كيف تكون الرؤية الصحيحة للمؤمنين في ميادين الجهاد؟
|| من هدي القرآن ||
{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}(آل عمران: من الآية195) لاحظ هنا أن يذكر الوعد العظيم يذكر الجنة ألم يذكر الجنة هنا؟ لأن هؤلاء من خلال تفكرهم ومقارنتهم ما بين الحياة هذه والحياة الآخرة، بالطبع لديهم موضوع الجنة أرقى وأعظم وأهم مطلب لديهم فيما يتحقق في الدنيا هذه، هناك آيات أخرى تبين أن هؤلاء ليس معناه بأنه فقط سيعطيهم ما ذكر في الآخرة أما الدنيا، لا ، لكن هذه فئة من خلال ذكرها لله وتفكرها يهمها موضوع الآخرة أليسوا هناك في دعائهم قالوا:{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(آل عمران: من الآية191) وهنا {وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}(آل عمران: من الآية194) هي القضية الهامة وهو الواقع واقعاً من يتفكر ويتأمل ويقارن ما بين هذه الحياة والحياة الآخرة سيجد بأن الحياة الآخرة هي المطلب المهم وأنها الشيء الذي يجب أن يكون أمنيتك ولو كان عندك الدنيا هذه بكلها، لاحظ نبي الله سليمان على الرغم مما عنده من ملك عظيم كيف دعا الله{وَأَنْ أَعْمَلَ صَاْلِحَاً تَرْضَاْهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِيْ عِبَاْدِكَ اْلَّصَاْلِحِيْنَ} عنده ملك لا ينبغي لأحد من بعده .
هذه الآيات هي تبين كيف يتفكر الإنسان وكيف من يتفكرون وفق رؤية صحيحة كيف تكون النتائج عندهم وكيف تكون رؤيتهم ومفهومهم في الأخير {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران:196 ،197) هذه أيضاً لها علاقة بموضوع الصراع فيما بين المؤمنين والكافرين والكافرون عندهم إمكانيات كبيرة وأيضاً عندهم أراضي واسعة وشعوب واسعة وتوجد حالة نفسية غير طبيعية، لا يغرنك هذا لا يخدعك تخدع بهذا فيكون لك نظرة أخرى أو موقف آخر، متاع قليل كل ما عندهم متاع قليل.
في آيات أخرى يقول: {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ}(الانبياء: من الآية44) مهما ترى لديهم من مظاهر كبيرة وتمكن في الملك يأتي متغيرات يصبح لا شيء مثل ما قال سابقاً:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}(آل عمران: من الآية26) { مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران:197) لأنه أحياناً الإنسان قد تستقر عنده في ذهنيته وفق نظرة معينة إلى ما عليه الكافرون يكون عنده أنه هكذا الحياة قد هي هكذا على طول، مثلاً أمريكا دائم أمريكا وأوروبا على طول عنده هكذا ، لا . يحصل متغيرات يحصل في الأخير تراها شبيهة بما تسمع به عن ماذا؟ عن الأمم الماضية والدول الماضية ألم يكن هناك دول مثلاً الدولة العثمانية مهيمنين على أكثر البلاد هذه، الناس ربما في ذلك العصر عندهم أنها ستبقى الدولة العثمانية إلى يوم القيامة، تغيرت أصبحت لا شيء أصبحت قصة من قصص التاريخ .
هذه تكون مؤثرة في موضوع الجهاد في موضوع العمل في سبيل الله النظرة هذه لا يكن عندك أن الدنيا قد هي هكذا على ما هي مرسومة الآن أمامك، معناه أن نجاهد في سبيل الله يعني [معنى أعداء كبار وإمكانيات كبيرة!] لا، {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيل}(آل عمران: من الآية196 ، 197) تتغير هذه الأشياء .
{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} (آل عمران:من الآية 197 ، 198) وبالمقارنة بينما لدى الكافرين يجب أن تفهم أنك في الطريق التي ستكون النتيجة بعدها ماذا؟ هذه الجنة العظيمة التي لا يساوي شيئاً ما لدى الكافرين مهما كان وإن كانت هذه الأرض كلها لا تساوي شيئاً من هذه الأشياء هذه لا تساوي كما في الحديث موضع سوط في الجنة .
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} (آل عمران: الآية 198) إكرام ضيافة نزلاً بمعنى إكرام وضيافة لهؤلاء المؤمنين المتقين . [الدرس السادس عشر من دروس رمضان]