رسائل رمضانية
|| مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
ها قد أطل علينا شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والجود والإحسان، شهر الله الذي بمقدمه تصلح النفوس وتطمئن القلوب وتحلق في آفاق إيمانية رحبة تناجي الله وتنشده رحمته ومغفرته ورضوانه ، ورمضان مناسبة عظيمة وموسم سنوي لحصد الحسنات ومحو السيئات وتثقيل الموازين للظفر بالجوائز الربانية الكبرى التي رصدها وأعدها الله لمن صام رمضان إيمانا وإحتسابا، وهي فرصة قد لا تعوض وعلينا أن نغتنمها وأن نشمر خلالها ونشحذ الهمم للوصول إلى رضا الله ورضوانه.
رمضان تربية إيمانية على الصبر والتحمل واستشعار معاناة الفقراء والمساكين والمحتاجين وأبطالنا المغاوير المرابطين في جبهات العزة والكرامة والشرف ، الذين تركوا أولادهم وأسرهم وهجروا منازلهم وتجندوا للذود عن حمى وطنهم والدفاع عن أرضهم وعرضهم وسيادة وطنهم ، لننعم نحن بكل هذا الأمان والطمأنينة، وحري بنا الاهتمام بأسر المرابطين وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم كأقل واجب يمكن أن نقدمه لهم .
يأتي رمضان هذا العام ونحن نفتقد فيه رئيسنا الشهيد الصالح الصماد الذي كان معنا في العام الماضي قائدا للصمود وزعيما للمواجهة ورمزا للإيمان والتقوى، حيث مثل رحيله خسارة كبيرة ومؤلمة لنا جميعا، حيث غادرنا شهيدا خالدا لتظل ذكراه الطيبة وتاريخه ومسيرته الناصعة محط فخرنا واعتزازنا جميعا، وسيظل علامة فارقة في تاريخ اليمن، وسيظل محفورا في ذاكرة كل اليمنيين، ونتطلع خلال شهر رمضان المبارك إلى أن يكون هناك إنجاز لوحدة التصنيع الحربي التابعة للقوة الصاروخية يحمل اسم الرئيس الصماد وفاء له وتخليدا لذكراه العطرة وتضحيته التي فاقت كل الأوصاف ، ليظل اسمه مصدر رعب وقلق لقوى العدوان حتى بعد استشهاده والتحاقه بالرفيق الأعلى وصحبته للأنبياء والصالحين.
رمضان مناسبة للتكافل والتراحم والتعاطف بين أفراد المجتمع، الأغنياء والميسورين يجودوا بما أنعم الله عليهم من فضله على المحتاجين والمساكين وفي مقدمتهم تلكم الأسر المتعففة القابعة في منازلها لا تسأل الناس إلحافا، ولا تمد أيديها لأحد مهما بلغت ظروفها المعيشية صعوبة وفاقة، فهذه الأسر بحاجة إلى تفقد ورعاية واهتمام في هذا الشهر الفضيل لتكتمل فرحة رمضان لدى هذه الأسر المستحقة للعون والمساعدة في رمضان وغير رمضان استجابة وتنفيذا للتوجيهات الربانية ذات الصلة بالتراحم والإنفاق والصدقة .
رمضان مناسبة للتصالح والتسامح والسمو فوق الصغائر والعمل على إصلاح ذات البين وصلة الأرحام ووضع حد للقطيعة والخصومات وتجاوزها والقفز عليها، وفتح قنوات جديدة للتواصل والحميمية والود والتآلف والتعايش ، فالحياة قصيرة جدا ولا تحتاج منا أن نفسدها بنشر ثقافة الحقد والبغض والكراهية والقطيعة والهجر والحرمان .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وعملا متقبلا وإفطارا شهيا.
وعاشق النبي يصلي عليه وآله.