جيش الاحتلال يفرض “التهويد القسري” على جنوده
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي – في اطار مساعيه الرامية لتعميم الديانة اليهودية على جنوده وجعل اليهود منهم أكثر تعصبا وارتباطا بالفكرة الصهيونية، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية في تقرير جديد أن جيش الاحتلال قرر فرض عقوبات على جنوده من غير اليهود، بهدف إجبارهم على اعتناق الديانة اليهودية.
وبحسب الصحيفة فان جيش الاحتلال، الذي يضم في صفوفه عدد من الجنود المسيحيين والدروز العرب قام برفع عدد دورات تعليم الديانة اليهودية من 9 دورات، إلى 14 دورة، واعتبار المتخلف عن حضور هذه الدورات مخالف للأوامر العسكرية.
وتنقل الصحيفة العبرية عن مصدر عسكري في جيش الاحتلال قوله أن الجنود مجبرين على حضور تلك الدورات، لكنهم غير ملزمين بسماع المحاضرات، مشيرة الى أن عدم استطاعة الجيش تحديد عدد من تهوّدوا العام 2017، لكون غالبية الجنود الذين شاركوا في تلك الدورات لم ينهوها بعد، وتشرب عدد كبير منهم، ولكن ووفقا لمعطيات الجيش، فهنالك حوالي 5 آلاف جندي ممن لا يعتنقون الديانة اليهودية يخدمون في الجيش الإسرائيلي، في حين كان متوسط اعتناق اليهودية بينهم ما بين عامي 2014 – 2016، نحو 850 جنديا، علما بأن عدد الملتحقين في دورات التهويد بلغ أكثر من 2500 جندي مشارك، ومن المتوقع أن يعلن الجيش الاسرائيلي خلال الأسابيع القادمة، إلى وصول عدد الجنود الذين اعتنقوا اليهودية إلى عشرة آلاف جندي”.
وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي بدأ بتنظيم دورات التهويد منذ عام 2001، إلا أن الحاخامية اليهودية الرئيسية عارضت في حينه التهود في صفوف الجيش، لتعارضه مع إجراءات التهويد المدنية وفق قوانينهم، ولمنع تسرب الجنود من هذه الدورات، في ضوء البيانات التي أشارت إلى تسرّب نسبة كبيرة خلال السنوات الماضية، قرر جيش الاحتلال معاقبة غير الملتزمين بالدورات بعدم تسريحهم في فترات العطل وإبقائهم داخل المعسكرات.
القسم على كتاب “العهد الجديد” وليس على “التوراة”
وفي سياق متصل نقل موقع المصدر الاسرائيلي عن مع ضابطة في إحدى الثكنات الإسرائيلية الكبيرة المعدة للجنود المبتدئين، قولها أنها طلبت 600 كتاب من كتب “العهد الجديد” لمراسم أداء القسم للجنود المبتدئين غير اليهود. وتؤكد الضابطة أن فكرة إقامة مشروع اعتناق اليهودية بدأت بعد أن لاحظ جيش الاحتلال أن أكثر من %60 من الجنود المبتدئين غير المولودين في إسرائيل طلبوا أداء القسم على كتاب “العهد الجديد” وليس على “التوراة” ليس لأنهم يؤمنون بالمسيحية، بل تعبيرا عن معارضتهم للمؤسسات الدينية الإسرائيلية التي لا تعترف بهم كيهود”.
اعتراض الجنود ورفع شكوى للنيابة العسكرية
وعلى النقيض من ذلك تكشف صحيفة يديعوت أحرونوت أن شريحة كبيرة من المجندين والمجندات في جيش الاحتلال تبدي سخطها من محاولة فرض التهويد القسري عليهم واجبارهم على حضور دروس دينية يهودية، كما يفرض الجيش أيضا حضور دورات التهويد على غير اليهودية، ويعتبر تخلّف المجندين عنها مخالفة للأوامر العسكرية، الأمر الذي دعا كثيرين من المجندين إلى تقديم ما يُعرف في الجيش الإسرائيلي بالـ”كابيلا” (شكوى للنيابة العسكرية)، للتخلص من محاولات إجبارهم على اعتناق اليهودية.
ونشرت الصحيفة العبرية خطاباً مرسلاً من سلاح التعليم في الجيش الإسرائيلي إلى المجندين غير اليهود، يفرض عليهم المشاركة في دورة التهويد “نتيف”، وجاء نص الخطاب كالتالي: “الجنود غير اليهود، ولا سيما المسيحيون المهاجرون، أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم لادينيين بشكل رسمي، إذا لم يستجيبوا لحضور الدورة التي تجرى مرتين في القدس خلال يونيو الجاري، فسيعاملون على أنهم خالفوا الأوامر العسكرية”.
كما نقلت يديعوت احرنوت على مجندة اسرائيلة اجبرت على حضور مثل هذه الدورات القسرية أن قيادتها العسكرية أجبرتها على حضور دورة “نتيف” في القدس، وتضيف :”اضطررت إلى ذلك إذ لم تكن أمامي خيارات أخرى. كنت أود أن أكون مثل المسيحيين والدروز، لكن الواقع أكد أنني إذا لم أتجاوب مع الأوامر فسأتعرض للأذى. خلال الدورة شعرت بالإهانة”.
جمعيات حقوقية: ممارسات الاحتلال انتهاك صارخ للخصوصية
جمعيات حقوقية عديدة تحركت لوقف سياسات التهويد القسرية التي ينتهجها جيش الاحتلال ضد جنوده، كان اخرها اعتبار جميعة حقوق المواطنة التي تتخذ من الاراضي المحتلة مقرا لها ان سياسة الجيش الإسرائيلي الممتدة عبر السنين، والتي تفرض على المجندات والمجندين من غير اليهود المشاركة قسراً في دورات التهويد، تمس بشكل صارخ بالخصوصية، وتتجاهل حق تلك الشريحة في اختيار معتقدها الديني، وتنقل إليهم رسالة مهينة مفادها: إنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وجنود من الطبقة الأدنى.
يذكر أن الجيش الاسرائيلي ومنذ تأسيسه قام بتجنيد الدروز والمسيحيين العرب في صفوفه وهو ما لاقى موجة اعتراضات كبيرة من قبل أهالي الطائفتين ذاتهما قبل ان يصار مؤخرا الى محاولة فرض الديانة اليهودية على هؤلاء واستبدال ديانتهم بديانة جديدة بعد أن تم استبدال هويتهم العربية بمجرد انخراطهم في الجيش.