معطيات أميركية تستبعد الحرب.. لكن المغامرات غير المحسوبة تبقى قائمة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء

لا يزال الاحتكاك اللبناني مع كيان العدو قائماً حتى اللحظة في قضية الجدار الأسمنتي الذي يبنيه العدو على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وفي قضية “البلوك 9 ” الواقع ضمن المياه الإقليمية اللبنانية الذي يزعم العدو أيضاً امتلاكه. وقد دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط الأزمة من خلال الجولة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد على المسؤولين اللبنانيين.

وجاء على لسان محللين مقرّبين من الحزب الجمهوري الأميركي الحاكم، مشيرين إلى أن القوى التي بإمكانها أن تُشعل حرباً “إسرائيلية” – لبنانية ليس لها مصلحة بذلك، أولها، “إسرائيل” التي تجد بقربها اليوم إدارة أميركية حليفة وداعمة لها، ومتناغمة معها في حماية مصالحها وفي الذهاب إلى حل (الصراع) “الإسرائيلي” – الفلسطيني وفق رؤيتها بحدود كبرى برزت أولى تجلياتها باعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وإلى الدفع في صوغ علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية التي لا تزال رافضة لتطبيع العلاقة قبل حل عادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي ليست مأزومة ولا تحتاج إلى حرب لتوظفها في اللعبة السياسية الداخلية.

وأضاف المحللون الأميركيون أن “اسرائيل” تجد نفسها للمرة الأولى في أجواء مريحة لجهة تراجعها من مرتبة العدو الأول للعرب إلى مرتبة ثانية بعدما احتلت إيران هذه المرتبة.

وثاني القوى التي يمكنها أن تستدرج حرباً “إسرائيلية” هي إيران عبر وكيلها «حزب الله». هذه الحرب في رأي هؤلاء المحللين لا تخدم بداية إيران التي تواجه اليوم مزيداً من الحصار والعقوبات الأميركية عليها، وتواجه وضعاً داخلياً متأزماً اقتصادياً واجتماعياً.

وتابع المحللون أن ثالث القوى هي «حزب الله» نفسه، الذي على الرغم من محاولات رفع خطاب تهديده، فإنه على يقين تام من أن حرباً كهذه ستكون باهظة الأثمان عليه. فهو عملياً دفع أثماناً كبرى بانخراطه المباشر بالحرب السورية، وبيئته الحاضنة تعيش في قلق دائم من تداعيات هذا الانخراط على المدى القريب والمتوسط والبعيد.

هذه القراءة حول «لا احتمالات» الحرب تبعث على بعض من الارتياح، لكن المخاوف تبقى من المغامرات غير المحسوبة النتائج والتي شكلت «حرب تموز» 2006 نموذجاً لها.

قد يعجبك ايضا