{وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يؤكد في أكثر من آية ويضرب الأمثال الكثيرة لكل من ينطلق هذا المنطلق الخاطئ أنه لن يسلم في الدنيا ولن يسلم في الآخرة، وكما أسلفنا نحن شاهدناهم لم يسلموا، وتابِعوا أنتم. ونقول لهم أيضاً من يفكرون هذا التفكير: تابعوا التلفزيون وسترون هل إن أولئك يُضربون وحدهم المجاهدون في الشيشان وفي البوسنة وفي فلسطين وفي لبنان وفي أفغانستان وفي أي منطقة؟ أم أن الضرب الأكثر والنقص الأكبر يأتي في مَنْ؟ في أولئك الذين قرروا القعود، هم من تسمع عنهم يقال عنهم (مدنيون وعُزّل)، ثم انظر إلى أولئك المدنيين والعزل هل هم نساء وأطفال؟ أم أنك ترى فيهم الكثير من الشباب، ترى فيهم الكثير من الرجال الذين كان باستطاعتهم وبإمكانهم أن ينطلقوا في العمل فأُذِلوا ودُمِرت بيوتهم على رؤوسهم، ودمرت مزارعهم ثم أصبحوا يبكون كما تبكي النساء، ثم لافي لله ولا في سبيله.لا يرون لأنفسهم عزاً ولا مجداً أمام ما يشاهدونه من دمار، لكنك أنت عندما تنطلق في مواجهة عدوك فإنك ستُكون أقل ألماً في داخل نفسك أمام ما تشاهد من ضرباتهم في بيتك أو في أولادك.
(حسن نصر الله) عندما قتل ابنه هل بكى كما يبكي أولئك؟ لا بل قال عن ابنه – بكل ارتياح – أنه هو من هاجم أولئك وغزاهم ، لم ينتظر في بيته حتى يأتوا هم ليضربوه، هكذا كلام الرجال.
قال الله عمن كان لديهم هذا التفكير الخاطئ، وهم في كل زمان، وهم من ليس الدافع لديهم هو أنه ليس هناك من يبين الحق أوليس هناك من يشرح المواقف بشكل يلمسون فيه أهمية العمل وصحة العمل وجدوى العمل، ألم يكن رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) بين أظهرهم ماذا كانوا يقولون؟ كانوا يتخلفون ويقعدون، ثم كانوا يفرحون بتخلفهم!
وأنت تلمس أنت في زمانك وأمام ما تقوم به من عمل، تلمس أولئك الذين قرروا لأنفسهم أن يسكتوا، وأن ينطلقوا ليثبطوا عنك، تراهم فرحين بما هم عليه، أنهم يرون أنفسهم الحكماء والأذكياء، والذين فهموا كيف يبعدون أنفسهم عن الخطورة، هنا قال الله عن أمثالهم: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية81) كرهوا، ضعف في إيمانهم، ضعف حتى في رجولتهم، ليس لديهم إباء كما لدى الرجال، وقالوا للآخرين: { وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (التوبة: من الآية81).
ألم يهدد أولئك بأنهم إن كان عدم خروجهم تحت عنوان: أن الوقت حار (لا نستطيع أن نخرج في الحر) هو في الواقع ليس عذراً حقيقياً، وليس عذراً مُبرراً، أنتم قعدتم دون مبرر، وأنتم تشاهدون رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وهو إنسان كمثلكم يؤلمه الحر والبرد، فهل أنتم أرحم بأنفسكم وتؤثرون أنفسكم على رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)! لو كان هناك في القضية مبرر لقعد هو، لكن ليس هناك مبرر، وليس هو ممن يبحث عن المبررات للقعود.
{قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً} ماذا يعني هذا؟ أليس يعني هذا بأن قعودكم عصيان، وأن قعودكم من منطلق أنكم تريدون أن تَسلموا، إذاً فلن تسلموا؛ وراءكم النار إن كنتم تفقهون، تفقهون: تفهمون تفهم أنك إذا اتفقت مع نفسك أنك ستسلم، فأنت إذاً لا تفهم بأن هناك من يراقبك، وأن هناك من سينـزل بك أشد العقوبة الله سبحانه وتعالى {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} أي يفهمون.
ثم يسخر منهم أيضاً: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} (التوبة: من الآية90) يستأذنون رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) < نحن مشغولون، ونحن كذا، وقد هبينا واحد من بلادنا، وما يهبوا من البيت إلا واحد >وعبارات من هذه، [وفلان قد هو ذاك، قد هو شامل علينا]، معذِّرون جاءوا وهم يفكرون كيف يصيغون أعذاراً لأنفسهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 11/2/2002م
اليمن – صعدة.