اليمن ثورة علمية من رحم 21 أيلول
موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة لا
إبقاء اليمن قيد التخلف والجهل إلى الأبد من أبرز أهداف تحالف العدوان الأمريكي السعودي، لذلك تعمد استهداف كل ما له علاقة بالعلم من مدارس وجامعات ومعاهد ومراكز بحوث ودراسات، بغارات طيرانه. فالعدوان العسكري كان له سبب واحد، وهو إبقاء اليمن وكل ما يرتبط به تحت يد الوصاية، بعد أن شاهدوا شعبه يقرر أنه سيكون حراً مستقلاً في إرادته.
لكن ما حدث كان العكس تماماً، فقد واجه أبناء الوطن بقيادة ثورة 21 أيلول مشروع الأعداء الظلامي التجهيلي الحاقد الموجه صوب الأرض والإنسان، بصلابة وقوة تمخضت عنها نهضة علمية إبداعية صناعية تسارعت خلال 3 أعوام فقط من الصفر الى 4.5 ماخ، وانتقلوا بها من صناعة (البفك والفشار) إلى صناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار والقناصات والطوربيدات البحرية في المجال الحربي، وترجمة لشعار (يد تبني ويد تحمي)، سارت على نهج الهندسة العسكرية بقية العقول اليمنية في المجالات الأخرى كالطب وتقنية المعلومات والزراعة والهندسة الإلكترونية، واستطاعت قطع شوط كبير في الجبهة التنموية خلاف ما كانت عليه في زمن الوصاية.
عقول يمنية هجّرها الإهمال
بسبب ترويج ثقافة العجز في أوساط المجتمع اليمني لسنوات طويلة من قبل أنظمة أجيرة لمن يفوقها عجزاً، ظل التصنيع المتقدم أمراً محالاً، وشيئاً من علم الغيب لا يحيط بعلمه العقل اليمني، وبقي اليمنيون مرهونين لحاجة المنتجات الأجنبية، موصدين على عقولهم الأبواب، ومنتظرين تلبية احتياجاتهم من الأسواق الخارجية، وكانت الدول الأجنبية وجهة المخترعين والمبتكرين من أبناء البلد، بينما لم يكن يحتاج الأمر سوى إرادة وطنية من الدولة قبل الفرد، والبدء بالتصنيع، وحث الشركات ورؤوس الأموال وتقديم الدعم والتسهيلات لهم لتأسيس اقتصاد صناعي وطني.
وكما هو معروف لدى الجميع، فالإبداع في اليمن طالما كان يتحول إلى تأشيرة سفر للخارج نتيجة إهمال أنظمة الحكم السابقة لهم، والتي كانت تحت الوصاية بدلاً من استخدامهم في مشاريع نهضوية للبلد، وذلك الإهمال جعلهم فريسة سهلة للمنظمات والبلدان التي كانت تقدم لهم المنح والدعم والجنسيات لتجني ثمار فكرهم، ويبقى المجتمع الذي ينتمون إليه منتظراً قدوم ما يلبي حاجاته من خارج الوطن.
والأمثلة على أولئكم كثيرة منهم:
ـ البروفيسور فضل أحمد طالب السلامي، عالم الفيزياء النووية بوكالة الفضاء (ناسا)، صاحب الحسابات الدقيقة لهبوط المسبار الفضائي على سطح كوكب المريخ، لم يعلم أحد أنه يمني إلا بعد وفاته في يناير 2015.
ـ العالمة في الرياضيات وعلوم الفضاء والفيزياء اليمنية الدكتورة مناهل عبدالرحمن ثابت، أصغر فتاة في العالم تحصل على دكتوراه في الهندسة المالية، وتعمل حالياً في دبي، حصلت على لقب عبقرية العام سنة 2013.
ـ الجراح والمخترع اليمني خالد عوض صالح نشوان، اخترع جهاز (نشوان باراساوند)، ونالت به دولة المجر التي يقيم فيها لقب أفضل اختراع طبي، وجهازه يعمل على توسيع الشرايين المتصلبة دون إجراء أية عملية جراحية، فقط بإصداره موجات فوق صوتية.
ـ وليس آخرهم نزار سلام الذي اخترع مرصداً فلكياً متحركاً أعلنت الإمارات في 2014 تدشينه، وأرجعته ومخترعه لها.. وغيرهم كثير من علماء الطاقة النووية العاملين في الصين والأطباء والمخترعين في أرجاء العالم.
ثورة 21 أيلول بعثت الأمل من جديد
رغم كل تلك المعاناة طيلة عقود من الزمن، إلا أن بارق الأمل قد عاد اليوم بفضل ثورة 21 أيلول التي حررت اليمن من الوصاية، وخلصت عقوله من القيود، معيدة لها قدرتها على التفكير والإبداع، وأولى نتائجها أنها عملت على تلبية بعض احتياجات المجتمع بإنتاج محلي خالص في ظل العدوان والحصار قد يكون بذرة لتكوين اقتصاد يمني في المستقبل إذا ما تم استغلاله وتحفيزه بالشكل المطلوب.. وهذا ما دعا إليه السيد عبدالملك الحوثي وشدد عليه من أجل العودة بأبناء هذا الوطن إلى حالة الانتاج بدل الجلوس في حالة استجداء.
ومنذ بداية العدوان في مارس 2015 ظهرت الابتكارات في كافة الأصعدة كالصناعات العسكرية التي ذاع صيتها ودوّى عالمياً، وتلك المحاولات التي تستحق الاحترام والتقدير مثل محاولة تخفيف أزمة المشتقات النفطية بحوسبة توزيعها، ونجحت نوعاً ما في تنظيم عمليات البيع وتخفيف الضغط بشكل كبير، وكذلك ربط جهاز القضاء وشرطة المرور بأنظمة حاسوبية متقدمة أيضاً، وإصدار البطاقة السلعية الإلكترونية التي كانت تهدف إلى حل جزء من أزمة المرتبات، لكنها فشلت لأسباب متعلقة بالفساد، وليس لأسباب الفكرة ذاتها، ومؤخراً الريال الإلكتروني الذي ينتظر منه حل ذات المشكلة، ولكن بشكل أكثر فاعلية من الكوبونات السلعية، أيضاً المنتجات الصناعية والتجارية والغذائية التي بدأت تنتج بواسطة مؤسسات وأفراد وجماعات صغيرة، فالإبداع يبدأ بفكرة.
شعور بالمسؤولية تجاه الوطن
شعرت كثير من العقول اليمنية المبدعة والمبتكرة الصغيرة والكبيرة من خريجي كليات الهندسة والتقنية والعلوم والحاسوب والمجتمع والزراعة وغيرها، بمسؤولية وطنية وأخلاقية واجتماعية تجاه الوطن في هذا الظرف، تستدعي تلبية ندائه لخوض النزال الوجودي ضد العدو، وتسجيل الحضور في معركة التحرير الكبيرة بتسخير ما تزخر به من أفكار وابتكارات لمساندته في المواجهة.
حيث صنعت وقدمت أيديهم المثابرة والمتحدية كثيراً من الحلول والابتكارات في المجالات العسكرية والأمنية والمدنية والتجارية والطبية والزراعية، ومازالت الآمال معقودة عليهم في الانطلاق بقوة أكبر، وعلى القيادة الوطنية وضع هذا الأمر نصب عينيها، وإيلاؤه كل الدعم والاهتمام كونه جبهة لا تقل أهمية عن بقية الجبهات.
لا يوجد مستحيل، فالبداية لن تكون من الصفر، كون المراجع والكتب ومواقع الإنترنت تعج بجميع نماذج المنتجات الصناعية الميكانيكية والتقنية والرقمية، والأسواق مليئة بالمواد الخام والقطع والدوائر الإلكترونية اللازمة لإنتاج عشرات الأجهزة والآلات والماكينات التي يتم استيرادها من الخارج، لا سيما وأن لدينا وفرة من العقول المخترعة والمبدعة في مجالات الصناعة والتقنية والبرمجة، والأهم وجود دافع الحاجة.
تدشين الجبهة التنموية
في ظل الظرف الاستثنائي الذي يعيشه البلد بفعل العدوان المستمر للعام الرابع، لمعت بذرة الإنتاج المحلي وانتعاش العقول اليمنية المبتكرة والمبدعة، وظهرت نتائجها في اختراعات وابتكارات تلبي احتياجات المجتمع، وتجعله في غنى عن الاستيراد من الخارج.
ففي مطلع أبريل الجاري أقامت مؤسسة بنيان التنموية معرضاً للمخترعين والمبدعين سمته (معرض الصمود)، ازدحم بمئات الاختراعات، وأظهر صورة لم تكن متوقعة برهنت على أن اليمن مليء بكل ما يتطلبه الأمر للمنافسة في مجال التصنيع والإنتاج.
وأكد الأستاذ أحمد الكبسي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية، لصحيفة (لا) أن المعرض الذي أقيم بمناسبة مرور 3 أعوام من الصمود في وجه العدوان، يهدف بشكل رئيس لاحتضان المبدعين والمبتكرين، واختيار أفضل الابتكارات لإقامة الدراسات والبحوث عليها لمعرفة مدى إمكانية إنتاجها وإنزالها للسوق، ولن تبقى حبيسة المعارض والمختبرات.
ستحظى الابتكارات ذات الفاعلية والأهمية بدعم المؤسسة، وستسجل باسم أصحابها، الذين ستُبرم معهم عقود شراكة حسب رغبتهم لتطوير اختراعاتهم؛ قال الكبسي، وتابع حديثه: (نحن نؤمن بالشراكة دائماً، ونحترم العقول الكبيرة من جميع الفئات العمرية، وستعمل بنيان على تطوير الأفكار ذات الجدوى ودراستها، ومن ثم إقامة خطوط إنتاج وإرسالها للسوق)، منوهاً إلى أن المؤسسة تعتزم فتح سوق كبير على مدى العام للمنتجات الصناعية وللملبوسات والمنتجات الغذائية، وكذلك نقل هذه التجربة الى كافة مديريات العاصمة ثم بقية المحافظات.
وحول ما تم عرضه في المعرض يقول أحمد الكبسي: (الابتكارات كانت رائعة جداً، وتحتاج فقط إخضاعها لمزيد من الدراسات، والشباب متحمسون ومنطلقون، ويحتاجون الدعم وتقديم الإمكانيات اللازمة مثل إقامة مراكز للبحوث، وهذه الفكرة قائمة، وندرس جدوى تنفيذها، وقد تأخذ بعض الوقت، وتطبق على مدى مراحل وسنوات، ولكن المؤسسة تخطو خطى واقعية وثابتة ومستدامة للوصول للأهداف الاستراتيجية الناهضة بالاقتصاد الوطني).
يمنية خالصة من الفكرة إلى التنفيذ
شهد المعرض الذي أقامته مؤسسة بنيان وافتتحه رئيس الجمهورية صالح علي الصماد، إقبالاً كبيراً من المخترعين الذين قدموا مع اختراعاتهم التي تحفظت بنيان على نشر تفاصيلها حفاظاً على حقوق الإيداع الفكرية حتى يتم تسجيلها وإقامة الدراسات عليها، لكن الصحيفة تواصلت مع بعض المشاركين، وحصلت منهم على معلومات حول مساهماتهم، نوردها في التالي.
ـ اليد الصناعية المتحركة
(myo electric)
غالبيتنا يتذكر المشهد الذي ظهر فيه أحد مقاتلي الجيش واللجان الشعبية وهو يخوض المعركة بيد واحدة، منكلاً بالأعداء، فكيف إذا ما خاضها بكلتا يديه، خصوصاً وأن هناك من أبناء الشعب من همّه أمر ذلك البطل، وعمل بجهد حتى اخترع له ولغيره ممن فقدوا أطرافهم يداً من حديد؟
تمكن فريق من 6 طلاب في كلية الهندسة بجامعة صنعاء قسم الميكاترونكس، بإمكانيات بسيطة، من صناعة يد إلكترونية متحركة متقدمة في التقنية والأداء تعمل بإشارات الدماغ محاكية اليد الطبيعية، وهدف المنتج هو التخفيف من معاناة المعاقين نتيجة العدوان الأمريكي السعودي، ومن فقدوا أطرافهم في حوادث أخرى، وإقامة خندق علمي إلى جانب العسكري لمواجهة العدوان وكسر الحصار الذي تفرضه دول تحالفه على الوطن ومنع دخول الأطراف الصناعية وكذلك أجهزة مرضى الفشل الكلوي وغيرها من الضروريات الطبية. لا سيما وأنها نجحت في أول تجربة لها استفاد منها الطفل أنس عقيل (13 عاماً)، من محافظة تعز، الذي فقد قدميه ويده جراء غارة لتحالف العدوان.
وأكد عضوا الفريق حمزة عبدالرحمن المقطري، وماجد محمد السوادي، لـ(لا) أن فكرة المشروع أتت من دافع وطني وخيري بعد رؤيتهم عدداً كبيراً من أبناء الوطن يحتاجون اليد الصناعية، وخطتهم تتمثل في توسيع الفكرة التي تطلبت سنتين لتنفيذها، وتم ذلك بقدرات يمنية بحتة، وإنتاج 100 يد كدفعة أولية، خصوصاً وأن مشروعهم لاقى أصداء كبيرة وترحيباً من قبل جهات معنية مثل مركز الأطراف، لكنه يحتاج لدعم من الدولة.
التقت صحيفة (لا) بالدكتور محمد جياش، المدير الفني لمركز الأطراف، الذي تحدث عن اليد الصناعية بقوله: (ما قام به خريجو كلية الهندسة من اختراع ممتاز تمثل في يد إلكترونية حساسة، يعتبر خطوة جبارة في ظل ما يمر به البلد من عدوان ظالم طيلة 3 أعوام، وهذا يدل على صمود الشعب اليمني). مضيفاً أن هذا الاختراع سيخفف على من فقدوا أطرافهم أعباء كثيرة، كونهم لم يكونوا يستطيعون الحصول عليه سوى من الخارج، وتكاليف السفر والإقامة والتركيب والتدريب باهظة جداً، فهذا الاختراع يعتبر نقلة نوعية، ويجب على الحكومة تشجيعهم ودعمهم مالياً لشراء المواد اللازمة للمنتج، والتي كانت متوفرة بكثرة في المركز، لكنها شحت بفعل الحصار كونها غير متوفرة في اليمن وتحتاج فترة طويلة لإنتاجها محلياً.
ـ ECG TESTER قام باختراعه المخترع أحمد علي صلاح، وهو جهاز يقوم بمعايرة وفحص أجهزة تخطيط القلب لصيانتها، وميزته أنه يوفر مبالغ باهظة على المستشفيات اليمنية نتيجة رخصه، حيث لا يتجاوز سعره 28$، بينما تتراوح قيمة أجهزة محاكاة إشارة القلب المستوردة من الخارج بين 2000 و4000$.
ـ INTENSSIVE
PHOTOTHERAPAY UNIT
جهاز صنع محلياً بأقل التكاليف لمعالجة الضوئية المركزية للأطفال المصابين باليرقان (الاصفرار)، وهو مرض قد يسبب للطفل إعاقة أو شللاً مدى الحياة، ويتم العلاج عن طريق الأشعة فوق البنفسجية، ويرسل الجهاز ملاحظاته إلى الدكتور المعالج والممرض العامل عليه عن طريق رسائل SMS. اخترعه فريق من المهندسين هم: أحمد السنيدار، جلال عبدالملك الحليلي، وطه أحمد الجنداري، وعبدالله محمد الكحلاني.
الدكتور الجراح عائض السريحي زار المعرض، واطلع على اختراعات عديدة في الجانب الطبي نالت اهتمامه كونها ستحدث نقلة نوعية، وستوجد البدائل التي توصل المجتمع للاكتفاء الذاتي، وأبرز تلك الأجهزة (الكرسي الطبي الذكي) للمخترع محمد المخلافي، الذي يساعد المصابين بشلل جزئي نتيجة الجلطات على تحريك أطرافهم المتضررة وتحفيز خلاياها لتحيا من جديد.
وما يميز هذا الاختراع، بحسب رأي الدكتور عائض، هو إمكانية استخدامه في نزع الألغام بإضفاء بعض التعديلات عليه، كذلك جهاز يحدد نشاط الدماغ أثناء العملية الجراحية لإعطائه الجرعة اللازمة من المخدر.
كما أن المعرض احتوى على أجهزة أخرى في المجال الطبي، منها ما يقيس هشاشة العظام بسعر رخيص، ومنها ما ينتج الأكسجين من الهواء، والأخير -بحسب الدكتور السريحي- سيجعل بمقدور كل مشفى أن يوفر الأكسجين دون الحاجة إلى تعبئة الأسطوانات، فهناك عشرات الحالات فارقت الحياة نتيجة عدم توفر الأكسجين بعد أن استهدف طيران العدوان المصانع المنتجة له.
مشهد من معرض الصمود
احتوى معرض الصمود على عديد من الابتكارات في مختلف المجالات ترجمت صمود أبناء الشعب إلى قدرة على الاختراع تنافس الدول المتنطعة بالتقدم التكنولوجي الصناعي، حيث رسمت مشهد المعرض مئات الاختراعات.
في المجال الطبي: عصا للمكفوفين تعمل بنظام الاستشعار عن بعد، تطويراً للمجهر الضوئي الطبي، (O.I.D) جهاز جمع وتعقيم طبي، تقنية (LiFi) الطبية، وجهاز إعادة تأهيل المعاقين.
في مجال الطاقة البديلة: قدمت اختراعات كثيرة منها طباخ على الطاقة الشمسية يجعل المجتمع يتخطى أزمات كثيرة كأزمة الغاز المنزلي، جهاز توليد الكهرباء من المحاصيل الزراعية والماء. وفي المجال الزراعي: جهاز لدراسة البذور الزراعية وأسمدة متنوعة محلية الصنع.. وهناك اختراعات أخرى متنوعة كسيارة إلكترونية حربية، نظام تتبع وحماية للسيارات من السرقة، قلم إلكتروني يطبع أي أوامر من الحاسوب، جهاز استشعار الغاز، وآخر كاشف للمعادن، وذراع محاكاة آلية لتفكيك الألغام والمتفجرات، والكثير من الابتكارات التي قالت مؤسسة بنيان إنها لا تزال تأتي بعد انتهاء فترة المعرض، وجميعها في مرحلة الغربلة.
وتؤكد المؤسسة على لسان مسؤوليها أنها ستكون بيت المبتكرين الذي يحتضنهم مع مشاريعهم، وسوف تقوم بحمايتهم من أي استغلال أو تلاعب أو ابتزاز، وستوفر لهم الدعم والمساندة والاستشارات الكاملة لإدارة ابتكاراتهم دون أي مقابل.
إن مجتمعنا اليمني بعاداته وتقاليده وقيمه هو مجتمع تنموي بالفطرة، وهذه ميزة تم دفنها بأنواع الغزو المختلفة التي استهدفت الشعب طيلة الفترات الماضية، وطالما أن القيادة الوطنية التي انتظرها اليمن منذ فترة طويلة قد وصلت وتقود حالياً معركة الدفاع عنه ضد أرباب الوصاية، وظهر اهتمامها بالإنسان الذي يعد اللبنة الأساسية لنهوض المجتمعات، فإن ما سلب من اليمنيين سيعود إليهم، وكما منحت عقول الهندسة العسكرية ما في يدها من وسائل استطاعوا بها مقارعة ترسانة العدو العسكرية الحديثة وتحقيق الانتصار عليه، يجب عليها الاستمرار على نفس الوتيرة، ومنح العقول في بقية المجالات الهندسية الطبية والزراعية ومجالات الطاقة تلك التسهيلات كي لا يتكرر خطأ من سبقوها، ويحرم البلد من خيراته البشرية.