الحكومة الخفية في أمريكا بين الواقع والخيال
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي- نشرت صحيفة ناشيونال اينترّست مقالا للكاتب “روبيري ماري” تحت عنوان “الدولة الخفية حقيقية للغاية”، المقال الذي ترجمه موقع الوقت التحليلي الإخباري تحدث فيه الكاتب عن تأثير أصحاب النفوذ والثروة في كافة جوانب المجتمع الأمريكي وحتى حكومة الولايات المتحدة.
نظرية لورد أكتون حول الدولة الخفية في أمريكا
بطبيعة الحال، هناك حكومة سرية في أمريكا. لكن لماذا؟ حسب رأي لورد أكتون، وفي نظرة سطحية للطبيعة الإنسانية نرى أنها تجلب الفساد. أكتون كان يعتقد أن السلطة إذا اجتمعت في مكان واحد، سيتمّ استغلالها لغايات سيئة، وعندما تجتمع بشكل سريّ ينتج عنها فساد مخفيّ، هذه هي الحكومة الخفية.
نظرية “جيمس بورنهام” وظهور الفئة الإدارية
جيمس بورنهام كان قد تنبّأ بهذه الظاهرة، وقد كتب هذا الفيلسوف الأمريكي والمنظر السياسي، الذي ركز في البداية على التروتسكية، وهو فرع من الماركسية على أساس كلمات ليون تروتسكي، وأصبح فيما بعد من كبار المثقفين المحافظين، وكتب في العام 1941 أن النضال بين النظام الشيوعي والنظام الرأسمالي لم يكن التحول السياسي الكبير في العصر الحالي.
تمثّل هذا التحول الكبير في الساحة السياسية بظهور طبقة الإداريين الجديدة التي هيمنت على الأعمال التجارية والمالية والنقابات وحتى على الدولة. وأطلق جيمس بورنهام على هذه الظاهرة مصطلح الثورة الإدارية المتكاملة، قائلا أنها ستبقى مستقرة وستكون غير قابلة للإختراق وستصمد أمام غزو الآخرين.
مع مرور الوقت، تمكنت هذه الفئة الإدارية من اكتساب المزيد من القوة من خلال طرق وأساليب أكثر دقة، استفادت منها في التأثير على مختلف طبقات المجتمع الأمريكي وحماية نفسها من أولئك الذين ينوون هزيمتها.
هذه النخبة السياسية تكون أكثر تركيزا، وأكثر قوة، وأكثر تخفيا في المكان الذي وضعها فيه “الجنرال ايزنهاور” حيث اعتبرها مجمّعا للصناعات العسكرية.
جناح الصناعة العسكرية هو المكان المناسب لنخبة الإدارة لتكون أكثر قوة، وتكتمل عند ضم المخابرات والمؤسسات الأمنية إليها. هذا هو المكان الذي يتشابك فيه تحرك أمريكا الوحشي نحو الهيمنة العالمية مع الصناعات العسكرية لتوفير أدوات سيطرتها.
أمريكا اليوم ليس لديها جيش من مئات الآلاف من القوات الجاهزة فقط، كأيام الحرب الباردة، بل لديها حروب دائمة، وهي الآن تخوض 9 حروب، ولا يمكن القول أن واحدة منها تمت الموافقة عليها دستوريا وقانونيا في الكونغرس.
من هذا المنطلق تتركز السلطة وتكتسب الثورة الإدارية قوة أكبر من الحكومة، وهذه هي الطريقة التي تظهر بها الحكومة السرية.
وقد نشرت بعض المؤسسات الأمريكية رأي الإستخبارات في ملف الانتخابات الرئاسية الامريكية، حيث اعتبرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان وراء تسريب الرسائل الإلكترونية لإحراج الديمقراطيين ومساعدة ترامب في الوصول إلى السلطة.
في الواقع التقرير ليس تعليقا من مؤسسات الاستخبارات الوطنية. ولا يحتوي على الكثير من الإدعاءات، كما لم يقدم سوى أدلة قليلة. وحتى صحيفة “نيويورك تايمز” في البداية لم تعتبر هذا التقرير “سجلا قويا”.
نحن لدينا أسباب قوية تدعو إلى الاعتقاد بأن التقرير غير مؤكد ومشكوك فيه، موله الحزب الديمقراطي وحملة هيلاري كلينتون، بغية الحصول على حكم سري من مجلس الأمن الوطني ليمكن إدارة أوباما من التجسس على حملة ترامب.
الـFBI وقصة رسائل كلينتون الإلكترونية غير المسؤولة
لم يتعاطى مكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي آي) مع رسائل البريد الإلكتروني غير المسؤولة لهيلاري كلينتون، وعرفنا أن مسؤولا كبيرا في مكتب التحقيقات الفيدرالية كان لديه سجلات كل من كلينتون وترامب، وكان ويصر على استعداده للقيام بكل ما في وسعه لمنع ترامب من الفوز.
بالإضافة إلى ذلك، أطلع رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي وسائل الإعلام على جزء من محادثة البيت الأبيض مع رئاسة الجمهورية والتي يمكن تفسيرها ضد ترامب.
وقد فعل ذلك بغية إدخال محقق مستقل في الموضوع، مما يشكل خطرا أخلاقيا على كل رئيس.
نحن نعلم تماما أن جميع هذه التدابير سيكون لها أثر سلبي على حرية الرئيس في متابعة وعوده الانتخابية وربما إعادة الانخراط في الانتخابات الرئاسية.
وكان من بين الوعود الانتخابية تحسين العلاقات الامريكية – الروسية، والآن أصبحت هذه الخطة أمام طريق مسدود عمليا.
هزم ترامب في هذا المجال وفازت الحكومة الخفية، ولطالما سيبقى القناع على وجهها، ستبقى مستمرة في تحقيق إنجازاتها.