الأقصى بلا ترميم أو صيانة وإمعان بتهويده
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || القدس – معا – ميساء ابو غزالة
تحاول سلطات الاحتلال منع وتعطيل وعرقلة مشاريع الترميم في المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لفرض السيطرة عليه وتغيير وضع ” الاستاتسكو” المعمول به منذ احتلال مدينة القدس والأقصى عام 1967.
مضايقات سلطات الاحتلال والقيود المفروضة على مشاريع الترميم في المسجد الأقصى، من خلال منع إدخال مستلزمات الترميم وملاحقة موظفي لجنة الإعمار، بدأت منذ حوالي 15 عاما وتزداد يوما بعد يوم، حتى حذر أحد الضباط منتصف الأسبوع الماضي مهندس لجنة الاعمار من قيام موظفيه بأي ترميم في الاقصى مهددا باعتقال اي موظف يقوم بذلك، فيما استأنفت أول أمس الخميس أعمال الصيانة والترميم في المسجد الأقصى والمتعلقة بصيانة “نظام الإضاءة الخارجية لقبة الصخرة المشرفة وترميم الفسيفساء ووقف تسرب المياه في المصلى المرواني، بعد جهود كبيرة بذلتها السفارة الأردنية في إسرائيل للسماح باستئناف أعمال الصيانة والترميم في المسجد الأقصى.
محاولات لتطبيق “قانون الاثار الإسرائيلي”
الشيخ عزام الخطيب مدير عام الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى أوضح أن سلطات الاحتلال بدأت منذ عام 2003 بالتضييق على مشاريع الأوقاف في الأقصى، إضافة الى اتخاذها قرارا بفتح “السياحة الخارجية” من طرف واحد وبالتالي سماحها الاقتحامات المستوطنين والأجانب.
وأضاف الشيخ الخطيب أن سلطات الاحتلال تحاول تطبيق “قانون الاثار الإسرائيلي” على المسجد، بمطالبتها بالتنسيق والإشراف الكامل على مشاريع الإعمار، وهذا ما تم رفضه بالكامل، لأن المسجد تحت إدارة وإشراف دائرة الاوقاف الإسلامية وهي المسؤولة عن جميع ما يتعلق بالـمسجد بمساحته البالغة 144 دونما وما حوله وبجميع ما يحتويه إدارة وترميما وصيانة وعمرانا، كمسجد خالص للمسلمين تحت رعاية ووصاية الملك عبد الله الثاني بن الحسين خادم الأماكن الـمقدسة في القدس الشريف.
ترميمات ومشاريع معطلة
وعن المشاريع المعطلة في الأقصى بسبب الاحتلال، قال الشيخ عزام الخطيب أن المسجد الأقصى المبارك هو مبنى تاريخي قديم يحتاج لصيانة دورية الا ان الاحتلال يمنع ويعطل العديد من المشاريع، ومنها منع استكمال المشاريع الهاشمية، خاصة مشروع الملك عبد الله الثاني لإنارة قبة الصخرة المشرفة من الخارج والداخل، ومشروع ترميم الفسيفساء والزخارف الجبصية الملونة وغير الملونة داخل الأقصى، ومنع تغيير الرخام الخارجي لقبة الصخرة.
وأضاف الشيخ الخطيب :”تمنع سلطات الاحتلال ترميم سقف المصلى المرواني، خاصة بسبب تسرب مياه الأمطار، وإزالة أكوام الأتربة الموجودة في المنطقة الشرقية لباحات المسجد، وتبليط ساحات المسجد والمصاطب، مشروع البنية التحتية في الأقصى “الماء والكهرباء وشبكة الهواتف” وهي غير مرممه منذ ستينيات القرن الماضي، ترميم الغرف، مشروع نظام الإطفاء والإنذار، حتى الزراعة يمنع زراعة أي شتلة وحتى يتم التدخل حين تقليم الأشجار”.
ولفت الشيخ الخطيب الى أن الطريق الواصل بين باب الغوانمة وباب المغاربة بحاجة لتبليط بسبب تكسر في البلاط، وفي المقابل لا يسمح بتغييره إلا بوجود خبير آثار اسرائيلي وهذا لم ولن يسمح به.
وقال :”كذلك باب الرحمة المغلق يمنع ترميمه، حيث أصدرت محاكم الاحتلال قرارا بإغلاقه بدعم حكومي، اضافة الى مواصلة اغلاق وحدة الخدمات الصحية عند باب الغوانمة والتي جهزت قبل عامين”.
وأوضح الشيخ الخطيب أن شرطة الاحتلال و”سلطة الآثار” تعطل اعمال طواقم الاعمار خلال عملهم في الأقصى سواء بالساحات أو داخل المساجد، وتقوم بتوقيف العمال وملاحقتهم بالاعتقال وفي احدى المرات اعتقلت مدير مشاريع الاعمار، إضافة الى منع ادخال مواد الترميم اللازمة والمعدات الضرورية المختلفة للمشاريع وحتى للصيانة الدورية والعمليات الحيوية لمرافق الاقصى.
وقال الشيخ الخطيب :”ان سلطات الاحتلال تعمل بكافة الوسائل لتغيير الوضع التاريخي والديني والقانوني في الأقصى سواء بالاقتحامات أو أداء صلوات تلمودية من قبل بعض المتطرفين وزيادة أعداد المقتحمين للمسجد وتغيير مسارهم في الأقصى، إضافة الى وضع شبكات تجسس وكاميرات ومجسات الكتروني في محيط المسجد، وزيادة أعداد الشرطة وعناصر القوات الخاصة في داخل الساحات ومرافقتهم لكل المتطرفين.”
وأَضاف الشيخ الخطيب أن الجماعات المتطرفة والضباط المسؤولين يصرحون علنا بأن الأقصى هو “جبل الهيكل”، ولا يعترفون بأنه مسجد تابع للمسلمين.
وقال الشيخ الخطيب :”انها سياسة إسرائيلية مبرمجة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد وهذا ما لا نقبله، وهناك مشاريع كبيرة ملكية معطلة ولكن بإذن الله سننتصر على هذا الأسلوب الهمجي من قبل حكومة الاحتلال”.