يا هؤلاء القدس أولى بتباكي إعلامكم
موقع أنصار الله || مقالات || حسين الكدس
من يتابع الماكينة الإعْـلَامية الضخمة لدول العدوان، وعلى رأسها مملكة الشر «آل سعود» الأيّام الماضية، فلن تجدَ سوى البكاء والعويل وذرف دموع التماسيح على الأحداث بسوريا، وخَاصَّـة في الغوطة الشرقية، متناسيةً -عمداً- على قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية.
كُلّ يوم ينكشف أكثر وأكثر القناعُ المزيَّفُ لدول العدوان، وثبوت وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب إسرائيل وأمريكا في تحطيم حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه ومقدساته، بل أكثر من ذلك، ذهاب تلك الدول إلى الهرولة الصريحَة للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب لأرض عربية، بالإضَافَة إلى مشاركتها الواضحة في الفوضى والقتل والدمار في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا وبلادنا وغيرها.
إعْـلَامُ تلك الدول الرجعية ليس في قاموسها وأخبارِها تبني أيَّة مواقفَ حقيقية لما يتعرَّضُ له الشعبُ العربي الفلسطيني يومياً من مجازرَ وقتل واعتقال وسلب للأراضي وهدم المنازل واقتلاع الأشجار.. كُلُّ ذلك الخذلان مهّد للإدارة الأمريكية تبنّي مشروع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
فكان الأولى أن تستنفرَ القنواتُ الإعْـلَامية لدول العدوان لما تتعرض له قضيتنا الأولى والمركزية «القضية الفلسطينية» من مؤامرة تصفيتها وفضح الانحياز الأمريكي الفاضح للكيان الصهيوني بدلاً عن استنفار إعْـلَامها والتباكي لما يجري في سوريا من تطهير للإرهابيين الذين جيء بهم من كُلِّ بقاع العالم لتدمير وتخريب وتقويض الدور المحوري لقيادة وشعب الجمهورية العربية السورية الثابت والمساند للشعب الفلسطيني ولحقوقه في أرضه ومقدساته.
قبل أيّام طاف وزيرُ خارجية العدو السعوديّ عدداً من دول العالم للتباكي من جهة، وللتحريض من جهة أُخْـرَى على إيران، واصفاً إياها بالخطر الأكبَر على المنطقة والعالم، متناسياً -عمداً- الخطرَ الحقيقي والفعلي والعدو الأول للأمة العربية والإسلامية، وهو الخطر الصهيوني والذي ما زال يحتلُّ الأراضي العربية في فلسطيني وسوريا ولبنان، ويشكل تهديداً فعلياً للدول العربية.
كان بالأولى أن يستنفرَ الجبير ويحشُدَ دولَ العالم ضد قرار ترامب الأخير والذي يمثل تهديداً حقيقياً وفعلياً وعملياً لتهويد القدس ومصادَرة حقوق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
غير أن هذا الدور أَصْبَح من المستحيلات في ظل تسارُع عملية التبيع منع الكيان الصهيوني وتبنّي مشاريعه وأطماعه التوسعية ومؤامراته على الدول العربية التي تقفُ إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة.
وإننا نعوِّلُ على الشعوب العربية الحُرّة والتي بدأت تقوى شوكتُها، ابتداءً من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها؛ لتنتصر للشعب الفلسطيني وتقتلع السرطان الخبيث من جسدها الطاهر.