العدوان السعودي.. وحشية وإجرام وزراعة ألغام
موقع أنصار الله || صحافة محلية || الثورة
تشكل الألغام بمختلف أصنافها كارثة تهدد اليمن أرضا وإنسانا ولاسيما مع استمرار العدوان في القصف بالأسلحة المحرمة على نطاق واسع وفي مختلف المحافظات ، حيث تحصد هذه الألغام أرواح مدنيين أبرياء وتقطع أطراف آخرين وتحيلهم إلى الإعاقة التامة ، كما تعتبر الألغام عقبة أمام جهود التنمية بمختلف جوانبها، خاصة أنها تحتل مساحات شاسعة من الأراضي:
مليار ومليونا متر مربع إجمالي الأراضي الملوثة بالقذائف حتى عام 2014 م بحسب ما قاله احمد علوي الضابط التنفيذي بالمركزي التنفيذي للتعامل مع الألغام ومدير أنظمة المعلومات بالمركز والذي أكد أن إجمالي الألغام المكتشفة منذ عام 2000م وحتى 2017م قد بلغت 324ألفاً و 151 لغماً منها، 119ألفاً و392 لغماً مضادة للأفراد، و787 لغما مضادة للدبابات، و200ألف و461 لغماً من مخلفات الحروب بالإضافة إلى 3 آلاف و511 أشراك خداعية، وقد تم تدميرها بالكامل.
وأشار علوي إلى أن المركز وخلال الثلاثة الأعوام الفائتة 2015م وحتى 2017م قد تمكن من تطهير 8 ملايين متر مربع من الأراضي الشمالية الملوثة بالألغام والمتفجرات فيما بلغت أنواع القنابل العنقودية التي يلقيها العدوان 13 نوعاً منها 12 نوعاً صناعة أمريكية وبريطانية وثلاثة أنواع ليس عليها علامة بلاد المنشأ.
13 ألف ضحية
وفي إحصائية للجمعية اليمنية للناجين من الألغام اكد الأمين العام للجمعية محمد العبدلي أن كارثة مخلفات القنابل العنقودية والقذائف والألغام تشكل حرباً مستقبلية لكل الأجيال، والتي تحصد أرواح الأبرياء بأكثر من 13 ألف ضحية ومصاب بين عامي “2015 2017″، و يمثل الأطفال والنساء نسبة 40 % منهم، لافتا إلى أن أكثر من 5 آلاف ضحية ومصاب في المسح العام 2001.
وأوضح بأن الكثير من المحافظات ملوثة بالقذائف والقنابل العنقودية، وتأتي محافظتي صعدة وحجة من أبرز المحافظات الملوثة بالقنابل العنقودية، بالإضافة إلى مديرية نهم محافظة صنعاء.
مبينا وبحسب إحصائية للجمعية أن عدد الناجين من الألغام والقنابل العنقودية والقذائف “1210”، بينهم 290 رجلاً، و402 امرأة و512 طفلاً خلال الفترة 2015 2017، في حين بلغ عدد المستفيدين من الخدمات التي قدمتها الجمعية لهم في الفترة ذاتها 510 مستفيد في مختلف الجوانب الطبية والاقتصادية والتعليمية والتدريبية.
نموذج مؤلم
سمر محمد علي 21 عاما من مديرية النادرة محافظة اب تنتمي إلى أسرة ريفية بسيطة لها حكاية غريبة وعجيبة مع الألغام فقد توفي جد سمر إثر انفجار لغم عام 1982م وأصيب شقيقها بانفجار لغم عام 1989م نتج عنه بتر ساقة حتى أصبح معاقاً.
سمر هي ثالث شخص يتعرض للإصابة نتيجة انفجار الألغام من أسرة واحدة ونتج عنها إصابة سمر ببتر رجلها اليمنى وتهشم الساق الأيسر بالكامل.
تقول سمر: أخذت إجازة من مدرستي ذات يوم من شهر مايو 2017م حتى أساعد والدتي في رعي الأغنام وبينما كنت العب في ذلك المساء تفاجأت بانفجار لغم أرضي وعلى إثره فقدت أطرافي السفلى ولحقت بركب اسرتي المكلومة بضحاياها السابقين.
الآثار المترتبة
الآثار الفورية تكون بسبب النزيف الدموي الصاعق بفعل تمزق الأوعية الدموية على مستوى الدماغ، القلب، والشرايين الرئيسية بفعل الموجة الارتدادية التي يحدثها الانفجار.. أو موت الفجأة عند الأطفال والمسنين والوفاة اللاحقة نتيجة لالتهاب أو النزيف.
الإصابات الخطيرة غالبًا ما تترك عاهات دائمة كأن يبتر طرف أو أكثر من الأطراف السفلية بشكل كامل أو جزئي..وقد تصل الإصابات إلى كسور مترافقة في الأطراف العلوية أو السفلية أو القفص الصدري أو الجمجمة نتيجة قذف الجسم المصاب على ارتفاع معين وارتطامه بالأرض.
ومن أخطر الإصابات التي تصيب الضحية عند انفجار لغم ارضي به حدوث الإصابات الشريانية بفعل تمزق الأوعية الدموية الرئيسية أو المرافقة لمكان البتر والكسور..كذلك الإصابات العصبية الناتجة عن إصابات الدماغ والنزيف فيه أو إصابات النخاع الشوكي بفصل العمود الفقري مع ما يترتب على هذه الإصابات من الشلل الجزئي أو التام نتيجة العصف الناجم عن الانفجار الذي يؤدي إلى تمزق تام أو جزئي في الرئتين.