عشرين عاماً فقط، كفيلة بأن تجعل أي دولة صناعية إذا كان القائمون عليها مخلصون

موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||

أولم تصل إيران الآن إلى دولة صناعية، ودولة منتجة، ودولة مصدرة لمختلف المنتجات؟ دولة استطاعت الآن أن تهدد أمريكا فعلاً، ألم تسمعوا أنتم في هذا الأسبوع أنهم هددوا أمريكا؟ وأولئك الذين ينتجون ما بين خمسة ملايين برميل بترول، وتلك الثروات التي يمتلكها هؤلاء العرب – لأنهم لم يبنوا نفوسهم ولم يبنوا شعوبهم؛ لأن كل ما يلمعون به أنفسهم إنما هو من فضلات ما ينتهبه الآخرون من ثرواتهم – هاهم يخضعون، ويركعون، ولا يستطيعون أن يقولوا كلمة.

 

الإيرانيون خرجوا في هذا الأسبوع وملئوا الساحات، وخرج الإمام الخامنئي, وكلهم هددوا أمريكا، وكلهم لعنوا أمريكا، وهم من كنا نسمع عنهم مباشرة أنهم كانوا يتمنون أن يدخلوا في حرب مباشرة مع أمريكا، قالوا: أمريكا هي كانت وراء العراق, يوم دخل العراق معهم في حرب شديدة وطويلة، أمريكا هي التي دفعته، أمريكا هي التي دفعت البلدان العربية الأخرى لترسل جيوشها، ولترسل مساعداتها الكبيرة للعراق، ويقاتلون جميعاً صفاً واحداً ضد الإمام الخميني، وضد الشعب الإيراني، وضد الثورة الإسلامية، على الرغم من ذلك كله ألم يهدد هؤلاء الأمريكيين، هددوهم وفعلاً بدأ منطق أمريكا ضعيفاً.

 

لأنهم وعلى مدى عشرين عاماً فقط، عشرين عاماً التي هي قد تكون عمر رئاسة شخص، أو ملك من ملوك العرب، وبعضهم يبقى في حكمه خمسة وعشرين عاماً أو ثلاثين عاماً، وترى شعبه لا يزال فقيراً، ترى شعبه لا يزال ذليلاً، ترى شعبه متى ما سمع تهديداً ونظر ورجع إلى نفسه رأى أنه لا يمتلك قوته فيخاف أن يقول كلمة جريئة أمام أعدائه.

 

أولئك هم من استطاعوا أن يخفضوا إنتاج البترول عما كان عليه أيام ملك إيران السابق، خفضوه بنحو مليونين برميل في اليوم، واستطاعوا بعد التخفيض أن يبنوا إيران في مختلف مجالات الحياة، وهاهم لما انطلقوا وعلى مدى عشرين عاماً فقط لما سمعوا تهديد أمريكا استطاعوا أن يصرخوا في وجه أمريكا وأن يتحدوها، ورأينا فعلاً كيف بدا زعماء آخرون من الغرب وكيف بدا [الكونجرس] الأمريكي نفسه يهاجم [بوش] على سياسته القاسية، ستضرب مصالح أمريكا هوِّن.

 

هذا ما كنا نقوله للناس: أولئك جبناء، أولئك يرون أن مصالحهم تحت أقدامنا لو نعرف واقعنا: إنهم أحوج إلينا من أي أمة أخرى، إنهم من يجب أن يكونوا تحت رحمتنا لو كنا نفهم، إن مجاميعنا هذه هي سوقهم الاقتصادية، إن خيرات أوطاننا هي المواد الأولية التي تحرك مصانعهم، إن البترول هو من أرضنا أكثر من 85% من احتياطي العالم من البترول هو في البلاد الإسلامية أكثر من 85%، هم من هم تحت رحمتنا لو كنا نفهم.

 

هل تحرك [الكونجرس] الأمريكي وهاجم [بوش]؟ متى تحرك؟ بعدما تحرك الإيرانيون وتهددوا وقالوا: لو تضرب أمريكا، أو تفكر أن تضرب فسيتلقون ضربة مباشرة وشديدة. هم يعرفون إيران، ويعرفون شعب إيران، ويعرفون أن إيران استطاعت أن تبني نفسها عسكرياً واقتصادياً وثقافياً.

 

لكن الآخرين مازالوا هكذا، همهم أن يبقوا في مناصبهم، ونحن همنا أن ننظر إلى ما يمكن أن يقدموه لنا من مشاريع بسيطة لا تعمل شيئاً، ليست في قائمة (البُنَى التحتية الاقتصادية) – كما يقولون – ولا تشكل في واقعها تنمية حقيقية؛ لأنهم عرفوا أن هذا هو همنا، أن هذا هو ما نريد، أننا نفوس حقيرة، أننا نفوس ضعيفة، ليس لدينا طموحات، ليس لدينا أهداف، ليس لدينا شعور بكرامة، ولا بعزة، يُسْلِينا أي شيء، يرضينا أي شيء، وليكن هذا الشيء البسيط هو ثمن ديننا لا نفكر ولا نعبأ به.

 

تراهم في كل مناسبة وطنية يعرضون علينا المنجزات! نحن نقول: أين المنجزات الحقيقة التي تحافظ على كرامتنا؟ أين البناء الاقتصادي، والتنمية الحقيقية التي تجعلنا أمة تستطيع أن تقف على قدميها؟ إذا كنتم تبنون مستشفى هنا، ومستوصف هناك من أجل متى ما أحسسنا بألم ما صداع في الرأس، أو جرح، أو ضيق في الشرايين، أو في التنفس، يكون هناك أمامنا مستشفى. إننا نعيش الألم النفسي، نعيش ألماً شديداً ليس من نقص في الفيتامينات إنما من نقص في الكرامة وفي العزة، نقص في الحياة الكريمة التي أراد ديننا أن تتوفر لنا، نعيش الألم فأين هو العلاج؟ نعيش الجوع الذي سيجعلنا مستسلمين أمام أعدائنا فأين هو الغذاء من أوطاننا؟ هذا هو العلاج الحقيقي، هل هناك عمل على توفيره؟ لا يوجد. لماذا؟ لأن الشعوب نفسها لا تتحدث مع أولئك.

 

نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل انتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نراه يهتم باقتصادنا، ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا، اقتصاد صحيح، تنمية حقيقية، زراعة.

 

النساء عندما كن يصوتن في حجة، وفي مناطق أخرى مقابل [تنانير]، تنور من الغاز، بعض الأعضاء وزعوا كميات كبيرة من التنانير، تنانير الغاز للنساء ليصوتن، وزوجها مرتاح أن صوت زوجته وفَّر له تنور، لكن هذا التنور، الخبز الذي تريد أن تصنعه فيها من أين يأتيك؟ حاول – على أقل تقدير – أن تصوت للخبز أولاً، صوت ولا تعط صوتك إلا لمن يوفر لك خبزك وطعامك من داخل وطنك، أما التنور فهو ذالك الذي لا ينفعك فيما بعد عندما لاترى دقيقاً ولا قمحاً موجوداً.

 

عند ما يقال أن هناك إرهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن، إذاً فليضرب اليمن، التنانير ستبقى حينئذ باردة لا تشتغل، وسنرى الأراضي الواسعة الشاسعة في بلادنا بيضاء، بيضاء لا تزرع، ويتعاقب الزعماء زعيما بعد زعيم، وأعضاء مجلس النواب عضواً بعد عضو، وأعضاء الحكومة عضواً بعد عضو أيضاً، ولا تزال أراضي بيضاء.

 

لا كنها ستزرع إذا كانت زراعتها لمصلحتهم هم ألسنا نري في تهامة كم زرعوا من أشجار(المانجو)؟ مزارع كبيرة زرعوها في تهامة أصبحت تهامة قابلة للزراعة وأصبحت تهامة أرضاً صالحة للزراعة لاكن إذا كانت الزراعة لصالحهم فسيزرعون (المانجو) ليبيعوه بالملايين، ويصلحون تلك الأراضي الواسعة ومن مال مَن يصلحونها؟ الله يعلم من مال من يصلحونها؟ وتلك العائدات التي تدرُّ ها عليهم هذه المزارع الكبيرة، مزارع (المانجو) الله أعلم في أي بنوك تودع؟ الله أعلم من هو الذي يستثمرها فيجني من ورائها أكثر مما يجنونه هم من تلك المزارع؟ ألم تصبح حينئذ الأراضي قابلة للزراعة؟! لكن للحبوب غير قابلة للزراعة، لمختلف المنتجات الزراعية التي المواطنون بحاجة إليها غير قابلة للزراعة!

 

القروض الكثيرة جداً تتوارد على البلاد أيضاً لا تصرَّف إلى المجال الزراعي. لماذا مشى كل هذا؟ لأننا لا نتفوه بكلمة، نحن لا نعرف مصالحنا، ما قالوا هم بأنه مصلحة لنا نُسلِّم! حتى عندما يقولون: نحن سنكافح الإرهاب، وأمريكا تريد منا أن نتصدى للإرهاب، لأي كتاب (إرهابي) لأي مدرسة (إرهابية) لأي مدرسة تحفيظ قرآن (إرهابية) تُصَنَّف عند أمريكا إرهابية، لأي شخص يقال أنه (إرهابي) سنضربه حفاظاً على مصلحة الوطن لأن لا تضربه أمريكا، أو نواجه بحصار من جانب أمريكا! أليسوا هم من يرسمون لنا المصالح، ونسلِّم؟ مع أنها ليست مصالح حقيقية.

 

الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل ما قالت أمريكا أنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر) وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن] وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن… قائمة طويلة عريضة.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

(لتحذن حذو بني إسرائيل)

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 7/2/2002م

 

اليمن – صعدة.

قد يعجبك ايضا