’جنون’ ترامب: حرب شاملة أم مجرد ’صواريخ كلامية’؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
حسن سلامة/ العهد الاخباري
ليس شيئًا جديدًا أو مستغربًا أن تلجأ ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمحيطين به من أعتى المتطرفين الى جوقة المطبلين في الغرب والخليج الى فبركة الاكاذيب والادعاءات حول استخدام الجيش السوري للسلاح الكيمياوي في دوما. حيث كانت المجموعات الارهابية المنضوية داخل ما يسمى “جيش الاسلام” تعيش لحظات الهزيمة النهائية بعد أن وصلت الى خيارين لا ثالث لهما، إما الانسحاب أذلاء الى جرابلس في شمال سوريا، وإما الموت والاستسلام.
وعلى هذا الأساس، يشير مصدر دبلوماسي مطلع على كثير من التفاصيل التي رافقت انهزام الارهابيين، الى أن ما حصل مساء السبت الماضي في مدينة دوما، جاء منسقاً وجرت فبركته بين المجموعات الارهابية والمخابرات الاميركية والاسرائيلية اللتين كانتا تشرفان على غرفة عمليات المسلحين وتزودهم مع السعودية بكل أنواع السلاح، وصولاً الى اقامة تجهيزات متطورة جداً للمسلحين هناك بما في ذلك داخل الانفاق. ولذلك عندما أصيب الارهابيون بالهزيمة الكاملة “جن جنون” ترامب والمحيطين به مروراً بالغربيين وانتهاء بملوك الخليج وسيدهم الاسرائيلي؛ ما دفعهم الى تنسيق عملية استخدام الكيمياوي مع الارهابيين، بالتوازي مع الانجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري والحلفاء في الغوطة الشرقية ومحيط دمشق.
كما توضح المصادر أيضاً أن ولي عهد نظام آل سعود محمد بن سلمان لعب دوراً كبيراً في تحريض قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للقيام بعدوان ضد سوريا مقابل توقيع عقود بعشرات مليارات الدولارات مع هذه الدول، حيث يعتقد ابن سلمان أن دفع الغرب والعدو الاسرائيلي الى استهداف سوريا ومن ورائها محور المقاومة وروسيا سيؤدي الى تمرير صفقة القرن مع الاميركي والاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية والتفرغ لما يزعمه بن سلمان “الخطر الايراني”.
لذلك، فالسؤال الآخر، هل يذهب جنون ترامب والمحيطين به وبمشاركة من الفرنسين والبريطانين الى القيام بعدوان ضد سوريا؟
في تقدير المصادر إن ذهاب ترامب وكبار المتطرفين في البيت الأبيض من جون بولتون الى غيره من المتطرفين الجدد الى حدود “حافة الهاوية” من خلال الاصرار على القيام بعدوان ضد سوريا وحتى تهديد روسيا بأن “الصواريخ الاميركية الذكية والجديدة قادمة لضرب سوريا، الى حشد ترسانة السفن الأميركية في المتوسط يعني أن ترامب وضع نفسه في موقع محرج، لأنه بذلك أمام خيارين:
– إما التراجع عن القيام بعدوان واسع والاكتفاء بضربة موضعية، بحيث تكون محدودة ومنسقة ربما مع الجانب الروسي “لحفظ ماء الوجه”، وهو الأمر الأكثر ترجيحاً، نظرا للثمن الكبير الذي سيدفعة الاميركي في حال الاصرار على العدوان الواسع.
– إما الذهاب نحو ضربات واسعة، وعندها لن يكون هذا “الجنون” الاميركي بلا أثمان كبيرة، في ظل استعداد محور المقاومة وروسيا للرد على هكذا عدوان واتخاذ كل الاستعدادات المطلوبة لذلك، حيث أن الرد سيطال عندها كل القواعد الاميركية المنتشرة في المنطقة وكذلك كيان العدو الاسرائيلي، ما سيهدد بحرب شاملة في المنطقة وربما ابعد من ذلك، وهو الأمر الذي ستحسب له الادارة الاميركية ومن يتآمر معها حسابات نظراً للأثمان الكبيرة التي سيدفعونها.
لهذا، لا تستبعد المصادر أن تفضي اتصالات الساعات المقبلة الى تهدئة الجنون الاميركي، سواء من خلال اتصالات تقودها بعض الدول مع واشنطن او من خلال التواصل العسكري القائم بين الجيشين الروسي والاميركي حول الوضع في سوريا.