حقائق تثار لأول مرة حول ظاهرة عمالة الأطفال
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
سنكشف في مقالنا هذا بعض الحقائق التي تتعلق بقضية عمالة الأطفال وسنؤكد بأن العمل فقط على توفير إحصائيات متعلقة بعمالة الأطفال وتكديسها في أدراج المنظمات الدولية لن يكون له أي فائدة في حل مشكلات أولئك الأطفال وإنما يجب الاستعانة والاستفادة بتلك الإحصائيات لبدء عملية إيجاد حلول مناسبة لتلك الشريحة من الأطفال.
تُعرف تلك الشريحة من الأطفال الذين يعملون في حرف مختلفة وما تزال أعمارهم دون سن الرابعة عشرة، بـ”عمالة الأطفال” ويختلف عمر أولئك الأطفال وفقاً لقوانين الدول المختلفة وعادة ما تكون أعمارهم ما بين 14 و 16 عاماً وتعتبر ظاهرة عمالة الأطفال في العديد من البلدان، عملاً استغلالياً وغير قانوني ولقد ذكرت الكثير من المصادر التاريخية بأن فترة الثورة الصناعية شهدت زيادة في عدد الأطفال العاملين.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن ظاهرة استغلال الأطفال وتشغيلهم في ظروف خطرة وفتاكة، ستترك آثاراً سلبية تنعكس على المجتمع وستؤدي إلى تفاقم أوضاعهم النفسية والجسدية. ففي العصر الفيكتوري، تم استخدام الأطفال لتنظيف المداخن والمعادن. وسيكون للبلدان التي تقوم باستخدام أولئك الأطفال للعمل في أماكن مختلفة، تأثير سلبي على العالم الحديث وتعدّ ظاهرة الفقر إحدى الظواهر التي لها علاقة وثيقة بعمالة الأطفال. وهنا دعونا نناقش هذا الموضوع بشكل مفصل.
الإحصائيات المتعلقة بعمالة الأطفال
تُعتبر ظاهرة تشغيل الأطفال من الظواهر التي تترك آثاراً سلبية على المجتمع عامة وعلى الأطفال خاصة، فهي تؤثر بشكل مباشر على نموهم الجسمي والعقلي. كما أن هناك الكثير من الآثار الجانبية الأخرى لهذه الظاهرة، التي تتمثل في حدوث الكثير من الإجهاد والتوتر البدني عند الأطفال في مرحلة النمو والعمل في ظروف غير إنسانية سيكون لها أيضاً تأثير كبير على صحة أولئك الأطفال العاملين. إن الحقائق التي سنناقشها أدناه، ستمكننا من فهم أهمية هذه القضية. ففي البلدان النامية، هنالك حوالي 16 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة، يعملون في قطاعات مختلفة ووفقاً لبحث أجرته منظمة العمل الدولية، فإن هنالك 218 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 سنة، يعملون في مناطق مختلفة من العالم.
ووفقاً لتقرير نشرته منظمة العمل الدولية والبرنامج الدولي للقضاء على عمالة الأطفال في عام 2004، فإن هناك منظمات سرية تقوم بتهريب الفتيات من “النيبال” إلى “الهند” لممارسة التجارة الجنسية وتقوم تلك المنظمات بالاستعانة بالكثير من الذرائع والأكاذيب وتقوم بالادعاء بأنهم يرسلون تلك الفتيات إلى بلدان أخرى للعمل في مصانع السجاد ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن تلك الفتيات يتم بيعهن لأغراض جنسية.
ولقد أعلنت منظمة العمل الدولية (ILO) في عام 2003، أنها بحاجة إلى 760 مليار دولار خلال السنوات العشرين المقبلة لتتمكن من القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال وفي هذا الصدد، أعلنت تلك المنظمة أيضاً بأنه ينبغي إجراء استثمارات كبيرة لتلبية الاحتياجات التعليمية والصحية لأولئك الأطفال على المدى الطويل وهذا الأمر سيكون له آثار إيجابية في المستقبل على المستوى العالمي.
وفي سياق متصل تشير التقديرات إلى أن هنالك 126 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يتعرضون لسوء المعاملة ويتعرضون أيضاً في الكثير من الأحيان للضرب والشتم من قبل أرباب العمل والأهم من ذلك أنهم يتعرضون للكثير من العنف الجنسي والاحتقار ومن إجمالي عدد الأطفال العاملين في العالم، هناك 73 مليون طفل دون سن العاشرة وهنا تشير العديد من الإحصائيات إلى موت 22000 طفل كل عام بشكل متوسط نتيجة لتعرضهم للكثير من الحوادث الخطرة في مكان عملهم وتتمتع منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأعلى نسبة من عمالة الأطفال والتي تصل إلى حوالي 26٪ من إجمالي عدد الأطفال الذين يعملون في العالم ويبلغ عدد الأطفال العاملين في هذه المنطقة حوالي 49 مليون طفل.
التدرج التاريخي لبداية ظهور ظاهرة عمالة الأطفال
لو أخذنا بالاعتبار الحقائق المتعلقة بالإحصائيات الموجودة لدينا فيما يتعلق بعمالة الأطفال، فإن الفترة التي سبقت الثورة الصناعية والفترة التي استمرت فيها تلك الثورة، تُعد واحدة من أحلك فترات التاريخ البشري وذلك لأنه في تلك الفترة ظهرت العديد من الممارسات السيئة والتي من أهمها استغلال الأطفال والتي لا تزال موجودة في هذا العالم حتى يومنا هذا. فخلال الثورة الصناعية، كان يحصل الأطفال العاملون على 10 إلى 20 في المئة فقط من أجور العمال البالغين وكانت تقوم العديد من الأسر الفقيرة ببيع أطفالها للمصانع لكي يعملوا فيها وعندما كان هؤلاء الأطفال يحاولون الهرب من مكان عملهم، كان يتم ضربهم وشتمهم من قبل أصحاب العمل.
حلول مقترحة لظاهرة عمالة الأطفال
إن الفقر يُعدّ أحد أهم الأسباب التي أجبرت الأطفال على العمل في مرحلة الطفولة والمراهقة وهنا يمكن الإشارة إلى أن التعليم يمكن أن يوفر لأولئك الأطفال فرصاً جديدة تساعدهم على التطور في حياتهم. إن التعليم له القدرة على تخليص هؤلاء الأطفال من الفقر ولذلك، حيث يُعدّ التعليم أداة مهمة لمواجهة ظاهرة عمالة الأطفال. وهنا يجب التأكيد مرة أخرى بأن الخدمات الصحية والحصول على تعليم مناسب نقطتان مهمتان يجب اتخاذهما للحد وخفض عدد الأطفال العاملين.