ما الذي تخشاه “إسرائيل” في مسيرات العودة؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||المركز الفلسطيني للإعلام
مع اقتراب الثلاثين من آذار الجاري، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، تتزايد حدة القلق والخوف الصهيونية من هاجس مسيرات العودة الكبرى، التي يستخدم فيها الفلسطينيون سلاحاً جديداً لأول مرة للضغط على الاحتلال من أجل فتح الحدود أمام عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى أراضيهم ومنازلهم التي هجروا منها، بالتزامن مع اقتراب الذكرى السبعين للنكبة.
وبعيداً عن عنصر القوة التدميرية الذي تتفوق فيها “إسرائيل”، فإنّ مسيرة العودة مهيأة لأن تجرها إلى مربع الحرج الأخلاقي والأمني والعسكري، حيث لن تنفع هذه القوة أمام مئات الآلاف من الراغبين بالعودة إلى ديارهم، بقرار دولي يجيز لهم هذا الحق.
حراك قانوني
“دولة الاحتلال تخشى هذه المسيرة كونها تمثل حراكا سلميا قانونيا جماهيريا، إذ يعتزم حشد أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في غزة والضفة والشتات الفلسطيني وحتى في دول العالم، من أجل تطبيق قرارات دولية ترفض إسرائيل تطبيقها”، يقول المحلل السياسي وسام أبو شمالة.
ويؤكّد أبو شمالة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الطابع السلمي لم تعتد عليه “إسرائيل”، ويضيف: “هذا كابوس يقلق الاحتلال في كيفية التعامل مع الفلسطينيين السلميين الذين يعتزمون العودة إلى ديارهم وقراهم متسلحين بالقانون الدولي والإنساني”.
وكشفت القناة الثانية العبرية، أن الاحتلال “الإسرائيلي” طّور طائرة مسيرة قاذفة لقنابل الغاز، بهدف قمع المسيرات اليومية التي من المنتظر أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين عند الشريط الحدودي لقطاع غزة المحاصر.
وأوضحت القناة أن الطائرة المسيرة مجهزة بـ6 قنابل مسيلة للدموع، وذلك لقمع المظاهرات السلمية التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية ومبادرات شبابية ومجتمعية فلسطينية مختلفة.
الأمر الذي عدّه المحلل أبو شمالة، محاولة للهروب من الاستحقاق التاريخي والإنساني والدولي، ويقول: “الكابوس لدى الاحتلال يتمثل في أن هذا الحشد فيه مساحة واسعة من البعد الأخلاقي حيث يسوق (جيش الاحتلال) للعالم بأنه جيش أخلاقي، لأنّ هذا سلاح جديد يحرجه أمام العالم”.
ويؤكّد أنّ الرهان ببقاء الاعتصام واستمرار التحشيد المتراكم له، حتى يتخذ المنظمون القرار المناسب في الوقت المناسب من خلال آلية التقدم المتدرج حتى عبور الخط الزائل.
مربع التفوق
أحد أبرز المنظرين لمسيرة العودة أحمد أبو ارتيمة، أكّد أنّ ما يخشاه الاحتلال في مسيرة العودة “أنّها تستنزفه وتجره إلى المربع الذي نتفوق فيه نحن الفلسطينيون”.
ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، “الاحتلال يستطيع التفوق في التدمير والحروب العسكرية، لكننا اليوم نجره لمواجهة أخلاقية بين الحق المجرد نحن كفلسطينيين متمسكين بأرضنا وحقنا التاريخي، وبين دعاية زائفة نسجها الاحتلال حول العالم يزعم فيها أن يواجه مجموعات مسلحة ويزعم أن دولته ديمقراطية، وإذا كانت تزعم ذلك فعليها أن تتذكر أن الدول الديمقراطية لا تستهدف اللاجئين السلميين”.
ويشير أبو ارتيمة، أنّ إعلان الاحتلال عن كشفه أسلحة جديدة لمواجهة المشاركين في تلك المسيرات يأتي ضمن الحرب النفسية، مبيناً أنّ الفلسطينيين تعودوا طوال معاركهم مع الاحتلال على آلة البطش الصهيونية.
ويتخوف جيش الاحتلال من إيواء الآلاف من سكان غزة في الخيام، وهذا يعني أن مئات الفلسطينيين، بما في ذلك المسنين والنساء والأطفال، سوف يسيرون إلى الشريط الحدودي، يوميًا، ضمن فعاليات “مسيرة العودة”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
إلا أنّ أبو ارتيمة، يقول: “نحن لا نقيس الأمور بتهديدات الاحتلال بل نقيسها بفعالية هذه الوسيلة، وهذه الحالة من الرعب والسعار التي نراها من جانب الاحتلال أمنيا وإعلامياً، تؤكد لنا أن هذه الوسيلة مؤثرة وناجعة وهو ما يزيدنا تمسكاً بها”.
سلاح استراتيجي
عضو لجنة التواصل الدولي في تنسيقية مسيرة العودة الكبرى عصام حماد، يؤكّد أنّ ما يرعب الاحتلال، أنّه لم يعتد من الفلسطينيين استخدام هذا السلاح الاستراتيجي، سبيلاً لاسترداد حقوقه متسلحاً بالقرارات الدولية والحق القانون والإنساني.
يضيف حماد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه “ليس هناك مجال أمام الاحتلال لمواجهة مئات آلاف الفلسطينيين المتسلحين بالحق الدولي، وهو ما وافقت عليه إسرائيل نفسها لسلسلة الاستيضاحات التي قدمتها لقبول عضويتها في الأمم المتحدة”.
وفي قلقٍ واضحٍ من قادة الاحتلال الصهيوني، فإنّ وزير حرب الاحتلال أفيغدور ليبرمان قال في تعقيبه على مسيرة العودة الكبرى المرتقبة على حدود غزة إنه “يجب معالجة كل شيء بهدوء”.
وأضاف ليبرمان: “نحن مستعدون لأي سيناريو وهناك زيادة في الاستعداد للتعامل مع أي طارئ”.
وبهذا الصدد ينصح المهندس حماد، دولة الاحتلال بالاتجاه إلى أسلوب آخر غير المواجهة، أمام هذه المسيرات العارمة من كل حدبٍ وصوب.