العدو دائماً يحاول أن يوجد هوَّة فيما بين القائد والجنود فيما بين الأمة وقيادتها
وقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} (آل عمران:165، 166) إلى آخر الآيات هنا عندما تأتي الآية هذه متوسطة، بعدما حصل لديهم من آثار أعني بعد ما حصل في نفوسهم أثناء مواجهتهم للعدو من آثار على نفوسهم سلبية، كما ذكرها في كثير من الآيات أبرز كثيراً من الآثار التي حصلت وحصل جروح وحصل قتل وحصل أشياء كثيرة، عادة الناس إذا لم يكونوا واعين إذا لم يكونوا فاهمين بالشكل المطلوب قد تتجه كل مشاعرهم السيئة إلى القائد [أن هذا هو الأساس هذا الذي كلف لنا لكل هذه الأشياء لو ما هذا لما وقعنا فيما وقعنا فيه] وهكذا فهو هنا ينبه المؤمنين بأنه على الرغم مما حصل لكم حصل قتل حصل جراحات حصل آثار نفسية فيما يتعلق ببعد الهزيمة أشياء كثيرة يجب أن تكونوا متذكرين وذاكرين أن الله قد مَنّ عليكم بنعمة كبيرة جداً هو ذلك القائد الذي يقودكم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأن مهمته بالنسبة لكم هو أن يعلمكم الكتاب والحكمة ويزكيكم مهمة عظيمة جداً، تهون معها كل المصائب التي نالتكم من قتل وجراحات وآثار نفسية بعد الهزيمة.
فيما يتعلق بالعدو دائماً العدو يحاول أن يوجد هوة فيما بين القائد والجنود فيما بين الأمة وقيادتها، بأن يحاول أن يوحي لتلك الأمة بأن [لاحظوا كيف دخلنا في مصائب ومشاكل وأشياء من هذه كلها بسبب فلان بسبب فلان] إلى آخره، ظهرت هذه في أيام [الإمام الخميني] هجمة إعلامية من قبل الإعلام الغربي والعربي أيضاً، وكان هناك محطات موجهة إلى داخل إيران باللغة الفارسية محطات إذاعية وتلفزيونية وغيرها من وسائل الإعلام موجهة إلى الشعب الإيراني ليقولوا لهم [لاحظوا كيف أصبحتم أصبحتم في عزلة عن العالم وأصبحتم في مشاكل مع العالم وأصبحتم في حروب وتدمر كثير من مدنكم كلها بسبب الخميني] وهكذا يوجدون هوة فيما بين القائد وما بين المجتمع وتذمر من هذا القائد و محاولة للتمرد عليه، أو محاولة رفض لتوجيهاته هذه تمثل ضربة رهيبة للأمة تمثل ضربة رهيبة للأمة هذه الحالة إذا استطاع العدو أن ينجح فيها ولهذا كانت مهمة جداً أن يذكِّر المؤمنين لأنها قد تحصل مشاعر من هذه، بأن أعظم نعمة عليكم هو ذلك الرجل العظيم الذي مَنّ الله به عليكم {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164) وكانوا فعلاً من قبل في ضلال مبين، أمة تائهة، أمة ضائعة، أمة لا وزن لها.
لهذا جاءت هذه الآية متوسطة يذكر قبلها ما حصل من قتل وجروح وآثار نفسية ويأتي أيضاَ بعدها {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} (آل عمران: من الآية165) بالنسبة للعدو يجب أن تنظروا إلى أنكم قد أثرتم في العدو هذه هي تعتبر حالة تساعدك على أن تتحمل العناء الذي أنت فيه أنه أيضاً العدو قد ناله كما نالنا أو أكثر سواء في تلك المعركة أو فيما سبق {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} (آل عمران: من الآية165) بالنسبة للعدو قد ناله من جانبكم مثل ما حصل عليكم مرتين {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} (آل عمران: من الآية165) {أَنَّى هَذَا} خطيرة في الأخير يقولون: [من فلان] أليست هكذا؟ ولهذا جاء بالآية الأولى قبلها {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: من الآية164) بحيث لا يعد هناك شيء أن يقولوا: [فلان] يتذكرون أنه نعمة عظيمة عليهم.
{قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} (آل عمران: من الآية165) من أين أوتينا؟ ما السبب؟ كيف وقع علينا هذا الشيء؟ وكيف .. ؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165) لأنكم أنتم تنازعتم فشلتم عصيتم الرسول تنازعتم في الأمر من بعد ما أراكم ما تحبون، هو من عند أنفسكم {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران: من الآية165) يعني السبب الرئيسي هو من عندكم السبب الرئيسي لما نالكم هو من عند أنفسكم؛ ليحذروا في المستقبل وليعرفوا بأنه إذا ما حصل من جانبهم أخطاء، والأخطاء متفاوتة، هناك أخطاء تحصل عليها عقوبات، وقد يكون هناك أخطاء يحصل تدارك إلهي كما قال سابقاً: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} (آل عمران: من الآية122) لكن تلك الأخطاء في الميدان غير طبيعية أن يحصل من بعد ما أراكم ما تحبون يحصل فشل وتنازع في الأمر وعصيان في الميدان قضية خطيرة جداَ ليست سهلة فحصل ما حصل نتيجة لهذه الأخطاء الرهيبة لكن الأساس هو من عند أنفسكم.
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية166) هو أذن سبحانه وتعالى {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية166) دون أن تقول: [كيف كان إذن الله كيف تمت؟ هل معناها علمه أو معناها دفعهم أو معناها أو معناها] بإذن الله والله سبحانه وتعالى هو من يحمد نفسه وينزه نفسه هو الذي ينزه نفسه بإذنه فعلاً يعني ما حصل أن يضربكم المشركون فتحصل تلك النتيجة السيئة الله أذن بهذا، درس لما حصل وعقوبة لما حصل ومع هذا يتدارك المسألة بشكل كبير {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} (آل عمران: من الآية152) {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (آل عمران: من الآية155) وهكذا وعفو من جهة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) واستغفار حتى لا تمشي النتيجة إلى الشيء الطبيعي لها وإلا قد تكون آثارها سيئة فعلاً.
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:166) يتبين المؤمنون {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} (آل عمران: من الآية167) يظهر المنافقون أولئك {الَّذِينَ نَافَقوا وقِيلَ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا } (آل عمران: من الآية167، 168) هؤلاء المنافقون نوعية سيئة جداً ما كفاهم أنهم قَعَدُوا بعد أن قيل لهم قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا إذا عندكم حرية على الأقل أن تدافعوا {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ} (آل عمران: من الآية167 وما سكتوا في الأخير ما يزال يأتي من عندهم {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} (آل عمران: من الآية168) أليسوا في هذا يحاولون يظهرون بأنهم أشخاص حكماء ورؤيتهم حكيمة ويجعلون الآخرين يحزنون ويعتبرون أنفسهم وقعوا في غلطة كبيرة جدا، ً أنهم ما كانوا كأولئك المنافقين أو ما استمعوا لأولئك المنافقين؟ {لَوْ أطَاعُوْنَا مَا قُتِلُوْا}.
{قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران: من الآية168) لأنه عندما يقول: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} (آل عمران: من الآية168) أليس هنا يقدم المسألة وكأنها حتمية من أين له علم ذلك! إذا أنتم ترون بأن آراءكم نتائجها حتمية إلى الدرجة هذه {فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران: من الآية168) في هذا المقام فقط الذي حصل كما قلنا أكثر من مرة {أَوِ ادْفَعُوا} (آل عمران: من الآية167) دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن نفوسكم، لمن وجهت هذه؟ للمنافقين فقط أما المؤمنون فدائماً والمسلمون بشكل عام دائماً يقال لهم في سبيل الله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
الدرس السادس عشر – من دروس رمضان.
بتاريخ: 16 رمضان 1424هـ
الموافق: 10/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.