هذه الفترة من أفضل المراحل في تاريخ هذه الأمة لمن يعملون في سبيل الله وعلى أساس كتابه
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
تأتي هذه الأحداث من خلال تحرك الأمريكيين، تحرك الإسرائيليين، تحرك دول الغرب هذه. من يتأملها بنظرة قرآنية لا يمكن أن يحصل لديه إحباط، ولا يحصل لديه يأس، بل يمكن أن يرى هذه الفترة من أفضل، وأحسن الفترات بالنسبة للإسلام، لمن يعرفون كيف يتحركون في سبيل الإسلام، فعلاً.
ومن لا ينظرون نظرة قرآنية، يجدوها فترة مظلمة، وفترة رهيبة. هي فعلاً رهيبة، وخطيرة، لكن لمن لا يتحركون على هدي القرآن، فهي خطيرة، ورهيبة فعلاً، هنا في الدنيا، وفي الآخرة.
أما من يسيرون على هدي الله، على هدي كتابه – على حسب فهمنا، وتقييمنا – أنها من أفضل المراحل في تاريخ هذه الأمة، لمن يعملون في سبيل الله فقط، لمن يتحركون في سبيل الله، وعلى أساس كتابه.
وأنها يبدو ليست مرحلة من سنة، أو سنتين، بل ربما قد تكون من نحو عشر سنين تقريباً، من نحو عشر سنوات بدأت متغيرات بشكل عجيب في هذه الدنيا. ولكن ما أسوأ حال من يعرضون عن كتاب الله، في مرحلة كهذه.! وبدأت مؤشرات سوء الحال، وسوء المصير، عندما اتجه الأمريكيون للاستيلاء على صياغة المناهج، وإنزال المناهج التربوية، وحتى السيطرة على المساجد في معظم الدول العربية، ثم لا تسمع كلمة، ولا تسمع أي ممانعة، ولا تسمع معارضة. هذه حالة خطيرة جداً على الناس، حالة خطيرة جداً على الناس.
كما قلنا أكثر من مرة: من أسوأ ما في هذه بالنسبة للناس أننا جئنا من جديد نمكن بني إسرائيل من كتابنا، من تثقيف أنفسنا، من تثقيف أولادنا؛ ليحرِّفوا، ليخفوا الكثير منه، وهم من قد نزع الله من بين أيديهم كتبه، ووراثة كتبه، وأنبيائه، فهل نمكنهم نحن؟!.
هذا من أسوأ المواقف التي تدل على أن القرآن الكريم الذي يمجد الله نفسه، ويثني على نفسه بإنزاله إلينا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} وإذا بالمسلمين اليوم يريدون أن يسلِّموا هذا الكتاب إلى بني إسرائيل، الذين قد حرَّفوا التوراة، والإنجيل؛ ليخفوا منه ما يريدون، ويجعلونه قراطيس يبدونها، ويخفون كثيراً.
ألسنا نسمع أخباراً بأنهم يريدون أن يخفوا آيات الجهاد، والآيات التي عن بني إسرائيل، وآيات مدري ماذا! يطلع لك نصف القرآن يخفونه عن الناس! هذا يعتبر من الكفر الرهيب، من الكفر الرهيب بهذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على عباده: القرآن.
لأنه في كثير من الآيات يبين عظمة هذا القرآن، وأنه نعمة كبيرة على عباده، أنه يثنى سبحانه وتعالى على نفسه بإنزاله، {الْحَمْدُ لِلَّهِ} يعني: كل الحمد، وكل الثناء، وكل المجد لله {الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}، والذي هو في نفس الوقت أيضاً لم يجعل عوجاً أمام هذا الكتاب في سنن الحياة، ولا في تدبيره هو، فيصطدم بها.
وجعله قيِّما لمن يسيرون على نهجه، يرسم الطريق المستقيم، والمواقف المستقيمة، والرؤى المستقيمة، والمفاهيم المستقيمة.
الكثير من الناس الآن ممتلئة أفكارهم بمفاهيم معوجَّة، فمن كان هناك لديه مفاهيم معوجة، فمعنى هذا أنه لابد أن يعود إلى القرآن، القرآن هذا القيِّم، الذي يقوِّم أي اعوجاج، يقوِّم أي اعوجاج في النفوس، أي اعوجاج في الآراء، في المفاهيم، في الأفكار، في الطرق، فهو يقوِّمها.
وحتى نفهم أن هناك اعوجاجات كثيرة، عندما تجد حَمَلة العلم لا يتحركون، ولا يضجون حتى في هذه اللحظة الخطيرة جداً عليهم، وليس على الكتاب، الكتاب في نفسه الله قد حفظ الكتاب في نفسه، لكن نحن بحاجة إلى أن نحفظ أنفسنا، ونحفظ التزامنا، ونحفظ استقامتنا به. وإذا لم نحفظ استقامتنا بالإلتزام به، والسير على هديه، وهو قيِّم، سنصبح معوجين في حياتنا، وتصبح معوجة كل نتائج مواقفنا هذه السيئة.
كيف لا يعترضون، ولا يضجون على أن هناك توجه يهودي للسيطرة على مناهج المسلمين! أنا أتصور هذه أنها عند الله كبيرة جداً، أنها مظنة أن يحصل للأمة هذه ضربات شديدة، وأنها في نفس الوقت فضل عظيم لمن ينطلقون ليعارضوا هذه الفكرة التي يتبناها اليهود، يعارضوها بجدية.
ونحن يجب أن نتحرك لنعارضها بجدية، ونفضح الأمريكيين بها في نفس الوقت. لكن للأسف متى ما قلنا بعض الأشياء، لا يتفهم بعض الناس ما هي التي يتحركون بها في الأوساط! نحن قلنا: نتحرك أمام هذه الفكرة، بأن نقول للناس، نقول للناس، ونشيعها في أوساط الناس: أن هذا يدل على أن الأمريكيين ماذا؟ ليسوا صادقين في قولهم: أنهم يريدون مكافحة إرهاب، وأنهم إنما يلاحقون الإرهابيين هنا وهناك؛ لأن المدارس الحكومية في مختلف بلدان الدنيا هذه لا تنتج متشددين، لا تنتج ملتزمين بالإسلام! فلماذا بادروا إليها ليحتووها، ويغيروا المناهج التعليمية، ويصيغونها على ما يريدون؟ مع أنه منهج لا يطلَّع ملتزمين بالدين؟!.
هل لأنه منهج يطلع إرهابيين؟ لا، ما يطلع إرهابيين على ما يقولون هم. فهذا فضحهم، ويبين لكل ما لا يفهمون: أن الأمريكيين متجهين لتغيير ثقافة الأمة هذه؛ ليبنوا جيلاً يتولاهم، يحبهم، يجلهم، يمكنهم من الهيمنة عليه، بدل من أن يكونوا أولياء لله، ومحبين لله، وأن يمكنوا كتاب الله من أن يحكم عليهم. يكون البديل هم اليهود، فهم يريدون هذه، يريدون الاحتلال لأفكارنا، لنفوسنا، لبلادنا، لقيمنا، لكل ما يربطنا بديننا.
هم يريدون هذه، وإلا لما اتجهوا إلى المدارس الحكومية التي لا تخرج مناهجها ولا ملتزمين، التزام ببعض الأشياء، ما هذا معروف؟ أم أنه ليس معروفاً؟ تحدثوا في أوساط الناس نحن نقول: إذا كنا أذكياء نعرف كيف نعمل سننجح أمام أي قضية ينزلها الأمريكيون.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(آيات من سورة الكهف)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: الجمعة: 29/8/2003م
اليمن – صعدة.