تحقيق خاص …السعودية تحاول إنقاذ اقتصادها المنهار بالسطو على أموال المغتربين اليمنيين

موقع أنصار الله || صحافة محلية || وكالة الصحافة اليمنية

في إطار الحرب التي تخوضها السعودية ضد اليمن، وفي إطار القتل الممنهج والمتسلسل الذي يرتكبه النظام السعودي بحق المدنيين في كافة المدن اليمنية، تقوم سلطات المملكة العربية السعودية باتخاذ إجراءات صارمة ومتعسفة ومؤذية ضد المغتربين اليمنيين الذين قضوا معظم أعمارهم في بناء وتشييد المدن السعودية وخدمة مواطنيها وحكومتها.

تمارس السعودية أبشع أنواع الابتزاز السياسي والاقتصادي بحق المغترب اليمني، في ظل صمت وعجز تام من قبل المسئولين اليمنيين الذين يزعمون بأنهم “أصحاب الشرعية”، وهو الصمت الذي يمثل مشاركة في جريمة السطو على أموال أبناء بلدهم وطردهم من وظائفهم وأعمالهم ومحلاتهم بشكل مستفز ومتعجرف.

وكما أن طائرات السعودية لم تفرق بين مدني وبين عسكري عندما تقذف بصواريخ حقدها على الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات وملاعب كرة القدم وحتى الباعة المتجوليين في شوارع المدن اليمنية، فإن قراراتها الأخير لم تفرق بين اليمنيين الذين يعملون كمغتربين في بلاد الحرمين الشريفين، ولم يتأذى من قراراتها فقط أصحاب المهن العادية ورؤوس الأموال الصغيرة والذين لا يملكون فيز مرخصة للعمل_ بل تأذى كل اليمنيين سواءً كان لديهم فيز وكفلاء أو كانوا بلا فيز وتراخيص عمل، وتأذى حتى أولئك اليمنيين الذين حصلوا سابقاً على الجنسية السعودية نظير ما قدموه من خدمات وأعمال تجارية واقتصادية رائدة.

فها هو رجل الأعمال البارز محمد حسين العمودي وبالرغم من أنه يحمل الجنسية السعودية قد وقع في مصيدة “الريترز” ضمن الأمراء ورجال الاعمال السعوديين الذين اعتقلهم ولي العهد محمد بن سلمان لابتزازهم مالياً كي يعوض جزءاً من الأموال التي ينفقها هو ووالده في الحرب العسكرية على اليمن، وبعد أسابيع من احتجازهم تم إخلاء سبيل جميع من تم اعتقالهم ، لكن هناك شخص واحد مازال قيد الاعتقال هو رجل الأعمال اليمني محمد حسين العمودي، لا يعرف أقاربه عنه شيئاً حتى الآن، ولا يعرف كم المبلغ الذي يريده بن سلمان ثمناً لإطلاق سراحه.

محسن العمودي أحد أقرباء رجل الاعمال، علق على استمرار اعتقاله بالقول “لا يزال معتقلا، لأنه لا دولة خلفه،  ولا قناة فضائية، ولا حتى صحيفة”، وأضاف بأن مشكلة الرجل مع سلطات السعودية تكمن في أنه لم يحط كل استثماراته في مملكتهم، وأنه وزعها بين اثيوبيا والسويد وهولندا، ولذلك فإنه من المستحيل أن يعقد أي صفقة مع سلطات الرياض، بالرغم من أن هدفهم من اعتقاله هو ابتزازه واستنزافه.

فيما رأى آخرون بأن العمودي ربما سيخضع للابتزاز من قبل سلطات بن سلمان وكذلك حكومة ما يسمى بـ “الشرعية” التي يتزعمها عبدربه منصور هادي.

وأكد مصدر في احدى الشركات التابعة للعمودي في اثيوبيا أن الهدف من مسرحية اعتقال الامراء هو مصادرة أموال وشركات وأرصدة العمودي بدليل استمرار اعتقاله بعد إخلاء سبيل كل الذين تم اعتقالهم من الأمراء ورجال المال السعوديين.

أما ابن يافع الشاب محمد صالح العبادي ذو الـ 32 عام من العمر فيقول “منذ تولى سلمان حكم المملكة أصبحنا عرضة للابتزاز، وأصبحنا عرضة للامتهان والاذلال، وبعد قرار سعودة محلات الجوالات اضطررت لبيع المحل بمائتين ألف ريال سعودي فقط، مع العلم أنه قبل القرار كان بقيمة 10 ملايين ريال سعودي”، العبادي وبعد أن خسر “مشقاية العمر” كما يقول.. حزم حقائبه وحجز تذكرتين الى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، على أمل أن يستضيفه أحد أعمامه هناك ويجد له عملاً مناسباً بعيداً عن أعين آل سعود.

أبو خالد حمران البالغ من العمر 53 عاماً عاد مؤخرا الى اليمن بحالة نفسية متعبة جراء القرارات التعسفية التي فقد بسببها عمله في مدينة الرياض، يقول أبو يوسف ” عز القبيلي بلاده، وانا عدت مطروداً بعد كل السنوات التي قضيتها بعيداً عن زوجتي وأطفالي في خدمة السعودية ومواطنيها، السعوديين يكرهونا ويحقدون علينا ويظنون أنهم إذا صادروا أعمالنا سيمنعون اقتصاد بلادهم من الانهيار لكنهم مخطئون وسيكتشفون ذلك قريباً كون السعوديين مش حق شغل ولا حق عمل، هم حق رفاهية ورحلات سياحية من البحرين الى قبرص وأوروبا”.

اليوم يحاول أبو خالد استثمار ما تبقى لديه من “بيس الغربة” في مشروع يعيل به عائلته ويخدم به بلده ومجتمعه.

الشاب “س ص ا” من أبناء إب ٣٢ عام حدثنا من مكة المكرمة عن نظام الكفالة بحرقة قائلا ” الكفالة نظام عبودية، فبعد أن قمت بشراء الفيزة بمبلغ ٥٠٠٠ ريال سعودي ها أنا اقضي السنين متنقلا من عمل الى آخر ومن مكتب الى مكتب، ولم احصل على عمل مناسب منذ ست سنوات، ويبدو انني ساضطر للعودة الى بلادي اعمل واتزيرع في مال الوالد”.

كما أكد بأن قرارات توطين الوظائف السعودية من شأنها أن تجبر المغتربين الذين يفقدون اعمالهم بالذهاب للقتال الى جانب الحوثي.

ويعلنها من داخل مكة صراحة ” معك يا ابن النبي “.

ومن مدينة جدة حدثنا شاب يمني “فضل عدم ذكر اسمه خوفاً من تعرضه لمضايقات” عن الوضع الداخلي في المملكة وحالة الانهزام واليأس التي يعيشها المواطن السعودي

منذ ثلاث سنوات تقريباً، قائلاً “لا تلوموهم على القرارات فالشباب السعودي اليوم يعاني من بطالة كبيرة ومتزايدة ومعظمهم في الشوارع بدون عمل،”…وأضاف مبشراً بأن المملكة تسير بسرعة جنونية نحو الهاوية على حد تعبيره.

أما يحيى الشريف من أبناء عمران الذين عادوا مؤخراً من السعودية، فقال بالحرف الواحد ” كله عمل الدبور هادي، خربها علينا في بلادنا، بعنا ما تحتنا وما فوقنا وسافرنا السعودية نطلب الله على أنفسنا، لكنه لحق بنا الى السعودية فأصابنا دبوره مرة ثانية في أرض الغربة”.

أسامة القاضي من شباب تعز الذين يعملون في المملكة حالياً اقترح بطريقة ساخرة حلاً للمشاكل التي يلاقيها المغتربين المنيين من سلطات آل سعود بقوله “بدلا من دفع رسوم اقامه 12 الف ريال سعودي وأنت بدون عمل، نروح مارب نتعسكر و المملكة تدفع لنا الفين ريال سعودي كل شهر مقابل تحرير تبه كل سنة احنا وعلي محسن وهاشم الاحمر”.

سفيان باكر أكد بأن الساسة اليمنيين الذين فروا الى الرياض أثروا بشكل سلبي وكبير على المغتربين وذكرنا بتصريحات شيخ الاصلاح صعتر الذي صرح قبل اشهر من مقر اقامته في الرياض أن كثير من المغتربين يدعمون الحوثيين، ويضيف بنبرة حزينة: مثل هؤلاء المرتزقة والعملاء هم سبب بلاوينا في الوطن وفي ارض الغربة.

يذكر أن  عدد المغتربين اليمنيين في السعودية أكثر من مليون ونصف، منهم 315 رجل أعمال و 150 من أصحاب الكفاءات العلمية.

وبحسب خبراء في الاقتصاد فإن الإجراءات السعودية التي بدأ تطبيقها مؤخراً، ستدفع أكثر مائتي ألف من العمالة اليمنية في المملكة للعودة إلى البلاد رغم ظروف الحرب.

وذكر تقرير لمجلس النواب اليمني في يناير 2014م أن عدد اليمنيين الذين رحلتهم السلطات السعودية حتى ديسمبر 2013م بلغ 133 ألف شخص، على إثر قرار سابق لسلطات الرياض بترحيل 10% من العمالة الوافدة البالغة 9 ملايين وافد من مختلف دول العالم.

قد يعجبك ايضا