كنائس القدس تنتفض بوجه العدوان الضريبي الإسرائيلي وتحمل ترامب المسؤولية
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
أعلن رؤساء الكنائس المسيحية في مدينة القدس إغلاق كنيسة القيامة، احتجاجاً على إعلان الاحتلال الإسرائيلي اعتزامه فرض ضرائب على الكنائس في مدينة القدس المحتلة بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.
وقال كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس (كبرى الكنائس في فلسطين) في مؤتمر صحفي حضره ممثل البطريركية الأرمنية البطريرك نورهان مانوغيان، وحراسة الأراضي المقدسة ممثلة بالأب فرانشيسكو باتون :” كإجراء احتجاجي، قررنا اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة بإغلاق كنيسة القيامة”، وأضاف:” إن فرض الضرائب على الكنائس في المدينة خرق لكل الاتفاقيات القائمة والالتزامات الدولية التي تضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها”.
-مسيحيو القدس يحمّلون ترامب مسؤولية الاعتداء الإسرائيلي عليهم…
وينظر المسيحيون في القدس المحتلة، والذين يبلغ تعدادهم قرابة 11 ألف فلسطيني، إلى أن القرار الإسرائيلي الجديد جاء بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية التي اعترفت بشكل غير شرعي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة ما جعلهم شركاء ومتواطئين في هذا العدوان الخطير، معتبرين أن الدعم اللامتناهي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بينس ساهم بشكل مباشر بإطلاق يد إسرائيل ومنحها الغطاء لمواصلة اعتداءاتها على قلب المسيحية في العالم ومكان ولادتها.
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، أكد اليوم الاثنين أن قرار إغلاق كنيسة القيامة يعدّ تعبيراً عن رفض الإجراء الإسرائيلي بفرض الضرائب على الكنائس والمؤسسات المسيحية في القدس المحتلة، مشيراً إلى أن الكنائس المسيحية لن تلتزم الصمت أمام ما يحدث، متوعداً بجملة تحركات واجتماعات ولقاءات وتواصل مع المرجعيات الدينية المسيحية في الخارج، احتجاجاً على القرار الإسرائيلي، وحمّل المطران حنا الإدارة الأميركية الحالية مسؤولية ما يحدث، إزاء قرار (الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي)، ومن ثم إعلان نقل سفارتها إليها، وهو الأمر المستنكر والمرفوض من قبل الشعب الفلسطيني والأمة العربية وكل أصدقاء فلسطين من العالم”.
أمين مفتاح كنيسة القيامة أديب جودة الحسيني من جانبه أكد أن “دفع الكنائس الضرائب للسلطات الإسرائيلية هو كسر للوضع الراهن الذي نتبعه منذ عام 1952، وجميع الدول تحترم هذا القانون”، معتبراً أن هذا الوضع هو الذي ساد في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967 .
-دعوات لتصعيد انتفاضة القدس في وجه الاحتلال…
حركة حماس، اعتبرت إعلان إسرائيل عزمها على فرض ضرائب على الكنائس في مدينة القدس المحتلة “استهدافاً خطيراً للمقدسات يجب مواجهته”، وقالت الحركة، في بيان صحفي إن “هذا الإعلان يعكس التداعيات الخطيرة لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسات إدارته التي تستهدف الوجود والحق الفلسطيني”، ودعت الحركة إلى “تصعيد انتفاضة القدس في وجه الاحتلال وتطوير أدواتها واستنهاض الأمة من أجل الوقوف في وجه كل المشاريع والمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية”.
كما أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القوانين الإسرائيلية الجديدة معتبرة أن هذه الإجراءات تأتي في سياق ترسيخ نهج دولة الاحتلال القائم على التهجير القسري والتطهير العرقي لمحو الوجود الفلسطيني وعزل القدس عن محيطها، كما أنها تطول بشكل متعمد ومباشر الكنائس وحساباتها وممتلكاتها بهدف إحكام السيطرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة، وتعزيز وجود اليهود المتطرفين فيها على حساب سكان المدينة الأصليين.
من جانبه أدان وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، الإجراءات الإسرائيلية، معبّراً عن رفض بلاده المطلق لها، مؤكداً أنها إجراءات ممنهجة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة بالقدس الشرقية.
وكانت البلدية الإسرائيلية في القدس أعلنت عزمها الشروع بجباية أموال من الكنائس المسيحية كضرائب على عقارات وأراضٍ تملكها في أرجاء المدينة، وقالت البلدية في إعلان أصدرته إنها ستجبي الضرائب على 882 عقاراً وملكاً لهذه الجهات.
ويملك المسيحيون في القدس المحتلة مئات المؤسسات التي تقدم خدماتها للمجتمع المحلي الفلسطيني بدون تمييز ومن هذه المؤسسات هناك الأوقاف والعقارات والفنادق والمشافي والمدارس والمؤسسات الخيرية، والتي باتت مهددة جميعهاً بالإغلاق بسبب هذا العدوان الضريبي الإسرائيلي الذي سيتبعه مشروع قانون يجري عرضه على الكنيست الإسرائيلية ويقضي بمصادرة أراضي الكنائس، وهو ما سيشكل حلقة عدوانية جديدة من حلقات استهداف الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.
الجدير ذكره أن المواقع المسيحية بما في ذلك كنيسة القيامة أغلقت عام 1990 احتجاجاً على استيلاء مستوطنين إسرائيليين على منطقة قريبة من الكنيسة، كما أغلقت المواقع المسيحية مرة أخرى عام 1999، احتجاجاً على خطة لبناء مسجد قرب كنيسة البشارة في مدينة الناصرة.