظمة حقوقية” تطالب بخروج الفار طارق صالح من عدن، وهي مطالبة لا تتناسب مع مزاعم امتلاك السلطة، الأمر الذي يؤكد أن وضع قيادات المجلس الجنوبي في عدن متطابقٌ مع وضع طارق صالح باعتبارهم جميعاً مقيمين تحت لواء “الاحتلال الإماراتي”.
وفي هذا السياق نص البيان على “المطالبة بخروج طارق محمد عبدالله صالح وكتائبه من المعسكر المشار إليه سالفاً، وكافة المعسكرات المتواجدة في العاصمة عدن وكافة المحافظات الجنوبية”. ولم يختلف الأمر لدى ما يسمى “المقاومة الجنوبية في أبين” التي أصدرت بياناً تناشد قيادة تحالف العدوان بترحيل الفار طارق صالح من عدن.
ووفقاً لمصادر جنوبية فإن الأمر لن يتوقف عند عجز ما يسمى المجلس الانتقالي عن تغيير الواقع، بل هناك خشية من أن تُستخدم قوات “الحزام الأمني” في قمع أية احتجاجات على تواجد الفار طارق في عدن، حيث قال فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” إن ما يسمى “المقاومة الجنوبية” اتخذت قراراً حاسماً من بقاء الفار طارق صالح في عدن، مضيفاً في منشور بصفحته بموقع الفيسبوك أن “قيادات المقاومة تقول بأنها ستتخذ موقفاً قوياً على الأرض، لكن الخوف أن يتم استخدام قوات جنوبية لقمع المقاومة وكسر مطالبها هذه”.
مأرب بؤرة صراع جديد
تفيد تقارير صحفية ومعلومات قادمة من مأرب أن عدداً من أتباع زعيم مليشيات الخيانة حاولوا إحياء ذكرى الأربعين لمقتله، غير أنهم تعرضوا للضرب المبرح والملاحقة من قبل مجاميع تابعة للقيادي الإصلاحي سلطان العرادة المعيَّن من قبل العدوان محافظاً لمأرب.
وأوضحت التقارير أنه تم اعتقال عدد من أتباع زعيم المليشيات، حيث تتخذ سلطات الإصلاح “عدم الاعتراف بالشرعية” ذريعةً لملاحقتهم بعد اكتشافهم توجهاً إماراتياً لتشكيل “نُخبة مأربية” من عناصر مليشيات الخيانة على غرار تلك المجاميع التي شكّلتها في شبوة وحضرموت وعدن.
كما تفيد المعلومات بأن الفار طارق صالح وقبل نقله إلى عدن كان قد تواجد في مأرب وهناك برزت الخلافاتُ بشكل حاد، حيث طالبت قيادات الإصلاح من الفار طارق بالعمل تحت قياداتها في حال أراد البقاء وهو ما لا يتوافق مع سياسة الاحتلال الإماراتي الذي وجّه الأخير بالانتقال إلى عدن.
منبوذون
لم ينتهِ واقع مرتزقة زعيم المليشيات المنضمين للعدوان إلى الرفض الذي يواجَهون به في مأرب وتعز وعدن، حيث باتوا يتعرضون لأسوأ أنواع الإهانات سواء من قبل نشطاء دول العدوان أَوْ نشطاء المرتزقة.
في هذا السياق انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع بعدما نشره المحلل الكويتي “فهد الشليمي” في صفحته بموقع تويتر الذي ظهر وهو يوجه الإهانات للفار طارق صالح ويوجه له الأوامر بأن عليه أن يخلع الرتب العسكرية وأن يعمل كجندي لدى الفار هادي إذا ما أراد البقاء تحت حماية العدوان.
كما تغص مواقع التواصل الاجتماعي بمئات المنشورات التي يكتبها نشطاء مرتزقة العدوان وهم يُهينون نظراءَهم من أتباع زعيم مليشيات الخيانة الذين باتوا يعيشون بين الإهانات والتخوين إلى جانب كونهم منبوذين.