سبع سنوات عجاف من الحرب على سورية ..
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || خليل موسى- دمشق
بعشوائيةٍ عمياء، تمرُّ سنوات الحرب العجاف على سورية، ما بين الدّمارِ والهجرة والنزوح، وما بين جثامين الشهداء وأشلاء المغدورين بالتفجيرات، وجراحٍ بقيت علامات فارقة سترافق أصحابَها بقيةَ العمر، مرّت تلك السنوات السبع بكلّ ما فيها من مآسٍ وآلام، أحداث ذهبت ومعها أمورٌ كثيرةْ، وبقي فقط من صمدَ ليُعيد البلاد لما كانت عليهِ، ولكن بجمالية أكبرَ يطمح لها أبناؤها كأعمدة دمشق القديمة.
على أعتاب السنة الثامنة لهذه الحرب، يسير مسرعاً شريطٌ من الصور الممزوجة فيها كل ألوان من جاؤوا وذهبوا، ألوانٌ ما لبثت أن أصبحت غباراً شبيهاً بوهم كابوس سرعان ما بدأ يستيقظ أصحابه منه ، ليتابع السوريون حياتهم ويبدأوا مراحل جديدة بعد توقف قسري .
القصة أصبحت معروفة للجميع، فمن فقدان 70% من مساحة الأراضي السورية، إلى عودة بأكثر من 90% الى حضن الوطن، وها هي الحرب تسير نحو خواتيمها في المكان ذاته الذي انطلقت منه إرهاصاتها الأولى على تخوم العاصمة دمشق.
وفي إطار الحديث عن مرور سبع سنوات من بدء الحرب على سورية، وما تشهده الدولة السورية من انتصارات يحققها الجيش السوري مع حلفائه في محور المقاومة والأصدقاء الروس، في مواجهة المحور الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، التقى موقع قناة المنار بالمستشار في الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز ليستعرض معه ما مر خلال السنوات السبعة وما وصلت إليه البلاد على الصعيد السياسي الذي يحكمه تطور الميدان العسكري.
الثورة الحقيقية
المستشار عزوز اوضح أنه بعد مضي سبع سنوات تبين أن الثورة الحقيقية، هي ثورة الشعب السوري ضد الإرهابيين وداعميهم، مستمداً قوله هذا من مشاهد خروج المدنيين من الغوطة الشرقية، التي تضمنت مساعدة الجيش السوري لهؤلاء المدنيين في انتفاضتهم ضد الإرهابيين، حيث يستذكر معاناة الناس داخل الغوطة خلال السنوات السبعة الماضية تحت وطأة وجود المجموعات المسلحة المدعومة من الخارج، والتي توغلت في نشر الرعب والذعر والرهبة والخوف بين الناس.
يصف المستشار الحكومي الدكتور عزوز ما حدث في سورية خلال السنوات السبع الماضية من الحرب على البلاد، انه إرهاب مورس على الدولة السورية، تضمن إرهاب أفراد وجماعات وإرهاب دول عابر للقارات، وهذا الإرهاب أشرفت عليه حكومات آل سعود وقطر بالدرجة الأولى، إضافة للإرهاب الأكبر المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية، هذا الإرهاب قد ارتكب جميع أنواع الجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، من قتل وتعذيب واسترقاق واستعباد واغتصاب وإخفاء ونقل قسري للأشخاص، إضافة إلى مجازر الإبادة الجماعية في عدد من المناطق من خلال الحصار المناطق تحت أسباب عرقية أو دينية أو مذهبية كما جرى في مدينتي نبل والزهراء وكفريا والفوعة وريف اللاذقية الشمالي وصولاً إلى المجازر في مدينة عدرا العمالية.
الميدان والمشهد الحالي
بعد كل هذا يصل عزوز للحديث عن المشهد الحالي بعد سبع سنوات من الأزمة السورية، إذ يقول أن التقدم الميداني حصل وعلى اكثر من محور بفضل متانة وإرادة أبناء سورية والتفافها حول قيادتها وجيشها ومحور المقاومة.
في الوقت نفسه يجد تعثراُ سياسيا وواضحا في العملية السياسية خاصة عند استعراض عامين من جولات جنيف لم تسفر حتى عن التوافق على بند واحد كما يضيف عزوز ويسهب “ولكن في نفس الوقت وضمن المضمار السياسي جاءت حكمة الحكومة السياسية بمؤتمر سوتشي ومخرجاته، والتي لا يمكن لأحد القفز عنها ولا تجاوزها، والعنوان الاساسي وصل إلى الحل السياسي بأيد سورية بعيدة عن أي تدخل خارجي وبرؤية واضحة لجدول أعمال سياسية من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني مهمتها وضع لجنة تشرف على صياغة دستور، ثم بعد ذلك تعرض لاستفتاء شعبي”.
وانطلاقاً من مبدأ أنه في الحروب “الميدان هو الحامل للسياسية” يؤكد المستشار عزوز أن الميدان سينعكس إيجاباً على العملية التفاوضية مع قوى العدوان التي تحاول اليوم أن تخلق معادِلاَ موضوعيا من خلال تسخين سياسي ديبلوماسي إعلامي، يظهر من خلال التصعيد عبر وسائل الإعلام، أو من خلال مشاريع تقدم إلى مجلس الامن.
نوايا أمريكا العدوانية مستمرة؛ ولكن..
الولايات المتحدة الامريكية هدفها إدامة الفوضى والاستنزاف، دون الحضور الكثيف لها في المشهد العام – يقول عزوز -، وذلك من خلال الاعتماد على وكلاء محليين أو إقليميين تؤمن لهم الغطاء الجوي والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية وغيره.
هذا النهج هو نهج أمريكي في إطار الموجة الثانية من المشروع الامبراطوري الأمريكي، بعد أن بدأت ملامحه في العام 2006 وما زال مستمراً ولكن تسعى إلى تعظيم استراتيجية التوتر والأخذ بها إلى حافة الهاوية، وفي إطار فلسفة الردع المتبادل.
وهذا الأمر لن يدفع نحو مواجهة مباشرة مع روسية، فأيُّ تصعيد لن يكون إلا ضمن إطار محدودية التصعيد انطلاقا من عدم إمكانية تحقيق كل الأهداف مع وجود صلابة محور المقاومة وبالتالي محدودية الأهداف مع محدودية التكلفة.
يؤكد المستشار الحكومي أن هذا كله “العنوان الأساسي مع أي احتمال من احتمالات المواجهة المباشرة أو التصعيد”. وبشكل أوضح ستكون الامور – في حال حدثت شبيهة بما حدث في العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات وإذا ما امتدت أكثر من ذلك ممكن ان تطال بعض التجهيزات العسكرية للدولة السورية وفي النتيجة ستطال المدنيين السوريين وتعتدي عليهم”.
وفي ختام كلامه، يوجه المستشار الحكومي رسالة إلى صناع القرار في اميركا أو بريطانيا، “فإن أي مغامرة عسكرية لن تواجه إلا من خلال الرد والردع من قبل الدولة السورية وهي لن تغير على الإطلاق الوقائع الميدانية أو السياسية التي خطها نضال أبناء سورية ومحور المقاومة”.
المصدر: موقع المنار