الشعب التونسي يرفض التطبيع رغم الاختراقات الصهيونية

مقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية || متابعات

عدو صريح في إجرامه وغطرسته، أهدافه تخريب المنطقة وتهجير شعوبها، استمر في سياسته ومنهجه العنصري لعشرات السنين في الأرض الفلسطينية، دون الالتفات إلى أي قرار أو قانون دولي، هذا هو الكيان الصهيوني، الذي لم يعرف الرحمة في كل مجازره، والتاريخ يشهد ما أنجزه في الوطن العربي، من اغتيالات واستعمار للأراضي وبث للأفكار العنصرية، ودعم التنظيمات الإرهابية، لتفتيت الدول العربية إلى دوبلات ضعيفة عاجزة عن مواجهة أي اعتداء.

لا تزال تونس مستمرة بنهجها المقاوم ورفضها لكل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب، إلا أن قانون تجريم التطبيع، لم يصدر بعد ليحاسب كل من يتعامل مع هؤلاء الأعداء، وهناك بعض التونسيين يسعون لأجل مصالحهم الشخصية دون الاهتمام بما تؤول عليه هذه الأفعال، فبعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الفنان قاسم كافي والتي اعترف فيها بالغناء في ” اسرائيل ” وبالأموال التي تحصل عليها هناك، وقد تسبب هذا بضجة إعلامية كشفت عن شبكة تسهم في تسفير الفنانين التونسيين إلى تل أبيب دون الضغط عليهم من أية جهة.

 

وهذا ما أوضحه الاعلامي التونسي عبد الجليل السمراني في برنامج على راديو ماد أنّ ظاهرة الغناء في الكيان الصهيوني لم تقتصر فقط على قاسم كافي أو عدد صغير من الفنّانين التونسيّين. بل هناك أموال طائلة تدفع لجذب هؤلاء، لتشتيت آراء الداخل التونسي، مع العلم ان الكيان الاسرائيلي كان يستغل تلك الحفلات لفرض التطبيع الثقافي الذي سيكون بوابة للتطبيع الاقتصادي والسياسي، وكان يتم التسفير عبر قبرص، ومن هناك يتم منحهم laissez-passer إلى مطار ” اللدّ ” ثم يدخلون الاراضي المحتلة عبر مطار ” تل أبيب ”، قبل احياء حفلاتٍ لليهود من أصول تونسية مقابل ” كاشي ” ب5 الاف دولار للحفلة الواحدة وهو مبلغ كبير في تلك الفترة اذا ما اعتبرنا ان الفنان يسافر لاحياء 3 او 4 حفلات على أقل تقدير اي انه يجني مبلغا ماليا يصل الى 20 الف دولار خلال السفرة الواحدة.

 

إلا أن الضمير الحي في تونس، يرفض أن يكون خاضعاً لسياسات استعمارية، فالشعب الذي ضحى من أجل تونس، لا يمكن أن يهدم روح التعايش بين جميع الأطياف التونسية، فتاريخ تونس فيه ما يكشف حقيقة هذا الكيان الإجرامي، وقضية الاغتيالات جعلت الشعب التونسي أكثر تمسكاً بنهج المقاومة وإصراراً على اقتلاع أي جذر صهيوني في تونس والشرق الأوسط.

 

وأما عن القيمة النضالية والدينية في تجريم التطبيع ومحاربته، فكل الشعوب العربية والإسلامية المقاومة، ترى أن الكيان الصهيوني جريمة دولية في حق الامة العربية و الإسلامية توافق على تأسيسها مجموعة الدول الاستعمارية في مؤتمر هنري كامبل بنرمان الذي انعقد في لندن سنوات من 1905— الى1907 و الذي اختتم بوثيقة هنري كامبل حيث تنص صراحة على ضرورة بناء كيان سياسي في فلسطين معاد للامة و يفصل المشرق عن المغرب و جاءت بعده معاهدة سايكس بيكو و وعد بلفور و صك الانتداب البريطاني الذي صدر عن عصبة الأمم عام 1921 و احتوى 28 مادة تقوم اساسا على اعتبار وجود الانتداب انما بهدف العمل على تاسيس الكيان الصهيوني و ذلك بوضوح العبارة في مواد وثيقة الانتداب.

 

وعلى سبيل المثال: “.. و لما كانت دول الحلفاء قد وافقت على أن تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي اصدرته في الاصل حكومة صاحب الجلالة البريطانية في 2-11-1917 و اقرته الدول المذكورة لصالح انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين”

المادة الثانية في صك الانتداب: ”تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في احوال سياسية و ادارية و اقتصادية تضمن انشاء الوطن القومي القومي”

 

هذه جريمة من أبشع الجرائم ومن أبشع أشكال الظلم في تاريخ الانسانية، ولذلك فإن مقاومتها والنضال في سبيل زوالها هو من أقدس المهام الوطنية و القومية و الإسلامية.

قد يعجبك ايضا